عيد مليء بالمآسي والأوجاع

02:21 2023/04/23

في ظل الأوضاع المأساوية المتردية التي تشهدها الجمهورية اليمنية، استقبل اليمنيون عيد الفطر المبارك بعدد من الكوارث التى فرضتها المرحلة الراهنة. فبسبب الفقر والأوضاع المعيشية المتردية توفي ما يقارب من 85 مواطنا وجرح المئات من فئة الفقراء والمساكين في مجزرة التدافع في العاصمة صنعاء التي تسببت بها الجماعة الحوثية. 
 
وبسبب حصار المدن ولجوء سكانها إلى سلك طرق صعبة وخطرة وبعيدة ووعرة حدثت العديد من الحوادث المرورية التى نتج عنها عدد من الوفيات كان آخرها الحادث الذي حدث نهاية شهر رمضان المبارك في طريق هيجة العبد، والذي راح ضحيته ما يقارب من أحد عشر مواطنا من أبناء المدينة. 
وقد رافق هذه الكوارث الجماعية وغيرها سلسلة من الكوارث الفردية تنوعت ما بين عمليات الانتحار والاغتيال والاستغلال والاحتيال والقتل بالقنص وبالالغام وغيرها من العمليات الكارثية.
 
ثم بدأت بعد ذلك أيام عيد الفطر، والتى كانت منذ بدايتها أياما تعيسة ومؤلمة ومظلمة ومليئة بالقساوة والشدة والأحزان. فبسبب الغلاء والارتفاع الجنوني للأسعار وعدم تفعيل مبدأ التكافل الاجتماعي، عجزت بعض الأسر عن شراء ملابس الأطفال وتوفير احتياجات العيد، فانعدمت أبتساماتهم وابتسامات أطفالهم الذين هم أساس فرحة العيد. 
 
وبسبب الحصار وبعد ومشقة الطرقات، عجزت العديد من الأسر من زيارة أقاربها وخاصة في مدينة تعز، فلم يستطع الابن الساكن في المدينة أن يزور والديه في الحوبان أو في إحدى ضواحي المدينة الشرقية والشمالية، ولم يستطع الأخ الساكن في الحوبان أن يزور إخوانه وبقية أفراد عائلته أو أن يقضي إجازة العيد مع اصدقائه ومحبيه داخل المدينة. 
 
وبسبب تغلغل الفساد في أجهزة السلطة المحلية واللجان التابعة لها واكتظاظها بالفاسدين وعدم التزامها بالنظام والقانون، تم إسقاط العديد من أسماء الجرحى وأسر الشهداء الذين قدموا أبناءهم وأجزاء من أجسادهم من كشوفات إكراميات العيد. 
 
وبسبب ضيق مدينة تعز وعدم وجود حدائق ومنتزهات لقضى نزهة العيد والتفسح والتنزه فيها، قضى غالبية أبناء المدينة إجازة العيد خلف أبواب منازلهم وبين حيطانها الأربعة.
 
وإجمالاً، فقد كان العيد هذا العام كسابقية من أعياد أعوام الهلاك السابقة عيد بلا طعم ولا نكهة ولا رائحة عيد بلا سعادة ولا فرحة ولا ابتسامة. 
 
هذا هو حال الشعب اليمني في العيد، أما حال قادة أطراف الصراع وتجار الحرب في مختلف مناطق الجمهورية. فبالتأكيد هم الآن ينعمون مع أسرهم في أضخم وأرقى وأجمل حدائق ومنتزهات ومنتجعات وسواحل المملكة العربية السعودية والقاهرة والدوحة وأبو ظبي وأنقرة وإسطبول.