Image

الناقلة صافر.. هل يضع الحوثي مطبات في طريق صيانتها لحصد المزيد من المكاسب؟!

استغل الحوثيون الخطر الذي تشكله الناقلة صافر لابتزاز المجتمع الدولي للحصول على المساعدة وشروط مواتية في مفاوضات وقف إطلاق النار مع السعودية، التي تقود تحالفًا عربيًا يدعم الحكومة اليمنية. وافق الحوثي أخيرًا على السماح بتفريغ النفط بشروطه في الابقاء على الباخرة في مكانها لتهديد اليمنيين والعالم، وكسلاح للابتزاز وفرض شروطه السياسية والعسكرية.
 
ماذا بعد وصول الناقلة البديلة "نوتيكا" لتفريغ أكثر من مليون برميل من النفط من الناقلة المتهالكة قبالة ساحل الحديدة؟ هل يلتزم الحوثي بما تم التوصل عليه من اتفاقات دولية؟ أم سوف يعمل على إعاقة الصيانة باختلاق أعذار جديدة تحول دون أعمال الصيانة للإبقاء عليه ففي عرض البحر رهينة مخططهم في استهداف الملاحةالدولية؟ 
 
لا يمكن التوقع في الكيفية التي سوف تسير عليها عملية الصيانة. 
 
كانت شركة هولندية قد أعلنت أنها ستبدأ تفريغ خزان صافر النفطي العائم الذي يرسو قبالة سواحل اليمن، في شهر يونيو. 
 
وقال ممثل شركة سميث الهولندية، الجهة المنفذة للخطة الأممية لتفريغ "صافر"، خلال ورشة عمل عقدت في عدن حول خطة تشغيل مشروع إنقاذ صافر، إنهم سيبدأون مرحلة العمل على سحب النفط الخام من خزان صافر العائم خلال شهري يونيو ويوليو حتى منتصف أغسطس القادم، وتثبيت الخزان العائم الجديد.
 
وأضاف ممثل الشركة أن "الشركة عقب ذلك ستباشر بالتخلص من الخزان القديم المتهالك وتفكيكه". 
 
غير أن هناك توقعات ألا تتم عملية الصيانة بحسب الجدول الزمني المعلن من الشركة الهولندية. 
 
ويقول اقتصاديون إنه إن حدث ذلك فسوف يقابل بتواطؤ أممي على اعتبار أن المنظمة الدولية التي تستخدم موضوع الناقلة 'صافر' كموضوع لجني الأموال والحصول على تمويلات، وهو ما جعلها محل اتهام بأنها متورطة في تأخير حل  المشكلة، حيث أن حل هذه المشكلة بالنسبة لها سيعني توقف هذه التمويلات. 
 
يقول الباحث الاقتصادي، عبد الواحد العوبلي إن "الأمم المتحدة تتماهى مع الحوثي في مسألة الناقلة صافر، كما تتماهى معه في بقية الملفات"، مشيرا إلى أن "هناك تصريحات لأكثر من مسؤول أممي ودولي تحمل الحوثيين مسؤولية مشكلة الناقلة صافر، والتبعات التي قد ستحدثها في حال انفجارها".
 
ويوضح أن "الحوثي يستغل أزمة الناقلة صافر لفرض شروطه وللحفاظ على مصالحه التي تضمنها الباخرة، وأيضا يستغلها كتهديد لليمن والمنطقة".
 
ويتابع موضحا: "الحوثيون يستخدمون الباخرة صافر كسلاح، ودائما ما يهددون بتفجيرها في حال ما كان هناك عمل عسكري تجاه قواتهم في الحديدة، وللحصول على مكاسب سياسية واقتصادية".
وها نحن ندخل شهر يونيو ساعة تدشين العمل. ويبقى السؤال: هل يضع الحوثي مطبات في طريق صيانتها لحصد المزيد من المكاسب؟!