القنبلة الموقوته تجريف الهوية الوطنية في التربية والتعليم

08:30 2022/01/08

 
 
بقلم د/ جمال الحميري                                                                                 
 
 
علينا أن ننظر إلى مناهج التعليم باعتبارها المدخل الأساسي والعمود الفقري لاكتساب الهوية الوطنية والحفاظ عليها، فالمناهج التعليمية هي التربة التي نعدها والبيئة التي نهيئها ونتعهدها بالرعاية لنغرس فيها نبتنا المتمثل في أبنائنا لينمو هذا النبت من خلال امتصاص المعارف والقيم والتاريخ والثقافة التي تحملها هذه المناهج معبرة عن حياة المجتمع وتراثه وتطلعاته فينتسب إلى هذه الحياة ويتجذر فيها ويكتسب هويته منها فينتمي لوطنه ويكرس له ولاءه وتصبح هويته وطنه، ووطنه هويته.
المناهج التعليمية في اليمن رسخت على مدى عقود قيم المواطنة والمساواه والهوية الحضارية واذابت الفوارق الطبقية والعنصرية والطائفية في البلاد.
وفي الوقت الراهن ادركت ميليشيا الحوثي أن تكريس وجودها بالسلاح والهيمنه وحده غير كافي فخاضت حربا اخرى أكثر خطرا من خلال ادلجة الأجيال المقبلة وذلك لضمان الولاء الدائم في مناطق سبطرتها.
وتسابقا مع الزمن والاستفادة من عامل الوقت قامت بتغير المناهج الدراسية في كل المراحل ابتدائا من المراحلة الاساسية حتى وصلت الى الجامعة.
لم تكتفي تلك الميليشيات بتدمير وتفجير مئات المدارس والزج بالاف الأطفال في حروبها ضد الشعب اليمني وحرمانهم من التعليم بل سعت لتسميم عقول أبنائنا الطلاب والطالبات وتفخيخ المناهج الدراسية بخرافاتهم الطائفية وفكرهم السلالي.
ان تغيير المناهج الدراسية خطوة في غاية الخطورة تهدد النسيج الاجتماعي ومسخه من هويته الوطنية والعربية، وبهذا تسعى إلى تلويث عقول أبنائنا الطلاب بفيروس الطائفية والكراهية والأفكار المستوردة.
 
بالإضافة إلى خلق جيل في المستقبل مشوه وعدائي يعتنق الفكر الطائفي والمذهبي مؤمن بحق الولايه وسيفتعل الكثير من المشاكل في المجتمع اليمني وستحول اليمن إلى بؤرة صراع طائفي لا نهاية له، كما سيصل هذا التأثير إلى المحيط الإقليمي.
 
وقد اتبعت المليشيات الحوثية ثلاث طرق بالتأثير في العملية التربوية
تتمثل الطريقة الأولى/ في التغيير الوظيفي.
حيث قامت باحلال واستبدال موالين لهم بالمعلمين والكادر الوظيفي ومدراء المدارس ومدراء مكاتب التربية في المحافظات.
 
الطريقة الثانية/ تعديلات مبرمجة وممنهجة للمناهج الدراسية حيث استهدفت في البداية المراحل الاساسية من الصف الاول حتى الصف السادس وقامت اما بتغيير او حذف او استبدال في المنهج المدرس ب ٣٨٦ موضعا، تضمت هذه التتغيرات في اربع مواد هي التربية الاسلامية واللغة العربية والتاريخ والتربية الوطنية.
الهدف من ذلك تغيير ثقافة الطلاب وترسيخ مبادئ الثورة الخمينية وتجهيل الشعب وانتزاعه من محيطه العربي، بالإضافة الى تشويه التاريخ اليمني والانتقام من ثورة وثوار ال ٢٦ من سبتمبر ١٩٦٢م، وتمزيق النسيج الاجتماعي من خلال الفرز الطائفي والتمييز بين الناس، وتغيير افكار جيل جديد وحرف البيئه التعليمية باعتقادات خارج سياق التاريخ والعقيدة والهوية الوطنية.
 
الطريقة الثالثة/ المعسكرات الصيفية
اتخذت من المعسكرات الصيفية طريقة لتحشيد صغار السن وتعبيتهم تعبئه خاطئه للزج بهم إلى محارق الموت بحربهم العبثية ضد الشعب اليمني. بالاضافة إلى تحويل بعض المدارس إلى وحدات إنتاج حشد طائفي لعقول طلابنا ممن لا زالوا في سن الطفولة واستغلال قلة الرقابة الاسرية نتيجة البحث عن لقمة العيش في ظل الوضع الراهن.
 
علينا جميعا تحمل المسئوليه الأسرة، المعلم، النقابات، الاتحادات، المنظمات، الاعلام...الخ اتجاه هذا الخطر القادم وما نسميه بالقنبلة الموقوته والتي ستؤثر على الطلاب في الحاضر والمستقبل.