صنعاء عاصمة أي نبي فيهم.!

03:30 2020/10/24

يجب على نخبنا ومثقفينا وقبائلنا وشعبنا استيعاب أن اليمن لن تخرج من وصاية البند السابع ومليشيات عقائدية معممة تسيطر على العاصمة صنعاء.. وأن دفعات الدعم التي تتلقاها المليشيات بين فترة وأخرى أو نوع التدليل الأممي الواضح ليس حباً في الحوثي إنما هو إطالة بقاء اليمن تحت الوصاية الدولية..
 
صنعاء عاصمة الأمم المتحدة، ليس مع الحوثي إلا الخرق فيها ولا يملك من الإرادة ولا القدرات التي تجبر العالم على رفع الوصاية الدولية.. لم يكن يملك شيئا ومليشياته تعبث بالحدود لخلق مبرر لاستخدام البند، عاد بيملك وقد نزع منها حتى الألغام وتفرغ لإراقة الدم اليمني الخالص!
 
حتى الحوثي نفسه عندما يطالب الأمم بدفع الرواتب او كما طالب رئيس لجانهم المليشاوية محمد الحوثي بتسليم مساعدات المنظمات نقدا هو إقرار وقناعه بالرضوخ للوصاية وفقدانهم لامتلاك أي حلول أو رؤية لإعادة السيادة الحقيقة ..
 
بالإرادة الشعبية تعود الحياة السياسية بتعددها إلى عاصمة اليمنيين، واختيار قيادة رئاسية وحكومية و تشريعية ومحلية عبر انتخابات ديمقراطية حرة تمثل المواطن هي بداية الطريق لرفع الوصاية "فالشعب وحده مالك السلطة ومصدرها"، وهذه مسلمات خارج ايديولوجية الحوثي ومليشياته، وما مبالغة عبدالملك الحوثي وجماعته بابتذال لتقديس مكانته العقائدية المزعومة إلا لتكريس أن صنعاء غير صالحة للشراكة والتعايش.
 
كان لدينا اتفاق "السلم والشراكة" ودهسته أطقم الحوثي ثم انقلب على مؤسسات الدولة وعطلها لفرض واقع عقائدي جديد مفرغ من مؤسسات تمثل الشعب، وما من مكون سياسي يحترم ذاته وقواعده الشعبية يمكنه القبول أن يبقى أو يعود في وجه الإمام الفقهجي عبدالملك الحوثي ويرتهن لمزاجية هذا الكاهن لا بوجه دستور وقانون وجيش يقف على مسافة واحدة من الجميع..
 
وإذا كانت صنعاء عاصمة نبي فهو بالتأكيد نبي أمريكا الذي تحدث عنه بوش بحربه الصليبية بعد أحداث 2001 وعبر إلى اليمن بركوب ظهر عبدالملك الحوثي.. 
 
الناس تنتظر الحلول بالإفراج عن الأسرى أو صرف رواتب أو تحسين وضع حياتهم المعيشية من دول الصليب ومن مقرهم في مبنى الأمم المتحدة الذي أصبح يمثل خيط الرحمة لهم، والأمل المتاح الذي فرضه عبدالملك كأمر واقع وأغلق عليهم كل الخيارات الأخرى، لا من وجه نبي الحوثي الذي لا يمثل للمواطن إلا وسيلة تنكيل وفيد.