من القِـمّــة إلى.. الـقُمـقُم؟!

10:45 2020/05/11

 
كان معانا في التاريخ (أسعد الكامل) جد اليمنيين الأول، شق طريق تجارة البخور، وكانت رحلة الشتاء والصيف أول سوق عالمية للتجارة، والآن (يحنب) اليمني بقيمة قصعة فول؟! هذا هو الانحطاط بعينه. 
 
من يتصور أن إنسان اليمن الذي بنى عبر التاريخ حضارة عريقة وطوّع الطبيعة القاسية لصالحه وسكن أعالي القمم؛ يعيش الآن في "القُمقُم"، ويتعرض لصنوف المهانة والعذاب اليومي المستمر.. لا كهرباء، لا ماء، لا ديزل ، لا بترول.. لا غاز.. لا خدمات صحية محترمة، لا تعليم ينمي الذهن والقدرات، لا أمن، لا قانون، لا منتزهات، لا فرح، لا هدوء، لا استقرار، لا أحلام، لا فنون، لا دولة ولا رجال يخجلون على الأقل من جدهم (التُبّع).
 
كان لدينا رجال صماصيم، وكان اليمني ابن الحياة الذي لا يعرف المهانة والتسول، لكن (البغال) أهانوا أهالي أهلنا، وأحالونا من شعب مُنتج إلى شعب (قاطع طريق)، ومن شعب بهيج لديه إرث فني متنوع إلى شعب (مُقرِّح) واللي ما يقرحش رصاص يقرح (فيوز)، واللي ما يقرحش فيوز، يقرح الضمار، واللي ما يقرحش الضمار، يقرح راس صاحبه! واللي ما يقرحش راس صاحبه، يقرح القلب وهو يخبرك ببلاهة أن ذولا الإرهابيين وغيرهم من الجماعات (المبندقة) يبحثون عن مجد إنسان اليمن الضائع، وهو بالمناسبة مجد ضائع بين البغال والحمير وأرباع الرجال..!!
 
كان اليمنيون ملوكاً، إذ لا أحد بوسعه العيش في قمم الجبال، لكن "البغال" أهانوهم ومرمطوا بكرامتهم وأحالوهم إلى شعب "مٌطنن". المطنن بالمناسبة: إنسان سُرقت منه أشياؤه الثمينة كلها، وفي المعمورة كلها لا يوجد شعب تعرض للسرقة كما هذا الشعب اليمني المُطنن بامتياز...!!