اتفاق سياسي وشيك يطيل معاناة اليمنيين

09:08 2023/11/19

لم تكتف أطراف الصراع والخلاف والعداء وتجار الموت والحروب والدماء وأدوات الخراب والدمار والشقاء من العبث بالوطن وسيادته وكرامته ومنجزاته ومن قتل الشعب وإهلاكه وتهجيره وتجويعه في التسع السنوات السابقة التي شهد فيها الوطن أسوأ المعارك العسكرية والسياسية والاقتصادية والمعيشية والتي عاش فيها المواطن في أدنى مستويات العبث والفوضى والكوارث والأزمات والمعاناة الإنسانية.


ولم تكتف قيادات تلك الأطراف والفصائل المتصارعة بما حققته خلال مرحلة الحرب الكارثية السابقة من مكاسب وأرباح مادية خيالية ولا بما أنجزته من مشاريع ومكاسب خاصة بل تمادت وزادت طمعا ولهفة ورغبه في استمرار حياة الفوضى والعبث والهلاك واستمرار مشروع المتاجرة بممتلكات ومنجزات الوطن وبحياة ودماء وحرية ومعاناة المواطن.


ولهذا سعت تلك القيادات المنحرفة في السنوات الأخيرة السابقة إلى إيصال الوطن إلى مرحلة اللا حرب واللا سلام وإلى وضع ومربع الجمود والخمول والسكون باسم الحوار والسلام دون أن تحقق أي تقدم يذكر أو تنفذ أي بند من بنود الاتفاقيات السابقة التي لم نلمس منها سوى مشاهدة فعاليات اللقاءات والمشاورات والمفاوضات والتنصل من التطبيق وكثرت الفلسفة والأعذار والمبررات.


واليوم وبعد هذا المشوار الطويل الذي دمر الوطن وأهلك المواطن من أقصى شمال الوطن إلى أقصى جنوبه تتواصل لقاءات ومشاورات قيادة دول التحالف العربي وقيادات الشرعية والجماعة الحوية بهدف التوافق والوصول إلى اتفاق سياسي يطيل معاناة اليمنيين لعدة سنوات قادمة ويضمن استمرار مصالح الأطراف والفصائل المتصارعة وتدفق اعتمادات قياداتهم الخاصة...


وهكذا يمر اتفاق ويأتي آخر وما بين كل اتفاق واتفاق يعيش الوطن والمواطن اليمني أياما وشهورا وأعواما مريرة مليئة بالموت والهلاك والفقر والجوع والألم والمعاناة ويعيش الشعب في مدنا محاصرة وطرق مقطعة وأخرى ملغمة ويتلقى أبناؤه تعليما بأفكار مسممة وبالمقابل يعيش قادة أطراف وفصائل الصراع أجمل فترات حياتهم الدنيوية ويحصدون مالا يعد ولا يحصى من الأموال المدنسة وتعيش أسرهم حياة كريمة في أجمل فلل وقصور المدن والعواصم العربية والعالمية ويتعلم أبنائهم في أفضل الجامعات الأوروبية والأمريكية...