بلدي غني بثرواته .. فقير برخص قياداته!

11:58 2023/09/01

في هذه البلاد الظالم أهلها، كلهم يسرقون اليوم، بكل ما أوتوا من إمكانية ، و وسيلة ، وطريقة. يتعاملون مع الوظيفة العامة دون أدني حس إنساني ، أو شعور وطني ، و وازع أخلاقي بالمسؤولية تجاه شعبهم المنكوب بكل الأزمات.

ينهبون بكل وقاحة اللصوص ، و دون حتي مجرد تفكير بأن هناك من قد يحاسبهم يومًا ما على فعلتهم بحق بلدهم ، و شعبهم المسحوق جوعًا وعناء.

ولذلك تجدهم اليوم، يتسابقون سرًا وعلانية ; لجمع أكبر قدر من الأموال والمكاسب ، وكأنها آخر أيامهم المتبقية لهم في السلطة ، والوظيفة ،و عليهم استغلالها لنهب أكبر قدر ممكن من الأموال ، وتحقيق أعلى مستويات من الأمان المعيشي لهم ، ولمستقبلهم و أولادهم ، وأحفادهم.

و بالتالي كيف يمكننا أن نحارب الفساد  في وطن منكوب بأجشع لصوص على وجه الأرض ؟!
وكيف يمكن لأي إصلاحات اقتصادية أن تنجح، وتُنفذ في بيئة موبوءة بأوبخ عصابات لصوصية في العالم ؟ 

ترى الوظيفة مكسبًا ، والسلطة غنيمة، و تعتقد أنها تعيش فرصتها الذهبية الآمنة لتحقيق أمنيات الثراء، و أن من يستغلها اليوم من المسؤولين، لن يجد فرصة أفضل منها، ولا مرحلة مواتية يمكنه أن يضمن بها مستقبله، وأولاده خير من هذه، و طز في الشعب ، ومعاناته ، وجوعه، فهذا موضوع آخر و قضية أكبر مني ومن منصبي وصلاحياتي، وغيرها من الأعذار السخيفة التي يحاولون بها تبرير لصوصيتهم الإجرامية بحق شعبهم المنكوب بهم، وحقد من جاء بهم وفرضهم علينا لتحقيق مصلحته على حسابنا ومعاناتتا، وخيرات بلدنا المسروقة منا، 

ونحن نجتر آهات القهر، ونمسح عرق الحر المتصبب من جبيننا; نتيجة سياسة تعذيبنا بالحر وقطع الكهرباء، حتى تصبح تشغيل ساعة للكهرباء ، أو الحصول على شربة ماء بارد ، وقطعة ثلج، منتهى أمنياتنا في وطننا الكريم المعطاء بكل الموارد والخيرات والثروات، والفقير إلى قيادة وطنية تمتلك إرادة، و شجاعة، و تؤمن بحقنا في السيادة على بلدنا ، و تجبر الجميع على ضرورة احترام استقلال قرارنا الوطني، وليس قادة تصنعهم غرف المخابرات ، وأقبية العمالة والارتزاق للخارجي.

بلد غني بثرواته وخيراته..و منكوب برخص قياداته !