Image

بعد اتهامات كليتشدار أوغلو.. هل تفضل موسكو فوز إردوغان على حساب المعارضة؟

لليوم الثاني على التوالي يواصل المرشح الرئيسي للمعارضة كمال كليتشدار أوغلو، المنافس الأبرز لرجب طيب إردوغان في انتخابات الرئاسة التركية، توجيه الاتهامات لروسيا بمحاولات التدخل في العملية الانتخابية المقررة يوم الأحد المقبل.

أطلق كليتشدار أوغلو أول تصريح له بهذا الشأن، الخميس، بعد ساعات على انسحاب محرم إينجه أحد المنافسين الأربعة في الانتخابات الرئاسية.

وكتب كليتشدار أوغلو على تويتر "أعزائي الأصدقاء الروس. أنتم تقفون خلف التلاعب بالمشاهد والتآمر والتزوير الكبير والأشرطة التي عرضت في هذا البلد أمس".

وأضاف "إذا كنتم تريدون صداقتنا بعد 15 مايو، ارفعوا أيديكم عن الدولة التركية. ما زلنا نؤيد التعاون والصداقة".

Sevgili Rus Dostlarımız,Dün bu ülkede ortaya saçılan montajlar, kumpaslar, Deep Fake içerikler, kasetlerin arkasında siz varsınız. Eğer 15 Mayıs sonrası dostluğumuzun devamını istiyorsanız, elinizi Türk’ün devletinden çekin. Biz hala işbirlikten ve dostluktan yanayız.

— Kemal Kılıçdaroğlu (@kilicdarogluk) May 11, 2023

والجمعة، كرر كيليتشدار أوغلو اتهاماته وقال إن لدى حزبه أدلة مادية على مسؤولية روسيا عن نشر محتوى باستخدام "التزييف العميق" عبر الإنترنت.

وعند سؤاله عن سبب كتابته تغريدة أمس الخميس تفيد بأن روسيا هي المسؤولة، قال لرويترز "لم أكن لأكتب التغريدة لو لم تكن لدينا إياها (الأدلة المادية)". وأضاف أن الحزب لم يتواصل مع السفارة الروسية في تركيا بشأن الأمر.

وتابع كليتشدار أوغلو خلال مقابلة "نرى أنه من غير المقبول أن تتدخل دولة أخرى في العملية الانتخابية التركية لصالح أحد الأحزاب السياسية. أردت من العالم كله أن يعي هذا، ولذلك تحدثت علنا عبر تغريدة".

جاءت تعليقات كليتشدار أوغلو قبل بيان أصدره الكرملين نفى خلاله تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية التركية، قائلا إن "المزاعم زائفة ولفقها كاذبون".

حتى اللحظة لم تصدر أي تعليقات من إردوغان على هذه الاتهامات، التي يعتقد مراقبون أنها "قريبة للواقع" في ظل العلاقة "المتميزة" التي تجمع الرئيس التركي بنظيره الروسي فلاديمير بوتين.

يقول المحلل السياسي التركي المعارض بركات كار إن من الواضح أن روسيا تتعاطف مع إردوغان وتأمل في فوزه في الانتخابات وبقائه في الحكم.

ويضيف كار لموقع "الحرة" أن "روسيا مستفيدة من بقاء إردوغان وتعامله البراغماتي معهم، خاصة في ملف الحرب الأوكرانية وعدم تطبيقه للكثير من قرارات الناتو ضد روسيا".

ومن بين الأسباب أيضا، يشير كار إلى أن "روسيا حققت فوائد ضخمة خلال عهد إردوغان، اقتصاديا وفي مجال الطاقة والسياحة والتبادل التجاري الحدودي".

ويعتقد كار أن روسيا ترى أنها "ستتحرك براحة أكبر في حال بقاء إردوغان مقارنة بتولي المعارضة للحكم".

ليس هذا وحسب، إذ يؤكد الكاتب والباحث السياسي مصطفى أوزجان أن "قرار موسكو تأجيل تحصيل المبالغ المالية المتعلقة بصادرات النفط المستحقة على تركيا حتى العام المقبل، يعتبر بمثابة محاولة للتأثير على نتائج الانتخابات لصالح إردوغان".

ويبين أوزجان في حديث لموقع "الحرة" أن "روسيا لديها علاقات جيدة مع إردوغان، وهناك تفاهمات كثيرة بين الطرفين سواء في ملف الحرب مع أوكرانيا أو الملف السوري".

ويرى أوزجان أن "تأثير بوتين على إردوغان كبير وهناك صداقة بينهما، وبالتالي ليس من المستبعد أن يفضل بوتين فوز إردوغان في الانتخابات".

انتخابات تركيا.. من هو كليتشدار أوغلو "مهندس التحالفات"؟رغم أنه ليس الوحيد في مواجهة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في انتخابات 14 مايو، إلا أن الجميع في تركيا يعلم بأنه منافسه الأساسي والأبرز و"اللدود"، وبينما تتعلق عليه آمال المعارضة كونه يرأس أكبر أحزابها ومرشح تحالفها، بات كمال كليتشدار أوغلو على أبواب مستقبلٌ جديد، لا يعرف ما إذا "سيكون زاهرا أم قاتما عليه".

وتربط موسكو وأنقرة علاقات وثيقة إذ أن روسيا هي أكبر موردي الطاقة إلى تركيا. ويجري بوتين محادثات مع إردوغان بشكل متكرر حول عدد من القضايا منها الطاقة والحرب في أوكرانيا وفي سوريا. وكثيرا ما أدى إردوغان دور الوسيط متحدثا إلى موسكو وكييف.

وخلال الحملة الانتخابية المحتدمة شكت شخصيات سياسية من أنصار كل من إردوغان وكيليتشدار أوغلو من إطلاق اتهامات عبر الإنترنت بما شمل نشر مقاطع فيديو وصور.

لكن مدير معهد إسطنبول للفكر بكير أتاجان يرى أن تصريحات كيليتشدار أوغلو بشأن التدخل الروسي لم تكن موفقة وستؤثر سلبا عليه هو شخصيا وربما تؤدي لخسارته للانتخابات.

يقول أتاجان لموقع "الحرة" إن "كل الدول تحاول التدخل في الشأن الداخلي لتركيا وليست روسيا فقط".

ويتابع أتاجان: "عندما يذكر روسيا ولا يذكر الدول الأخرى فهذا غير منطقي"، مشددا أن "تصريحه كان ناقصا وسيضر به أكثر مما يضر بإردوغان".

ويبين أتاجان أن "الأمر ينطبق على إردوغان أيضا لو كان قد صرح وقال إن الغرب يتدخل في الانتخابات فهذا سيضر به أيضا لإنه لم يتحدث صراحة عن جميع التدخلات".

ويشير أتاجان إلى أن "الشعب التركي واع ويعرف حقيقة ما يجري، ولا يمكن لأي دولة مهما كانت قوتها أن تؤثر على نتائج الانتخابات".

ويتفق كار مع ما يقوله أتاجان فيما يتعلق بالتقليل من أهمية تأثير التدخلات الخارجية على نتائج الانتخابات.

يقول كار إن "روسيا تحاول فقط، لكن هذا لا يعني أنها ستنجح، لإن حظوظ إردوغان في الفوز صعبة لعدة عوامل منها، ارتفاع مستوى الفقر والتضخم والبطالة وتراجع ملف الحريات وحقوق الإنسان".

ويواجه أردوغان مرشح المعارضة بكيليتشدار أوغلو، وسنان أوغان في انتخابات محورية يوم الأحد تضع 20 عاما قضاها أردوغان في السلطة على المحك.

وإن لم يحصد أي مرشح نصف الأصوات في الجولة الأولى، فستجري جولة إعادة يوم 28 مايو بين أكثر مرشحين حصولا على الأصوات.

وكان محرم إنجه، أحد المرشحين للرئاسة عن حزب صغير، أعلن انسحابه من السباق، الخميس، مشيرا إلى عملية "اغتيال معنوي" باستخدام التزييف عبر الإنترنت، لكنه لم يقدم مزيدا من التفاصيل.