لماذا يستهدفون اربيل؟

05:52 2023/12/06

لا يكاد يمر اسبوع الا وهناك خبر عاجل عن عدوان بطائرة مسيرة او رشقة كاتيوشا على مدينة اربيل عاصمة اقليم كوردستان العراق  والفاعل دوما يختبيء تحت لافتة فصائل خارجة عن القانون او جماعات منفلته مجهولة العنوان  ظاهريا ولكن المرسل في الواقع معروف العنوان ولا تخطئه العين المجردة !!!  ..
ان السؤال الذي يجب طرحه لماذا تستهدف اربيل بالذات وما هو شرورها على العراق او دول الجوار؟


ان من يقصف اربيل تحت حجج واهية بوجود قاعدة للتحالف في منطقة حرير فهو يجافي الحقيقة لان القابضون على السلطة في بغداد هم اصلا  نتاج لوضع دولي واحنلال امريكي ترك تشابك في العلاقة واتفاقيات أمنية وعسكرية معقدة ليست كردستان العراق من أتى بها او أمضى عليها الاتفاقيات، ثم ما ذنب اربيل التي  قدمت للمنطقة انموذجا في التنمية والازدهار والعمران والتحضر، نعم التحضر لأنني ما سألت يوما  صديقا يقطن في الإقليم او زائرا له إلا وقبل ان يتحدث  عن البنيان والععمران يذكر اولا التعامل  الحضاري هناك والرقي الإنساني. 
لهذا السبب يحقدون على اربيل التي تبني وتعمر حضارة ومدنية وحكومة تسارع الخطى للحاق بمنجزات العصر ،
لماذا تزعج اربيل الآخرين هل لانها كريمة ومتسامحة تستضيف كل إنسان لا يامن على حياته في منطقته  ووجد فيها حضنا دافئا . 
،مدينة لا تفرق  بين الناس على اساس الخلفيات الدينية او المذهبيةاو العرقية، فقط عليك ان  لا تخالف القانون وعش بسلام .


عمرهم الكرد كانوا اهل نخوة ووفاء واوفياء لا يخونون من لا يخونهم  ففي كل العهود الماضية احتفظ قادة الكرد بوشائج مع كل أطياف الشعب العراقي .
حكومة عصرية في كردستان يقودها شباب متعلمين و مثقفين لا ميليشياوين  شباب يؤمنون بالعلم والتخطيط في رسم مسار تنمية الإقليم وليس انتظار بركات السيد ، شوارع نظيفة وطرقات سريعة ومباني شاهقة وجامعات رصينة بحيث  بات الإقليم يقارن بدبي حنى انني عندما التقيت بمسؤول خليجي اخيرا  ذكر لي باعجاب شديد كم هم أبناء عائلة البارزاني السيدان نيجرفان ومسرور قادة الحكومة يمتازون بالوعي والثقافة والادب الجم والتحدث بلغة انجليزية  قوية  ،مثقفون وطيبون. 


حقيقة شعرت بالفخر كعراقي بهذه النخبة المتعلمة في حكومة كردستان لأن هؤلاء بلا شهادات مزورة ولا يشتغلون  مع مليشيات منفلتة ولا خرجوا من  تحت عباءة الطائفة. انهم فقط رجال دولة ترفع لهم القبعات على منجزات تتحدث عنهم وليس شعارات واحلام كاذبة. 
عندما تسلم قيادة الإقليم الزعيم مسعود بارزاني بعد عام ٢٠٠٣ كان أول قراراته العفو الشامل وأعاد اللحمة واشاع التسامح بين أبناء الشعب الكردي ولم ينجر الى دهاليز التاريخ والانجرلر الى دوامة الانتقام  والسجون 
هكذا هم الكبار دوما  في التاريخ فالمستقبل يضمنه الاذكياء والبناة والمنجزون وليس مطلقى الطائرات المسيرة وصواريخ الكاتيوشا.

* كاتب واكاديمي من العراق، استاذ القانون والنظم السياسية في جامعة الأخوين في أفران المغربية