Image

ما الذي قدمه غروندبرغ في إحاطته سوى استعراض مكاسب الحوثي من الهدنة؟!

ما الذي قدمه المبعوث الأممي هانس غروندبرغ في إحاطته أمام مجلس الأمن سوى استعراض مكاسب الحوثي من الهدنة التي مددت أكثر من مرة، بينما الشرعية لم تحقق أي مكسب يجعلها متمسكة بالهدنة ومبادرات المبعوث الأممي التي دائما ما تصطدم بتعنت الحوثي وإرجاعها إلى نقطة الصفر.
عن أي هدنة يتحدث غروندبرغ سوى تسويق المغالطات والأكاذيب للمجتمع الدولي التي لم تؤتِ أكلها؟! 
 
فتح منافذ تعز وصل إلى طريق مسدود، بينما أجيز دخول 33 سفينة إلى ميناء الحديدة محمَّلة بقرابة مليون طن متري من مختلف المشتقات النفطية
وفتح مطار صنعاء الدولي أمام الرحلات التجارية، ثم تسيير 31 رحلة (ذهابا وإيابا) أقلت أكثر من 15,000 مسافر من وإلى صنعاء. 
 
بينما المسافر من تعز وإلى تعز يحتاج إلى أكثر من 12 ساعة يقطعها من خلال طرقات خطرة لم تستطع الهدنة التي تمدد كلما أوشكت على الانتهاء فتح طريق إنساني يختصر المسافة إلى نصف ساعة. 
مايزال التواطؤ الأممي مع المليشيا واضحا للعيان. لقد اعتُبر أن تمديد الهدنة إلى شهرين إضافيين سيساعد على توقف القتال، لكنها مغالطات مكشوفة في ميدان الانتهاكات الحوثية وخرقها اليومي للهدنة والتي سجلت العديد من الضحايا في الأرواح من ضباط وجنود استهدفتهم آلة الموت الحوثية في ظل الهدنة الأممية، إلى جانب ما تقوم به المليشيا من تحشيد وإرسال تعزيزات عسكرية باتجاه تعز ومأرب والبيضاء.
 
إن ما يهم المبعوث هو توسيع الهدنة بعد أن قدم مقترحه الذي تضمن آلية صرف لرواتب موظفي الخدمة المدنية ومعاشات المتقاعدين المدنيين وفتح طرق إضافية في تعز ومحافظات أخرى والمزيد من الوجهات من وإلى مطار صنعاء الدولي وانتظام تدفق الوقود إلى جميع موانئ الحديدة.
مقترح غروندبرغ سوف يلقى ترحيبا من الشرعية التي لم تغير من سياستها الترحيبية، بينما الحوثي سيأخذ منه ما يحقق المزيد من المكاسب فيما يتعلق بتوسيع الرحلات الجوية وإدخال المزيد من الوقود، بينما مسألة فتح المنافذ وصرف الرواتب ستظل وسيلة للحوثي في ابتزاز المجتمع الدولي. وسيعاود المبعوث الكرة في طرح مبادرات أخرى يتحدث فيها عن المنافذ. وكلما جددت ولهدنة يجد الحوثي فسحة يستعيد فيها أنفاسه للانقضاض على الشرعية التي هي الأخرى تعصف بها الخلافات البينية.
 
لذا لا بد أن يأخذ مجلس الأمن مأخذ الجد بدعوة اليمن إلى إعادة النظر في التعاطي مع سلوك الحوثيين وممارسة ضغوط “حقيقية” عليهم للانخراط في جهود التهدئة، والحيلولة دون استغلال الهدنة للتحشيد العسكري وإعادة التموضع.