ما هكذا تورد الإبل يا بن مبارك!

08:21 2023/04/01

أصيب الشارع اليمني بصدمة نتيحة الزيارة المفاجئة التي قام بها وزير الخارجية أحمد بن مبارك إلى إثيوبيا، والتي لم يجنِ منها اليمن أي مصالح،  بل تسببت بضرر كبير على أبناء الجالية اليمنية المقيمة في مصر، ولا يزال الغموض هو سيد الموقف حول أسباب ومبررات هذه الزيارة التي لا تنسجم مع المواقف المصرية تجاه الوافدين اليمنيين لغرض العلاج أو الاستثمار أو الدراسة. 
 
مصر التي فتحت ذراعيها بصدر رحب لجميع اليمنيين بصورة يشعر بها أي وافد وكأنما هو في بلده، متمتعاً بحقوق ومميزات شأنه شأن أي مواطن مصري، في وقت أقفلت كثير من البلدان أبوابها في وجوههم وفرضت عليهم إجراءات معقدة. 
 
وإذا كانت القاعدة في القاموس السياسي تؤكد أن المصالح هي أساس العلاقات ما بين البلدان، فمصلحة اليمن وكثير من أبنائها الذين يربو تعدادهم على مليوني يمني مقيم على أرض مصر، يمتلكون العقارات والاستثمارات، ويمارسون كافة أنشطتهم بكل حرية، يُحتّم مراجعة الحسابات في مثل هكذا تصرفات، فأمن اليمن الاستراتيجي المرتبط بمصر والعلاقات التاريخية ما بين البلدين، فضلاً عن روابط اللغة والدين والمصير، تُلزمنا كيمنيين حكومة وشعباً الحفاظ على تلك العلاقة، لا هدمها واستفزاز الأشقاء بزيارة وتصريحات جوفاء لا معنى ولا قيمة لها!
 
كجالية يمنية في مصر، نتبرأ من أي تصرفات فردية قد تتسبّب بتعكير العلاقات مع الأشقاء في مصر، حتى وإن كانت صادرة عن مسؤول حكومي، مؤكدين في الوقت ذاته وجوب إيصال رسائل واضحة لرفض تلك التصريحات التي أدلى بها أحمد بن مبارك وزيارته التي لا تعكس إرادة الشعب اليمني أو تتسق مع مصالحه، وخاصة تجاه بلد عربي شقيق كمصر نكن لها كل الحب والولاء، والتي لم نجد من حكومتها وشعبها إلا الاحترام والتقدير.
 
فما هكذا تورد الإبل يا بن مبارك، وما جزاء الإحسان إلا الإحسان، والله المستعان. 
 
*كاتب يمني مقيم في مصر