عقد من النكبات

11:45 2022/02/21

عقد من الزمن مضى، منذ تسليم فخامة الرئيس الشهيد/ الزعيم على عبد الله صالح، السلطة في 21 فبراير 2012م ومن ذلك التاريخ الي اليوم و اليمن أرضاً وإنساناً يعيش خلال السنوات العشر الماضية أسوأ مرحلة تاريخية قد مر بها عبر العصور، بل ولن يكون هناك أسوا منها لاحقا؛ فقد أفرز "عقد النكبة"
كثيراً من رجال السياسة وعدداً كبيراً من رجال السلطة، لكن هؤلاء جميعاً لم يستطيعوا أن يكونوا رجال دولة. ولذا هو من الفشل لم يستطع تحقيق شيء، سوى الدمار والخراب لما كان قد تشيد في عهد الرئيس الشهيد، من دولة مؤسسات لن يستطيع أن يستعيدها في قرن من الزمن، أو حتى أن يعيد شيئاً مما كان عليه اليمن في ذلك العهد الذي عاشه اليمنيون بكل أطيافهم متمتعين بكل حقوقهم. 
وهل يستطيع عقد النكبة أن ينكر بأنه قضى على دولة المؤسسات تلك , وسلم اليمن للمليشيات والجماعات الدينية الإرهابية، فكانت النكبة الاولى عندما سلمت صنعاء للحوثيين التابعين لإيران، ولمليشيات الإخوان؟ 
ألم يسلم السلطة لمن ينازعونه إياها اليوم؟
 
 ألم يكن هولاء قبل عقد من الزمن في الكهوف فتم احتضان تلك الجماعة الإرهابيةو منذ أن كانوا في إطار مران ودماج، وتكفل هو وليس غيره بإيصالهم إلى صنعاء ومن ثم إلى عدن، والتي ولولا إخفاقاته لما استطاعت تلك الجماعة الإرهابية أن تقطع كل هذه المسافات وأن تتحول إلى معادلة صعبة في المشهد السياسي؟ 
 
بالتالي لا يحتاج اليمنيون الذين عاشوا ويعيشون (عقد من النكبة) أن يشرح بعضهم لبعض حقيقة ما حدث فيه. وأشعر بالعار من أن "عقد النكبة" هذا استطاع أن يخدع الكثيرين، ففتح أبواب اليمن على مصراعيها للنفوذ الإيراني. واليوم اليمنيون والخليجيون على حد سواء يتأذون من نكبته، فيما أصبح لزاما على الخليجيين حماية أمنهم القومي.
 
لا يغيب على عموم الشعب اليمني أن "عقد النكبة" هذا كان ضالعا في النكبات المتعددة التي تعرضوا لها، فلقد برزت عبر التاريخ فئات تنازلت وساومت وفرطت بسيادة أوطانها. ولن يكون الذين تسببوا في عقد النكبة أول تلك الفئات بعيدين عنهم ولا آخرهم في التاريخ المعاصر. لكن الشعوب تعود فتطلب الثمن من كل هؤلاء مهما تأخر الزمن. كانت النكبة الأولى لهم تسليم الوطن لمليشيا كهوف مران.
 
فجاءت النكبة الثانية بتسلم الإخوان السلطة، متقلدين كل مفاصل جهاز الدولة الإداري والأمني والعسكري والسياسي، فلم تشهد دولة في العالم حجما من الفساد والوصولية والابتزاز والانتهازية كما هي عليه اليمن الآن.
 وبفضل عقد النكبة الاخوانية هذا أعلنت اليمن دولة فاشلة، وها نحن مع نصف مليون "مقاتل" من المدرسين و خريجي المعاهد الإخوانية لم يستطيعوا تحرير تبة واحدة. 
أما علاقة التخادم بين الإخوان المسلمين والحوثيين، باعتبار كلا الفريقين جماعة دينية، فقد تكشفت في هذا العقد من النكبة كما لم تتكشف منذ خمسين عاما من عمرة ثورة 26 سبتمبر1962م. بحيث شهدت السنوات القليلة الماضية أرقاماً فلكية هربت إلى ماليزيا ودول أوروبا جراء هذا التخادم.
أما النكبة الثالثة لعقد النكبة، فهي إفراز مشاريع انفصالية. حيث منح أصحاب النتوءات و المشاريع الصغيرة فرصة لأن يظهروا وكان مظلة لشرعنتهم من خلال تسليم المحافظات الجنوبية وإصدار قرارات تعيين لمجموعة تدعي الوصاية على المحافظات الجنوبية وأبناء الشعب اليمني هناك.
كانت النكبة الثالثة بمجرد أن بدأ عقد النكبة، فشاهدنا تمدداً كبيراً وتوسعاً غريباً لكل الجماعات الإرهابية وأشبه بدور استلام وتسليم للسلطة في المحافظات الشرقية والجنوبية، ليعطى المبرر لغزو فارسي لتلك المحافظات وتمكين إيران من حلمها في السيطرة على باب المندب والسواحل اليمنية ومنابع النفط و الغاز.
خلاصة القول أنه عقد من النكبة قد مضى، لنبدأ عقداً جديداً من النكبات مع "أبو النكبات"، ونسال الله أن يزيح عن الشعب اليمني النكبات وأصحابها.