Image

"تحالف الإرهاب الثلاثي" تهديد عابر للحدود اليمنية

بدأ التحالف الثلاثي للإرهاب في اليمن مرحلة جديدة من التعاون والتنسيق لتنفيذ عمليات إرهابية في المناطق المحررة الممتدة من حضرموت إلى عدن، وفقا لعديد من المصادر والمحلية ومهتمين بالجماعات الإرهابية.
 
التنسيق الأخطر 
وبدأ التحالف الجديد، منذ مطلع العام الجاري، تنسيقا مكثفا من خلال إطلاق سراح العديد من العناصر الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة، من سجون الدولة الخاضعة لسيطرة مليشيات الحوثي في صنعاء والبيضاء، تلاها التنسيق بين القاعدة والحوثي في الهجوم على الجيش والمقاومة المحلية في مناطق متفرقة خلال  نفس الفترة.
يأتي ذلك، وفقا للمصادر والمراقبين، بعد عمليات تنسيق واسعة بين مليشيات الحوثي والإصلاح في مأرب والجوف وتعز ونهم، نتج عنها تراجع جبهات الجيش والتحالف في تلك المناطق، فضلا عن التعاون والتنسيق لفتح جبهات جديدة باتجاه أبين والضالع ولحج.
 
عودة القاعدة
ومع استكمال الترتيبات بين ثلاثي الإرهاب جاءت عملية فرار سجناء سيئون في حضرموت، وانتشار نقاط وعناصر القاعدة في مناطق عدة في أبين وعدن والبيضاء، لتبدأ مرحلة جديدة من العمليات الإرهابية في المناطق المحررة بالتزامن مع إعلان الهدنة الأممية؛ حيث تستغل تلك التنظيمات الهدنة لتنفيذ أجندتها تحت مسمى "الإرهاب".
ونفذت عناصر القاعدة، منتصف فبراير الماضي، عملية اختطاف لخمسة من موظفي مكتب الأمم المتحدة في اليمن، بينهم أجنبي، أثناء عودتهم من عملهم، بين مديريات المنطقة الوسطى بمحافظة أبين.
العملية تزامنت حينها مع إطلاق التعاون بين الحوثيين والقاعدة العابر للحدود بين ضفتي البحر الأحمر العربية والإفريقية، وانتقال عناصر من القاعدة إلى سواحل ابين وشبوة، وتجميع عناصر من القاعدة اليمنيين في منطقة "حي السعادة" في عدن.
ولم تُثمر عمليات التفاوض مع القاعدة في أبين بإطلاق موظفي الامم المتحدة الخمسة، حيث يطالبون بفدية مالية تقدّر بـ5 ملايين دولار، وإطلاق سراح عدد من عناصر التنظيم المعتقلين في عدة سجون يمنية.
 
عملية حضرموت
وشهدت حضرموت، مطلع مارس، عملية اختطاف أخرى لعاملين أجنبيين في إحدى المنظمات الدولية، من قبل عناصر تنظيم القاعدة، لتبدأ بعدها وتيرة العنف بالتصاعد عبر هجوم انتحاري بسيارة مفخخة، منتصف الشهر الماضي، استهدف موكب قائد قوات الحزام الأمني بمحافظة أبين، عبد اللطيف السيد، أدى إلى مقتل 3 جنود وإصابة 8 آخرين، إلى جانب إصابة القيادي الأمني، تبعها تفجير أنبوب الغاز في شبوة قبل أيام قليلة من أبريل.
 
تهديد متجدد 
وعلى ضوء تلك الأحداث، أصدر تنظيم القاعدة بيانا هو الأول منذ سنوات، يؤكد فيه بدء مرحلة جديدة من الإرهاب، في ضوء عملية التنسيق بين الجماعات الأخرى "الحوثيين والإخوان"، بفكر وأسلوب جديد بهدف تغيير المعادلات الأمنية والعسكرية في المناطق المحررة بعد إعلان المجلس الرئاسي الجديد بثقله الميداني.
بيان التنظيم الجديد حمل لغة الحوثي وهدف الإخوان، من خلال مفرداته وتهديداته، وكيل جملة من الاتهامات للسعودية والإمارات، وتركزت نقاطه الرئيسة في الهجوم على السعودية خاصة، والمجلس الرئاسي في اليمن، الذي اتهمه البيان بالتبعية والولاء لهاتين الدولتين ومن ورائهما الغرب الصليبي، (بحسب توصيف البيان) حتى يشرعن عملياته التي هي بالإساس عمليات حوثية – اخوانية ناقمة على تلك الدول، وهو ما هو معلن في وسائل إعلام تلك الجماعات بشكل واضح.
 
ومع اتحاد الفكر الارهابي المتطرف للجماعات الثلاث، بات لازما على القوى الوطنية في اليمن والمحيط الجغرافي "دول الخليج" وعلى رأسها السعودية، توحيد الجهود لمواجهة الخطر الداهم الجديد، الذي عمل على استقطاب الأفكار المتطرفة والمذهبية والاسلام السياسي الساعي لفرض خياراته وفق رؤية وبرامج سياسية ودينية لتنظيمات ودول تتلبس بالدين وتحمل العداوة للسلام والعرب.
ووفقا للخبراء والمهتمين، فإن تلك التنظيمات لم تستوعب حق الحرية والاعتقاد والعبادة لجميع البشر، ولا تؤمن بالحياة والمواطنة المتساوية بين الجميع، لكنها ترى نفسها هبطت من السماء لتستبد بالأرض والإنسان.
وحذر الجميع من السماح لتلك التنظيمات المتحالفة من تحقيق أهدافها في ظل الوضع الحالي، أو مستقبلا، ودعت مجلس القيادة الرئاسي، ومن خلفه الدول الخليجية خاصة "السعودية والإمارات"، إلى عمل حقيقي ينعكس على المرحلة الجديدة من خلال بناء اليمن اقتصاديًا وتنمويًا وعسكريا وأمنيا، لإخراجه من حاله المتعثرة، فإن ذلك يسدّ ويمنع أي خلل في المجتمع يساعد على ازدهار التنظيمات الإرهابية كالقاعدة وداعش والحوثي والإخوان.