Image

عسكرة الحوثيين ميناء الحديدة هل تعيد النظر في اتفاق ستوكهولم؟!

على مدى سبع سنوات ماضية، تمكنت مليشيا الحوثي من عسكرة ميناء الحديدة وتحويل دوره الملاحي إلى محطة وصول المقاتلين الأجانب ومنفذ تهريب الأسلحة والصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة والمخدرات من إيران إلى مقاتلي المليشيا.
يقول محللون عسكريون إن ميناء الحديدة لعب دورا حيويا في تمكين الحوثيين من الاستمرار في حربهم على الشرعية، بعد أن ظلت المدينة طيلة أعوام سابقة من الحرب بعيدة عن خيار الحسم العسكري للقوات الحكومية، فوجدت نفسها مكبلة باتفاق ستوكهولم الذي جمّد الجبهة التي طرقت الأبواب الجنوبية للمدينة والميناء وصارت على بعد كيلومترات من طي صفحة الميناء.
ويضيف عسكريون أن الحرب وقفت باتفاق السويد الا ان الميناء مازال يقوم بدور عسكري خدمة للميشيا في انقلابها على الدولة، وأصبح شريان حياة لديمومة الحوثي في السيطرة على عدد من المحافظات وداعما كبيرا للمجهود الحربي كأكبر روافد "اقتصاد الحرب" الحوثية. فمئات المليارات التي كان يفترض أن تصرف كمرتبات للموظفين، بحسب اتفاق السويد، ذهبت مجهودا حربيا. وعلى الرغم من وجود ما يضمن حتى عدم استخدام الميناء عسكرياً من قبل ميليشيا الحوثية وتهديد الملاحة الدولية من خلال شن هجمات على ناقلات النفط في البحر الأحمر، فقد كثفت مليشيات الحوثي "استخداماتها العسكرية" لميناء المدينة الذي يعد ثاني أهم منفذ تجاري في البلاد بعد عدن، وآخر تلك الاستخدامات احتجاز السفينة الإماراتية "روابي" ومهاجمة ناقلات نفط، مما أنذر بقيام التحالف بعمل عسكري يحيد موانئ الحديدة عسكريا ويوقف الممارسات الحوثية العدائية، مما حدا بالمبعوث الأممي إلى اليمن هانز غروندبرغ للإعلان أمام مجلس الأمن الدولي عن وجود تحقيق يجري في استخدام ميناء الحديدة لأغراض عسكرية من جانب الحوثيين. 
وأكدت بعثة الأمم المتحدة التي فشلت في تنفيذ (اتفاق ستوكهولم)
رفضها عسكرة الموانئ في مدينة الحديدة.
يدوره، أكد مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عبدالله السعدي، قيام مليشيات الحوثي الانقلابية بعسكرة مدينة وميناء الحديدة في انتهاك صارخ لاتفاق ستوكهولم، وزراعة الألغام الأرضية في مناطق واسعة من المحافظة، حيث تؤدي هذه الكارثة الى سقوط المئات من المدنيين وتعرضهم للإعاقة وأغلبهم من النساء والأطفال.
ويرى مراقبون أن اتهامات الحكومة اليمنية والتحالف العربي للمليشيات الحوثية بارتكاب خروقات، وتحويلها مدينة وموانئ الحديدة إلى "نقطة نشطة لانطلاق الهجمات الإرهابية ضد الملاحة في البحر الأحمر" تعيد المطالب بتحييد الميناء الاستراتيجي والبدء في استئناف المعارك على تخوم الحديدة لتحييد المخاطر الحوثية المتنامية على المياه الإقليمية وممرات التجارة الدولية.