هدنة بضوابط وشروط وإلا فلا داعي للهدنة

07:30 2022/07/30

بعد أن وصل الشعب اليمني إلى مرحلة اليأس الكامل من الهدن السابقة ومن تنفيذ بنود هذه الهدنة، أصبح لا يؤمن بأي اتفاقية أو مبادرة تحمل مبرر واسم أكذوبة السلام أو الإنسانية ولا يثق بالأطراف التى تدعو لها وترعاها بتعصب وازدواجية.
 
وبما أننا نمر في الأيام الأخيرة لهذه الهدنة الأممية ونقترب من موعد نهايتها ونشاهد مدى الإلحاح والتحرك الدولي والأممي لتمديدها، فإننا نشاهد في نفس الوقت مدى ومستوى الرفض الشعبي لهذا التمديد ولأي هدنة أخرى، كون الشعب يعلم أنه لن يكتب لأي هدنة أو تمديد أي نجاح ما لم تسبقها أعمال تزيل أسباب اليأس وتعيد الثقة للمواطن الذي يشترط لنجاحها التزام الجماعة الحوثية بعدد من الشروط، وفي مقدمتها أن تتوقف الجماعة الحوثية عن عمليات التصعيد في مختلف الجبهات وعن عمليات القنص وقصف الأحياء السكنية بالطيران المسير وبقذائف المدفعية، وأن تفتح كل المعابر والمنافذ والطرقات المغلقة عن المدن، وفي مقدمتها معابر وطرقات مدينة تعز المحاصرة منذ بداية الحرب، وأن تسلم خرائط حقول الألغام المزروعة في كل المدن والمديريات والمناطق والقرى التى تحررت وسقطت من سيطرتها، وأن تطلق كل الأسرى والمعتقلين بدون استثناء وفقاً لمبدأ الكل مقابل الكل، وأن تتوقف عن اعتقال المدنيين والسياسيين والإعلاميين تحت أي مبرر من المبررات.
 
فإن التزمت الجماعة بتنفيذ هذه الشروط الإنسانية المشروعة فهذا يعني أن مؤشر نجاح الهدنة قد بدأ في الظهور والسريان، وعليه فإنه يجب تمديد الهدنة ومواصلة عملية السلام على صوتها. وإن لم تلتزم الجماعة بهذه الشروط وتم تمديد الهدنة بدون ضوابط فهذا يعني مشاركة ومساهمة قيادة الشرعية ودول التحالف العربي في الاستمرار بإراقة الدم اليمني ومضاعفة معاناة الشعب وإطالة مسلسل الخراب والدمار. وهنا يجب إشعال الحرب، فالحرب أولى من الهدنة.