Image

ليبيا.. صراع نفوذ ومخاوف انقسام

تشهد ليبيا أوضاعاً استثنائية جراء الصراع بين حكومتي فتحي باشاغا، وعبدالحميد الدبيبة، والذي انعكس على الأرض بانتشار حشود عسكرية قادمة من مصراتة في العاصمة طرابلس، وغلق عدد من الحقول النفطية، فضلاً عن استمرار وقف الرحلات الجوية بين شرق وغرب البلاد.

وأكّد المكتب الإعلامي لحكومة باشاغا، اعتزام الحكومة مباشرة أعمالها من طرابلس، مفنداً الأنباء التي راجت عن أنّ الحكومة ستتخد من مدينة البيضاء مقراً لها. وأشار المكتب الإعلامي، إلى أنّ عملية التسليم والتسلّم ستتم وفقاً للإجراءات القانونية.

وشدّد رئيس الحكومة فتحي باشاغا، على حرصه تسلّم مهامه بشكل سلس وفقاً للقانون، ومباشرة مهام عمله من طرابلس. وجدّد باشاغا في مكالمة هاتفية مع السفير الأمريكي، ريتشارد نورلاند، التزامه بتهيئة كل الظروف الملائمة لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وفق خارطة الطريق المتفق عليها.

ووجّه باشاغا رسائل إلى محافظ مصرف ليبيا المركزي، والنائب العام، ورؤساء ديوان المحاسبة، وهيئة الرقابة الإدارية، وهيئة مكافحة الفساد، ورئيس جهاز المخابرات العامة، ومختلف الجهات الأمنية في الدولة، بنيله مجلس النواب وأدائه اليمين الدستورية واكتسابه وحكومته الشرعية الكاملة لإدارة شؤون البلاد.

في المقابل، أكدت مصادر مطلعة لـ «البيان»، أنّ كل المؤشرات تدل على عدم نية حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، التخلي عن السلطة أو تسليم مقاليد الأمور لحكومة باشاغا. وفي ظل تمسّك كل طرف بموقفه، استبعدت أوساط سياسية مطلعة، إمكانية حدوث صدام على الأرض، مشيرة لوجود توازنات على الأرض وضغوط أمريكية وأممية مستمرة تحول دون إنزلاق الأوضاع نحو العنف.

في الأثناء، نشرت ما تسمى ميليشيا النواصي آليات عسكرية وأرسلت بعض عناصرها إلى مطار معيتيقة الدولي، لمنع طائرة رئيس الحكومة الجديدة من الهبوط. كما وصل رتل مسلح يرفع شعار «قوة حماية الانتخابات» الموالية لحكومة الوحدة الوطنية إلى طرابلس قادماً من مصراتة، الأمر الذي رأى فيه مراقبون تهديداً واضحاً بالعودة لظاهرة الحشود المسلحة المتنافسة على بسط النفوذ.

وتواجه ليبيا نذر الانقسام من جديد، بعد إغلاق عدد من الحقول النفطية وتوقف الرحلات الجوية بين شرق وغرب البلاد، وفيما أعربت المستشارة الأممية، ستيفاني وليامز، عن قلقها إزاء إغلاق الحقول النفطية الليبية وتعليق الرحلات المدنية الداخلية، دعا المبعوث الخاص للولايات المتحدة إلى ليبيا وسفيرها، ريتشارد نورلاند، إلى استئناف الرحلات الداخلية في ليبيا، وإنهاء الحصار عن بعض المنشآت النفطية.