Image

جرائم ايرانية بأذرع حوثية تهدد كيان المجتمع اليمني.. معول "قتل الأقارب" يضرب مجدد في محافظة إب

اقدم شاب على تصفية عائلته بالكامل في محافظة إب "وسط اليمن" والواقعة في اطار سيطرة مليشيات الحوثي الارهابية المدعومة ايرانيا، والتي تشهد جرائم عدة في اطار ما يسمى بـ "قتل الاقارب".
وذكرت مصادر محلية في إب، أن شاب أقدم على قتل والدته وشقيقته وأصاب والده في ريف المحافظة، ليل الجمعة – السبت، مشيرة إلى إن "مراد حمود الحوشبي" من أبناء منطقة "ظهرة مليع" بمديرية حبيش باغت عائلته ليلاً وأطلق عليهم الرصاص دون معرفة دوافعه للجريمة.
وتشهد المحافظات الواقعة تحت سيطرة مليشيات الحوثي جرائم قتل متكررة غالبيتها أسرية على وقع تأثير التعبئة التي توجهها الجامعة للشباب والاطفال إلى جانب تسميمهم بالمواد المخدرة التي تستقدمها من ايران.

ارقام مفجعة
وبالاطلاع على الاحصائيات الصادرة عن الحوثيين انفسهم فأنه تم تسجيل أكثر من 2590 جريمة في مناطق سيطرتها خلال شهر مايو من العام الجاري 2023، وهو رقم غير مسبوق تشهده مناطق يمنية محددة تسجل جرائم قتل.
وكانت تقارير حقوقية يمنية تحدثت عن مقتل وإصابة 188 مواطناً برصاص أبنائهم من مختلف الأعمار من المجندين لدى مليشيات الحوثي الإرهابية، بين عامي 2021 و2022. تحت تأثير دورات الشحن والتعبئة الطائفية الإرهابية، تصدرت محافظة إب قائمة المدن التي شهدت جرائم قتل الاقارب، بأكثر من 27 جريمة راح ضحيتها ما يزيد عن 35 شخصاً.
وفي يناير من العام الجاري 2023، أقدم مسلحون حوثيون على قتل والدهم ضرباً حتى الموت في مديرية المدان التابعة لمحافظة عمران شمالي اليمن.
وفي العام2021، أقدم شاب في محافظة عمران على قتل والده وشقيقه وإصابة اثنين من أقاربه، على خلفية شجار عائلي، وقبل ذلك بأسابيع أقدم شاب في صنعاء على قتل والده وشقيقه وزوجة والده رميا بالرصاص.
وفي مايو من العام نفسه، أقدم مسلح حوثي على إطلاق النار على ستة من أفراد أسرته في مديرية "جبل راس" بمحافظة الحديدة غربي اليمن، مرديا بأربعة منهم قتلى فيما أصيب اثنان آخران.
وفي مطلع فبراير الماضي، شهدت محافظة ذمار جريمة مماثلة راحت ضحيتها أسرة بأكملها، حيث أقدم أحد المسلحين على قتل أسرته المؤلفة من 6 أفراد، وهم والدته وزوجته وأولاده الأربعة، وقبل الجريمة بأسابيع قلائل حدثت جريمة أخرى في محافظة صنعاء، حيث أقدم أحد المسلحين على قتل والدته وإحدى شقيقاته رميا بالرصاص، إضافة إلى استهدافه لشقيقه الذي فر بإصابة من هذه الجريمة.
ومع ذلك كله، تظهر البيانات الرسمية لدى القضاء والامن اليمني، أن عام 2020 شهد أكثر من 115 جريمة قتل ضد أقارب، وأكثر من 50 بلاغاً بشروع في القتل، في 11 محافظة واقعة تحت سيطرة المليشيات، أسفرت هذه الجرائم عن أكثر من 130 قتيلاً وأكثر من 70 جريحاً، لكن عام 2021 شهد سقوط أكثر من 180 قتيلاً، ولا توجد تقديرات لعدد الجرحى.

جرائم حوثية – ايرانية 
وتعد السنوات الثمان الماضية المدة الأكثر نسبة في معدل الجريمة، وتحديدا في المناطق الواقعة تحت سيطرة المليشيات الحوثية ذات الفكر الارهابي الطائفي المستقدم من ايران، إذ وصلت نسبة الجرائم إلى مستوى غير مسبوق، خصوصا قتل الأقارب، فقد شهدت تلك المناطق العديد من الجرائم من هذا النوع، طالت الآباء والأمهات والأبناء والإخوة والأخوات وغيرهم من الأقارب، في ظاهرة غريبة لم يشهدها المجتمع بهذه النسبة من قبل.
وتزايدت الجرائم من هذا النوع في اطار المجتمع المحلي الواقع تحت سيطرة الحوثي التي مارست بحقه العديد من الوسائل للخروج بهذه النتيجة وغيرها من النتائج التي تهدد كيان الاسرة والمجتمع اليمني المترابطة على مر العصور.
ووفقا لمتخصصين في الشأن الاجتماعي، فإن عمليات التعبئة والتلقين التي تمارسها عناصر الحوثي كتطبيق لاستراتيجية ايرانية خبيثة ضد المجتمع اليمني كي يصبح خاضعا مستكينا ومناقد للحوثيين، من خلال الدورات الطائفية والمعسكرات الصيفية للشباب واطفال المدارس، كانت هذه الجرائم احد نتائجها.
وإلى جانب انتشار المواد الممنوعة المخدرة خاصة مادة "الشابو" ذات التأثير الخطير على الاعصاب، والتي تم توزيعها واستقدامها بطريقة مخطط لها من قبل الحوثيين والخبراء الايرانيين إلى اليمن مؤخرا، ارتفعت تلك جرائم القتل في مناطق عدة واقعة تحت الحوثيين  ومنها "جرائم قتل الاقارب"، وباتت ظاهرة حوثية بامتياز تهدد كيان المجتمعات المحلية.

عوامل أخرى
في الاثناء يرى مراقبون للشأن اليمني، أن انتشار ظاهرة قتل الأقارب في مناطق الحوثيين ناتج عن عدة عوامل أهمها غياب الدولة، وانفراد المليشيات الحوثية بالسلطة، وتعطيل القانون، والعبث بالجهاز القضائي والتدخل بشؤون القضاء وانعدام سيادته، واستمرار الحرب، وانتشار السلاح، وثقافة القتل والكراهية المتفشية، وزيادة الفوضى الأمنية، وتردي الأوضاع المعيشية بمختلف محافظات البلاد، نتيجة التعبئة الفكرية العنصرية، والطائفية، وانقطاع الرواتب، وغلاء الأسعار، والكبت نتيجة عملية القمع المفرط، وفقدان الأمل بحياة كريمة.

استكمال للتعبئة الاخوانية 
وبحسب العديد من المثقفين اليمنيين، فإن الظاهرة كانت نتاج طبيعي لما تتخذه الجماعات الاسلامية ذات التوجهات الارهابية الخارجية، ومنها جماعة الاخوان التي ظلت تعمل على تعبئة المجتمع بأفكار ان المرأة عورة في جميع شؤون حياتها، وانها خلقت لخدمة الرجل جنسيا واجتماعيا فقط، وفي حال خرجت عن تلك المهمة فهي دخلت مجال الخطئة.
ومع قدوم الحوثيين الفرع الثاني للجماعات الارهابية المتطرفة التي وجدت في المنطقة لاستهداف المجتمعات الاسلامية والعربية، زادت من التعبئة الخاطئة للشباب والاطفال والمجتمع ونقلت اليهم افكار دخيلة على المجتمع اليمني، غلب عليها تمجيد الاعمال الارهابية والقتل، والعدوان فيما تسميه بالجهاد.
واوضحوا، بأن الخطورة في تلك التعبئة المكثفة والمنفلتة من الجماعات الدينية خلال السنوات الماضية، والتي استهدفت فئات الشباب والاطفال بشكل خاص، اوجدت مثل هذه الظواهر، ودمرت كيانات الشباب من خلال تشجيعهم على التعاطي واستخدام المواد الممنوعة، التي تجعلهم يمارسون نشاطات غير ارادية خدمة للمشروع الحوثي الذي يستغلهم في تنفيذ عملياته الارهابية والدفع بهم إلى جبهات القتال.

جرائم صادمة للمجتمع 
وهنا نشير إلى جريمة كنموذج للجرائم ذات الطابع الحوثي،، حيث لم تكتفِ بقتل زوجها طعناً وذبحاً، فبعد ذلك وضعته في التنور لإحراق جثته، ثم تناولت مبيداً حشرياً لتلحق به، منهية بذلك الخلافات المعقدة بينهما، إلا أن محاولة الانتحار فشلت، وهي الآن نزيلة سجن مديرية أمن الحدأ في محافظة ذمار جنوب صنعاء.
لم تكن هذه الجريمة الصادمة وحدها لليمنيين خلال الأسابيع الماضية. امرأة أخرى في قرية الجوالح التابعة لمديرية مذيخرة بمحافظة إب (200 كيلومتر جنوب صنعاء) أقدمت على قتل والدتها بإلقاء حجر على رأسها، ثم مثلت بجثتها.
تتناسل جرائم قتل الأقارب بشكل واسع وتؤرق اليمنيين في مناطق سيطرة الحوثيين. ففي مدينة الشرق التابعة لمحافظة ذمار جنوب صنعاء، قتل رجل الأسبوع الماضي ابنه بفأس خلال مشاجرة بينهما من أجل ألفي ريال يمني، وهو مبلغ يزيد قليلاً عن الـ3 دولارات، ثم هدد الناس بالفأس نفسه، مانعاً إياهم من الاقتراب أو محاولة إنقاذ ابنه من الموت، وتركه ينزف حتى فارق الحياة.
وسبقت ذلك، حادثة مروعة أخرى في محافظة عمران القريبة من صنعاء باتجاه الشمال، عندما عاد شاب مما يعرف بـ"الدورات الثقافية"، وهي دروس طائفية ينظمها الحوثيون لتعبئة الشباب واستقطابهم؛ ليقدم على تصفية أسرته بالكامل بعد مطالبته بحصته من الميراث؛ رغم أن والده لا يزال على قيد الحياة، إلا أنه أطلق النار على والده وزوجته وزوجة والده وشقيقه، قبل أن ينتحر.
وشهدت مديرية مذيخرة أيضاً، جريمة قتل أسرية أخرى، عندما أقدم شاب عائد من "دورات ثقافية" بدوره، على قتل والده الذي كان طالب إدارة الأمن باحتجازه بسبب تصرفات عدوانية بالرصاص والقنابل نحو منزل والده وأحد جيرانه، وبرغم أن إدارة الأمن استجابت للأب؛ إلا أن قيادياً حوثياً تدخل للإفراج عن الابن الذي غادر الحجز وذهب مباشرة إلى منزل والده ليطلق عليه النار ويرديه قتيلاً.
وبدأ تلك الجرائم أبٌ في قرية الغراب ضمن منطقة السحول التابعة لمحافظة إب؛ أقدم في  ابريل 2021 على تعذيب ابنته البالغة من العمر 8 سنوات حتى الموت في أول أيام شهر رمضان، تلتها قتل شاب شقيقه الطفل في مديرية بني قيس بمحافظة حجة على بعد 90 كيلومتراً شمال غربي صنعاء، وفي مديرية كشر المجاورة قتل رجل طفلته ذات العامين بتهشيم رأسها، وقتل رجل شقيقه في عزلة الحيث في مديرية بعدان التابعة لمحافظة إب إلى الجنوب من صنعاء، وأطلق شاب متزوج حديثاً النار على زوجته في العاصمة صنعاء بسبب رفضها بيع ذهبها.

جرائم تتصاعد سريعا
ان جرائم قتل الأقارب التي ينفذها شباب عائدون من معسكرات التدريب والتثقيف الحوثية؛ أصبحت ظاهرة مجتمعية تتصاعد بسرعة في مناطق سيطرة المليشيات.
ويرجع باحثون في الشأن الاجتماعي، تصاعد جرائم قتل الأقارب، إلى الضغوط المعيشية الكبيرة التي واجهها اليمنيون في ظل حكم مليشيات الحوثي التي افرغت المجتمع من جميع مجالات الاعمال نتيجة انتهاكاتها وممارساتها القمعية وفرض الجبايات والاتاوات المالية المتعددة، واحتكارها جميع الاعمال الاقتصادية والمالية.
ويرون أن تلك السياسات وغيرها من الممارسات ومنها التعبئة الفكرية، نتج عنها غبن وغضب تم إفراغه على هيئة جرائم خطيرة، طالت العائلة التي تتضاعف كلما ساءت الأحوال المعيشية، وارتفعت الأسعار، وتراجعت القدرة الشرائية، وهو ما يحدث في اليمن منذ سنوات بسبب الانقلاب والحرب.
وحذروا بأن تلك الجرائم ستتضاعف باضطراد، فكلما فَسد القضاء والأمن، واتسعت دائرة الفقر؛ كما يحدث في اليمن؛ كلما زادت الجريمة بشتى أنواعها، وكلما تمزقت الأواصر الأسرية والعائلية وتحولت إلى خصومات.
واشاروا إلى ان أهم الاسباب التي اوجدت مثل تلك الظاهرة، "الإفقار الجماعي" الذي مارسته المليشيات بعد سيطرتها على مؤسسات الدولة، والذي جرد المجتمع اليمني من التي كانت إحدى صفاته، وهي التكافل الاجتماعي؛ لتحل الأنانية ذات الطابع الاستئثاري مكانها، وهي طبيعة الجماعة الخارجة عن الملة والقانون والرحمة والعهد،، القادمة من كهوف مران بفكر ايراني منتقم من اليمنيين.