Image

حينما أفسد الإخوان المؤسسة العسكرية ضاقت الأرض على الشرعية وتبخر الحلم في التحرير!

يؤكد متابعون للمشهد اليمني أن أغلب المعارك التي تخوضها الشرعية لا تخرج عن كونها معارك إثبات حضور وإسقاط واجب يضمن عدم انقطاع الدعم لكبار قادة الجيش، المقدم من التحالف والحكومة، من خلال اعتماد ميزانيات لقيادات عسكرية من مال أو سلاح.
اقتربت الحرب من دخول عامها الثامن، قتل فيها الآلاف من الجنود ودمرت مدن. والحصيلة لا تقدم حقيقيا للقوات الحكومية، التي أغلبها محسوبة على الإصلاح ولا يمكن أن تبنى عليها معركة التحرير التي يدعمها التحالف ويريدها اليمنيون. 
يؤكد خبراء أن المصداقية في معركة التحرير كانت منذ بداية انطلاق عاصفة الحزم. لكن بعد تعيين الجنرال علي محسن نائبا لرئيس الجمهورية ونائبا للقائد العام للقوات المسلحة فإن ذلك التعيين المشؤوم أفقد الحرب مصداقيتها في التوجه نحو اجتثات الحوثي.
ويقول عسكريون إنه في السنوات الأولى من الحرب ضد مليشيا الحوثي، تم تحرير مساحات كبيرة من الأرض، وأخذت الشرعية تتغنى بتحرير 80% من اليمن، بعد أن كان الحوثي قد ابتلع اليمن من شماله إلى جنوبه.
وحتى يضمن التحالف استمرارية الانتصارات لتحرير ما تبقى، وهي نسبة الـ20%، كانت أول خطوة هي بناء جيش وطني وفتح باب التجنيد. ولما وقع التحالف في غفلة من أمره، استغل الإصلاح، الذي كان قد أصبح أكبر حزب في اليمن، الوضع وعمل على تجنيد أنصاره ليكونوا نواة ذلك "الجيش الوطني". وهو ما سبب في انتكاسة الجبهات عسكريا ومكن الحوثي من استعادة مساحات كبيرة من أيدي الشرعية، في نهم والجوف ومأرب. 
ويرى عسكريون أن سبب تراجع المعارك هو عدم وجود قائد يشرف مباشرة على حرب من خلال غرفة عمليات.
وبحسب العسكريين، فإن فساد المؤسسة العسكرية شكل سببا رئيسيا لانتكاسة الجبهات، بعد أن اتضح أن نواة الجيش الوطني أغلبها عبارة عن أسماء وهمية في كشوفات الراتب، وأن قوام أغلب الألوية العسكرية لا يتعدى المئات من الجنود. ناهيك عن قيادات عسكرية فاسدة تقوم بعمليات جمع الأموال على حساب أرواح البشر.
يقول العقيد يحيى أبو حاتم إن "الجيش اليمني لا يصل عدده إلى 120 ألفا. لكن هناك تجاوزات ليست بهذه الأرقام الكبيرة فحسب، بل وفي أن بعض القيادات يسجلون أقاربهم أو أسماء وهمية من 20 إلى 50 اسما لدى كل قائد وحدة. بل وهناك مغالطة في الأخبار التي تحدثت حتى عن هذه الأعداد".
ويؤكد أبو حاتم أن "من واجب الحكومة إحالة المتسببين والفاسدين للعقاب"، مشيرا إلى أن الفساد يأتي من القيادات الصغرى وليست الكبرى، ربما قادة ألوية يقومون بوضع أسماء لأقاربهم أو أسماء وهمية لكن ليس بهذا الرقم، وهو ما أكده وزير الدفاع بالقول بأن الفساد أخد ينخر في المؤسسة العسكرية وهو ما صعب من عملية التحرير.
وفي السياق، استغرب خبراء عسكريون من تكليف قادة فشلوا في معارك لخوض معارك أخرى ليستمر مسلسل الهزائم والإخفاقات التي وصلت حد الخيانات، ولا من رقيب أو حسيب، بالإضافة إلى دمج المقاومة بالجيش فصارت ألوية محسوبة للإخوان المسلمين، كما هو الحاصل في تعز، حيث اغلب قادة محور تعز من مدرسي الإخوان. واللواء الوحيد الذي كان يعتبر ضمن قوام الجيش الوطني هناك هو اللواء 35 الذي بناه اللواء عدنان الحمادي، والذي اغتيل ليكون عنوان التآمرات التي ظلت سيدة الموقف في معارك الشرعية في تعز.
ولهذا صارت المعارك إثبات حضور لا أكثر، تشتعل وتنطفئ بلا هدف أو نتيجة، فلا علاقة لوزارة الدفاع أو لهيئة الأركان في توجيه مساراتها. معارك لا تحقق نصرا، بل تضحي بخيرة شباب اليمن التواقين إلى الحرية والحياة الكريمة.
 وعلى الرغم من تخادمهم مع الحوثي وهزائمهم على أرض المعركة، إلا أن الإخوان دائما ينتصرون في إعلامهم، ويجعلون من قادتهم (العسكريين) والمدنيين أبطالا أفرغوا الجبهات، فوجد الحوثي طريقا سهلا في إحراز تقدم والسيطرة على معظم الجبهات.