العمالة والخيانة والارتزاق أكثر فتكاً من الإرهاب

11:48 2023/10/05

قد يبدو الإرهاب ومن خلال اسمه شئًا مرعبًا وعملًا فتاكًا ومتوحشًا، ولكن تأثيره في كثيرٍ من الأحيان قد لا يصل درجة ومستوى تاثير جرائم العمالة والخيانة والارتزاق، وخاصةً عندما تُمارَس من قِبل من يُمثّل السلطة، أو الجهات الرسمية والحزبية المتحكمة والمتنفذة والمُسيطرة على الوطن أو على أجزاءٍ منه، فإن تأثيرها يكون كلي ويشمل الوطن بأكمله وعدد ضحاياها يكون بالملايين، أو بالأصح الشعب بأسره، بينما يكون تاثير الإرهاب جزئياً، وعدد ضحاياه محصور بعدد محدود سواء كان موجهاً على الدولة أو على الأفراد..

وما يمر به الوطن، وما يعانيه المواطن اليمني من كوارث وأزمات معيشية وإنسانية ما هو إلا ناتج عن تخلي القادة المنبطحين للدول الخارجية، عن واجبهم الديني والوطني والجمهوري، وعن مبادئهم، وقيمهم اليمنية، والأخلاقية، والإنسانية، والقبلية الأصليه، وممارستهم لأسوأ وأقذر أنواع العمالة والخيانة والإرتزاق. 

فقد تخلى هؤلاء القادة عن خدمة وطنهم وذهبوا لخدمة أسيادهم..

وعطلوا وأهملوا مشاريع بلادهم وتبنوا تنفيذ مشاريع ومخططات أولياء نعمتهم،

وتحوّلوا من حكام وقادة سياسين وعسكرين وحزبين يتسابقون على بناء وطنهم وخدمة شعبهم، إلى أدوات خراب ودمار تفتك ببلادهم وتهلك وتقتل أبناء وطنهم ..

ونتيجة لتبنيهم المخططات والمشاريع التخريبة والاجرامية الخارجية وفي مقدمتها المشروع الإيراني الفارسي، دُمرت اليمن ومنجزاتها ونظامها وجمهوريتها ووحدتها، وقُتل مئات آلالاف من الشعب اليمني، وجرح مثلهم وعاش الشعب سنوات في حرب قاتله لا تبقي ولا تذر، وفي وضعٍ دمويٍ هالك لم يستثني أحد، وفي مدنٍ من الركام والخراب والدمار وسيؤل وأنهار من الدماء، وعالم من الكوارث، والنكبات، والنكسات، والمأسي، والإجرام الذي يعجز الإرهاب أن يحدثها أو يصل إلى أدنى المراتب الإجرامية التى نفذها وحققها قادة العمالة والخيانة والارتزاق.