الإصلاح.. مخزون الفشل والبذاءة والسقوط

07:42 2020/04/07

تعددت محطات الفشل التي مر بها حزب الإصلاح منذ انطلاقته وحتى اليوم، رغم مضي ما يقارب ثلاثين عاما على يوم تأسيسه "المشؤوم"، ولم يتعلم شيئاً سوى أرشفة الخيبات والنكسات، وعد المصائب التي تسبب فيها باعتبارها منجزات!! ولعل الشيء الوحيد الذي برع فيه هو الغدر والتطرف، وتمكنه بكل جدارة من تفريخ الإرهاب وبناء علاقات متعددة مع الجماعات المتطرفة والأجنحة الإرهابية التي ترى في هذا الحزب وقياداته "الأب الروحي" لما هم عليه من تطرف وإرهاب وتشدق وتدثر بالدين.
 
كل مرة نرى فيها خيبة وخيانة لهذا الحزب، نتساءل: كيف لا تتم محاسبة القيادات والشخصيات المنتمية له والتي فشلت وباعت وخانت مواقعها الرسمية (عسكرية، أمنية، مدنية) وعملت على تمكين الحزب لا الدولة، ونهبت المال العام، بضوء أخضر من قيادات الحزب ونافذيه.
 
يتكئ كل مسؤول إصلاحي في الشرعية على رصيد كبير من الفشل الذريع لمن سبقوه من أتباع الحزب الذين وصلوا لمواقع قيادية، ونهبوا وقتلوا وذهبوا لإدارة استثماراتهم في ماليزيا والسودان وتركيا دون أي محاسبة أو تشهير، ورصيد الفشل هذا يجعل المسؤول الإصلاحي في مأمن حال فشل، فهو ليس بادئا بل تابع لسنة مؤكدة لدى القيادات الإخوانية ونهج معروف لها، كما يستند أي فاسد وفاشل منهم على جيش من "الذباب الإلكتروني"، قوامه السفهاء والبلاطجة من الناشطين والناشطات بأسماء وهمية أو حقيقية، يتم توجيههم لمهاجمة من يفضح فسادهم أو ينتقد فاسديهم، وخلق حالة من النتن الإلكتروني بألفاظهم الهابطة التي تنم عن تربية وثقافة حزبية هابطة وساقطة، وهذا امر مكشوف مهما تنصل منه الإصلاحيون وادعوا الفضيلة التي لم يتخلقوا بها يوماً من الأيام.
 
ومما لا شك فيه أن هناك الكثير ممن تراجعوا ووهنوا امام ما يتقوله ذباب الإصلاح الالكتروني، وفجور قيادتهم في الخصومة، واستخدامها كل الأساليب الملتوية لإسكات المعارضين او الفاضحين لنهج الحزب وسوئه، وكيف يقومون بقلب الحقائق واختلاق معارك إعلامية لا جدوى منها سوى تعميق الفوضى والتأكيد الفعلي على سقاطة الحزب وأتباعه، وفي المقابل أيضاً هناك من ثبت وما زال أمام هجمات ذباب الإصلاح وتلفيقاتهم، وأصبح يشكل لهم صداعاً مزمناً افشل خططهم ومقدرتهم على قلب الحقائق، ومضى غير آبه بهم وتهديداتهم في كشف زيفهم وسوء ما يفعلون.. ولم يعد أمام تلك القيادات والناشطين المسنودين بالذباب الإلكتروني سوى لغة الانحطاط والشتائم، بعد أن عرف الجميع أن لا حجة لهم يستطيعون بها تفنيد ما تم تعريتهم به، لذا كشفوا عن وجه القبح الحقيقي الذي لطالما حاولوا تغطيته، وذهبوا يكفرون هذا، ويخونون ذاك، ويشتمون كل ناقد لهم، وهذه حالة نفسية مستعصية لا حل لها سوى ان يتم تطبيق العلاج الناجع المتمثل في "الإخوان لا حل لهم إلا حبسهم أو دفنهم".