ألغام بشرية ينبغي تداركها

12:58 2022/04/21

لم تكتفِ جماعة الحوثي الإنقلابية على مدى السبع السنوات الماضية بانتهاك حقوق الطفل والتي جعلت من هذه الشريحة وقوداً لها في جبهات القتال عبر تجنيدهم اجباريا وأخذهم عنوة من بين أسرهم ومدارسهم والزج بهم في أتون حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل ولا يدركون نتائجها الوخيمة وخطورتها على حياتهم البريئة، بل تجاوزا الأمر إلى ما هو أخطر من ذلك بكثير ، ونظراً لادراك قيادة التمرد بأنهم في طريقهم إلى الزوال وشعورهم بنهاية عمرهم لا محال فقد عمدت تلك الجماعة الكهنوتية وذراع طهران في اليمن في عام 2016 إلى استخدام نفس الأسلوب الإيراني الذي يستهدف طلاب المدارس باعتبارهم في مرحلة النمو والتشكيل الذهني ولا يعون خبثهم ونواياهم السيئة كونهم في عمر التلقي والتلقين ، من خلال التركيز على مناهج التعليم في المراحل الأولى على وجه الخصوص وتعبئتهم بالمعتقدات الخطيرة وتسميم أفكارهم وغسل أدمغتهم بتعاليم إرهابية بحتة بما يخدم توجههم التي تضر بالنسيج المجتمعي وتهدد مستقبل اليمن ودول الجوار، وقد كثف القائمون على التعليم في مناطق سيطرة الحوثي وعلى أيدي خبراء متخصصين من إيران على تغيير الكثير من المناهج الدراسية، إما عن طريق الحذف أو الإضافة، وركزوا على عملية (الجهاد) وإبراز مقاتليهم ضد الشعب اليمني على هيئة ابطال وتسمية بعض الشخصيات في الكتب الدراسية بأسماء قياداتهم التي لقت حتفها في الجبهات  والتكريس في أذهان الاطفال على قضية أحقية آل البيت (كما يدعون أنهم منهم) بالحكم كما عدلوا المسميات العربية مثل الخليج العربي الذي استبدلوه بالخليج الفارسي كنوع من إظهار الولاء المطلق لنظام الفقيه في إيران بل أنهم اعتبروا ثورة 26 سبتمبر ضد النظام الامامي إنقلاباً وهو ما يؤكد سعيهم لاستعادة نظام الاستعباد للناس، وغيرها الكثير من الإجراءات التي تهدف لغرس الطائفية والمناطقية المقيتة الدخيلة على مجتمعنا المتعايش منذ قرون مضت والطمس المتعمد لكل ما هو متعلق بالهوية اليمنية والعربية وجعل الأطفال عبارة عن قنابل موقوتة يزرعونها في طريق حياة اليمنيين والجزيرة العربية ، بل أن الحوثيون، وقد سبق كل ذلك تغيير مديرين المدارس والمعلمين  بشخصيات تتبعهم وتؤمن بايدلوجيتهم ليسهل لهم الأمر في تمرير المناهج وتدريسها للطلاب وصناعة جيل يحمل العداء لكل من يخالف توجههم وسياستهم ..
بالطبع كل تلك الجرائم تحدث في مناطق الحوثيين دون وجود رضى أو قبول من المواطنين الذين يرزحون تحت جبروتهم وسطوتهم وظلمهم ويواجهون ابشع صور القهر والإذلال تحت تهديد السلاح .
 
الواقع يقول أننا أمام مسؤولية كبيرة ونحتاج جهد أكبر كدولة وكمجتمع تجاه ذلك التفخيخ المزروع في طريق الشعب اليمني وعلينا جميعنا أن نتدارس ونضع الخطط من الآن لتفكيك تلك الألغام ويفترض في الوقت الراهن أن يلعب الإعلام بمختلف أشكاله وانواعه والمناهض للإنقلاب دوراً بارزاً لمواجهة ذلك المخطط الخبيث عبر برامجه الهادفة لدحض تلك الجرائم والتشويه لتاريخ اليمن وينبغي إعداد المواد لبعث رسائل قوية تكشف حقائق النهج الحوثي الفارسي الذي يرمي إلى تدمير الأمة العربية واختزال تاريخنا العربي العريق بجماعة لا تمت لنا بصلة، وعلينا ان نعي أن أي تساهل في هذا الأمر ستكون عواقبه وخيمة ستجلب كوارث مستقبلية يصعب تجاوزها بيسر وبساطة وسندفع جميعنا ثمناً باهضا من المال والوقت