الأداء الإعلامي السلبي .. وتأثيره الهدام على الفرد والمجتمع ..!!

01:24 2022/06/09

للأسف الشديد ........... 
من يتابع وسائل الإعلام العربية ، يدرك على الفور الأداء السلبي للعديد منها ، فبدلاً من أن تكون منابر للإيجابية ، والتقارب ، والتسامح ، أصبحت منابر للسب والشتم والقذف، منابر لبث سموم الفتنة المذهبية والطائفية ، منابر للكذب والدجل ، وتزييف الحقائق ، وتضليل الرأي العام ، منابر لإثارة النعرات العنصرية والمناطقية ، منابر لإثارة ثقافة الكراهية والتعصب والحقد والتطرف ' وهذا الأداء الإعلامي السلبي هو دليل على  أن تلك الوسائل قد حادت عن رسالتها الإعلامية الهادفة ، والمتمثلة في نشر قيم التعايش السلمي  ، والحوار ، والقبول بالآخر ، والاعتراف بالتعدد والتنوع ، ونشر ثقافة التسامح والمحبة ، وترسيخ المبادئ الهادفة ، والعادات والتقاليد الإيجابية ، لبناء مجتمعات متحابة ، يسود فيها الإخاء والتعاون والإيجابية ..!!
 
وللأسف الشديد .........
كلما كان الكاتب ، أو الصحفي ، أو الناشط السياسي ، أكثر قدرة على تزييف الحقائق ، وفبركة الأكاذيب ، كلما زادت مساحة مشاركته في برامج تلك الوسائل ، وزادت مساحة استضافته في الحوارات والتحليلات السياسية والإخبارية ، ولن نبالغ إذا قلنا بأن تلك الوسائل الإعلامية ذات التوجه الإعلامي السلبي ' تقوم باستغلال أولئك المحللين والصحفيين استغلالاً سلبياً ' حيث جعلت منهم مجرد أبواق تتفنن في أستخدام كل اساليب السب والشتم والتجريح ، ومجرد أبواق لنشر الأفكار السلبية الهدامة ، ومجرد أبواق لإثارة النعرات المذهبية ، والطائفية ، والمناطقية ، والعنصرية ' كل ذلك هو النتيجة الطبيعية ، للسقوط المريع للعديد من الوسائل الإعلامية العربية ، في مستنقع الإعلام السلبي الهدام ، الذي يتنافى تماماً مع كل القيم والآخلاق الدينية ، التي يحث عليها الدين الإسلامي ، ويتنافى مع العادات والتقاليد والأعراف العربية الإيجابية ..!!
 
لذلك ...
لا غرابة أن نلاحظ تزايد وتيرة العنف ، والتطرف ، والإرهاب ، والتعصب المذهبي والطائفي والمناطقي في أوساط المجتمعات العربية ، ولا غرابة أيضاً أن نلاحظ تزايد وتيرة الإنحلال والانفلات الأخلاقي بين الشباب العربي ، ولا غرابة أن نشاهد التنامي الملحوظ للجماعات والأحزاب التي ترفع شعارات التشدد ، والتطرف ، والعنف ، والكراهية ، ولا غرابة أن نشاهد دعاة الخرافات والاساطير ، وهم يروجون لأفكارهم المنافية للعقل والمنطق ، في أوساط العديد من البيئات المجتمعية العربية ، وخصوصاً البيئات الأكثر جهلاً ، وتخلفاً ، وفقراً . وإذا استمرت تلك الوسائل الإعلامية ، في عمليات الشحن السلبي من خلال ترويجها للتعصبات المذهبية ، والطائفية ، والمناطقية ، بهذا الشكل السلبي الهدام ، فإن فصولاً من العنف ، والقتل ، والإرهاب ، ستكون هي الحاضرة والمسيطرة على حياة ومستقبل المجتمعات العربية حاضراً ومستقبلاً ..!!
 
وللأسف الشديد ....
كل ذلك الأداء الإعلامي السلبي يحدث في المجتمعات العربية ، رغم تعارضه الشديد ، مع التشريعات الإسلامية ، التي تُحرِّم وتُجرِّم أي شكلٍ من أشكال الأداء الإعلامي السلبي ، وتعتبر القيام بذلك خروجاً عن منهجية الدين ، وأهدافه ، وغاياته ، وأخلاقياته ' ورغم تعارضه مع العادات والتقاليد والأعراف والقيم المجتمعية العربية ' فالحذر الحذر من الإنجرار خلف تلك القنوات والمنابر الإعلامية التي تنتهج سياسات إعلامية سلبية وهدامة ، تُسيء إلى معتقداتنا وأخلاقياتنا ، وتتعارض مع عاداتنا وتقاليدنا ، وتُقوِّض التعايش السلمي في مجتمعاتنا ، وتساهم بشكل كبير في تفكيك النسيج الإجتماعي العربي ..!!
 
وبصراحة ...... 
لم نلاحظ تنامي ظاهرة الأداء الإعلامي السلبي للعديد من وسائل الإعلام العربية ، إلا بعد الأحداث الأخيرة ، والتي فتحت المجال واسعاً أمام سلبية الأداء الإعلامي ، وجعلت منها معول هدم لكل مقومات وٱمكانيات الأمة العربية ، وأغرقت مجتمعاتها في مستنقعات العنف ، والفوضى ، والتطرف ، والتشدد ، والقتل ، والعداوة ، والرفض للآخر ، وكراهية الآخر ، لن أبالغ إذا قلت بأن تلك المؤامرة المشئومة ، المخططة والمدعومة خارجياً ، وما رافقها من سلبية ، في كل مجالات الحياة في المجتمعات العربية ، كانت وما تزال بمثابة إعصار دمر الكثير من القيم والمبادئ الإيجابية ، التي كانت تتمتع بها مجتمعاتنا العربية ، ودمر الكثير من المقومات الحضارية والتنموية للعديد من الدول العربية ..!! 
 
وبما أننا نعيش في عصر التكنولوجيا ، والانفتاح الإعلامي ، وتحول العالم إلى قرية واحدة ، وصار باستطاعة كل من هب ودب فتح قنوات فضائية ، ووسائل إعلامية ، فإن الحل الوحيد لمواجهة تلك السلبية ، تكمن في تحصين العقول العربية بالعلم والثقافة والوعي ، فكلما كانت العقول تتمتع بالمزيد من العلم والثقافة ، كلما كان التأثير السلبي ، لتلك الوسائل الإعلامية السلبية عليها قليلاً ، وكلما كانت العقول خاوية على عروشها ، كلما كان التأثير السلبي عليها كبير جداً ' وللأسف الشديد لا تزال نسبة الأمية في المجتمعات العربية مرتفعة نسبياً ، وهذا ما أتاح المجال للوسائل الاعلامية السلبية ، من تحقيق إختراق كبير في أوساطها ، وهو ما تسبب في تفشي الثقافة السلبية داخل هذه المجتمعات ، وتسبب في تزايد وتيرة العنف ، والتطرف ، والكراهية ، وفي تزايد وتيرة الاصطفافات والتعصبات المذهبية والطائفية والعنصرية ..!! 
 
وبذلك ..... 
فإن نقطة ضعف المجتمعات العربية ، كانت وما تزال تكمن في تدني المستوى التعليمي والتوعوي والثقافي ، وهو ما جعلها فريسة سهلة ، لأصحاب الدعوات المذهبية والطائفية والمناطقية والعنصرية ، لنشر أفكارهم المتطرفة والمتشددة والارهابية ، ولنشر خرافاتهم وأساطيرهم ، وتحويل هذه المجتمعات إلى بيئات متصارعة ، ومتنافرة ، وعدوانية ، وصولاً إلى إضعافها وإنهاكها وتدمير مقدراتها وخيراتها ، لتحقيق مآرب وسياسات خارجية ، تتعارض مع المصالح العليا للأمة العربية ..!! 
 
ومن أجل ذلك ..... 
يظل الإهتمام بنشر العلم والثقافة والوعي ، هو الطريق الصحيح لمواجهة السلبية الإعلامية ، التي تحاول تدمير مقومات الأمة الحضارية ، فالعلم هو مفتاح التقدم الحضاري ، وهو القوة القادرة على أخراج هذه الأمة من مستنقع التخلف والتراجع الحضاري ، وهو السلاح المناسب لمواجهة الأداء الإعلامي السلبي ' وهو الأداة المناسبة لإنتشال الأمة من براثن التعصبات المذهبية والطائفية والمناطقية والعنصر ، إلى رحابة العلم والفكر والعقل والمنطق والتكنولوجيا والتقدم والحضارة والبناء والتقدم والسلام والامن والاستقرار والرخاء والرفاهية ..!!