Image

جريمة جمعة رجب.. مؤشر الفوضى التي تعدت اليابسة إلى البحر من جامع دار الرئاسة بدأ العبث باليمن وسيادته من قبل أدوات ايران وتنظيم الإخوان

تواصل أدوات الفوضى في اليمن التي بدأت العام 2011، واستمرت حتى اليوم، عبثها بمقدرات وامكانيات البلاد بما فيها السيادة التي تم قتلها في البر، ويتم اغراقها اليوم في البحر، ومعها يتم التنكيل بالمدنيين وتقديمهم قربا لكهنة فقيه الفرس، ومنافقي المرشد.

جمعة رجب الحرام 
ومع حلول ذكرى جريمة الجمعة الأولى من رجب الحرام للعام الهجري 1432هـ الموافق 4 يونيو 2011، والتي ارتكبتها عناصر ارهابية تابعة لقيادة الفوضى حينها، واستهدفت كبار مسؤولي الدولة بمن فيهم الرئيس الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح،  وادت لاستشهاد قيادات من خيرة ما انجبته اليمن على راسهم الاستاذ عبدالعزيز عبدالغني السياسي ورجل الدولة المحنك.
ومع ذكرى هذه الجريمة التي تعد أولى بوادر الفوضى التي تعيشه البلاد اليوم وبعد مرور ما يربوا عن 13 عاما من ارتكباها، سنحاول ان نقرأ دلالات الاستهداف في ضوء ما يجري حاليا في البلاد بره وبحره.

شرارة ارهابية 
يرى العديد من اليمنيين والمراقبين، بأن الهجوم الاجرامي الذي استهدف قيادة الدولة اليمنية البارزين في جامع دار الرئاسة في العاصمة صنعاء في أول جمعة من رجب في 2011، كانت البداية الحقيقية للجماعات التي رفعت شعار اسقاط النظام، وتقاسمت السلطة بعد تسليمها سلميا من قبل الزعيم الصالح إلى نائبه وفقا لمبادرة خليجية.
وتلى التقاسم والاختلافات في توزيع المناصب والثروة على مكونات الفوضى، انقلابا قادته جماعة ايران التي تم تحجيمها من قبل الحكومات اليمنية على مدى عقود، إلى جانب طرد ايران من اليمن بشكل رسمي، استشعرا منها لما يحدث اليوم.
وبعد انقلاب مليشيات الحوثي الارهابية ذراع ايران، بدعم مباشر من مكونات ساحات الفوضى تنظيم الاخوان المسلمين حزب الاصلاح وقوى سياسية تم شرائها بالأموال، بدأت عملية تدمير اليمن بشكل ممنهج، حاول الزعيم الصالح الذي تعرض للجريمة في دار الرئاسة ايقافها في انتفاضة 2 ديسمبر 2017، الا ان المؤامرة كانت كبيرة وتدخلت فيها قوى مخبرات خارجية، اشتركت سابقا في جريمة الجامع وتمكنت منه بعد ست سنوات من الجريمة ليسقط شهيدا وليس مغتالا بتفجير جبان.

جريمة الغدر والخيانة 
يصنف اليمنيون جريمة تفجير جامع دار الرئاسة، بأنها جريمة تعدت حدود الخيال اليمني باعتبارها استهدفت بيت من بيوت الله وفي يوم جمعة وفي شهر حرام، كانت الاعراب قبل الاسلام تحرم القتال فيه.
ويرون من وقف ونفذ الجريمة، لا يمكن ان يكون مسلما او عربيا حتى، وهو ما أكدت الأيام التي تلت تلك الجريمة وصولا إلى ما هي عليه الحال في البلاد اليوم، لتثبت ان من وقف ونفذ تلك الجريمة لم يكن يمنيا ولا عربيا ولا مسلما بل مجوسيا ارهابية جاء من الشرق.

بداية تدمير وطن وضياع شعب
ومع ما تعيشه البلاد اليوم من كوارث في شتى جميع مجالات الحياة، من قبل انصار وشركاء فوضى 2011 وانقلاب 2014، وصل اليمنيين إلى قناعة بأن ما تم خلال تلك الفترة وصولا إلى اليمن كشف لهم الكثير من الاسرار التي رسخت لديهم قناعة بأن من قام تلك الجريمة والجرائم التي تلتها من تفجير للمساجد ودور العبادة والمنازل، وتخريب المنشآت وسرقة ممتلكات اليمنيين، ونهب حقوقهم وانتهاك اعراضهم، لن يمر دون ان يحاسب بداء من جريمة جمعة رجب وصولا إلى العبث بسيادة اليمن البحرية.
واشارت إلى انه لا يمكن ان تمحى من الذاكرة اليمنية وستظل الجريمة تذكرهم بالمؤامرة التي طالت حتى مائدة طعامهم وحياة شبابهم واطفالهم الذين يتم التغرير بهم وقتلهم في معارك لا تخدم البلاد بشيء، وانما تخدم مخططات ايران ودول اخرى في المنطقة، فالجريمة فعلا كانت كانت بداية لتدمير وطن وضياع شعب.

مع مرور الزمن 
وتؤكد كتابات وتفاعلات اليمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام المختلفة حول الجريمة، فأنه ومع مرور الأيام والأعوام تتكشف المعلومات وخيوط المؤامرة التي طالت البلاد والتي بدأت فوضى الساحة وتنفيذ جريمة الجامع، مرورا بتدمير مؤسسات الدولة وصولا الى المغامرة بسيادة البلاد برا وبحرا.
وافادوا بأن ما عاشته اليمن بعد الجريمة من جرائم تؤكدها حجم القبول وعدد المقابر التي ضمت في جنباتها عشرات الالاف من اليمنيين الابرياء الذين تم التغرير بهم او خطفهم وارسالهم إلى محارق الحوثيين، وحروب الاخوان شركاء الفوضى والانقلاب والمصالح وتقاسم الثروة والمناصب.

تواصل الجرائم 
ومنذ جريمة رجب، وصولا إلى ما تعيشه البلاد اليوم من أزمات داخلية على راسها الازمة الاقتصادية والمعيشية التي حولت اليمنيين إلى شعب يبحث عن قوت يومه واطفاله لدى المنظمات الانسانية الدولية، واقحمت اليمن في ازمات اقليمية وحاليا دولية باستهداف الملاحة الدولية في البحر الاحمر والوصول إلى تنفيذ قوى دولية غارات على البلاد.
وتشير المعلومات إلى ان المجرمين هم انفسهم الذين يمارسون اليمن بحق اليمنيين شتى أنواع الامتهان، وجعلهم عبارة عن أبواق تجوب شوارع المدن لتسجيل شرعية شوارع لعناصر ارهابية فقدت الانسانية وباتت تعيش حياة الغاب، من خلال تنفيذها هجمات داخلية وضد دول الجوار وحاليا ضد التجارة العالمية في البحر.

المتاجرة باليمنيين 
وفي هذا الصدد تؤكد الاحداث التي مرت بها اليمن منذ جريمة رجب وصولا إلى ما تعيشه البلاد اليوم، بأن عناصر الفوضى التي انطلقت من خيام الساحات لاستباحة كل ما هو يمني، وصلت إلى مرحلة المتاجرة باليمنيين ووطنهم لتحقيق مصالح ومخططات واجندة اجنبية تصب ابرزها لصالح الخمينية المقيتة في ايران.
كما تؤكد الأحداث خاصة الضربات الجوية التي تنفذها اليوم الولايات المتحدة وبريطانيا بمساندة تحالف دولي يضم 20 دولة ضد الاراضي اليمنية، في اطار ما بات يعرف بالمسرحية الايرانية – الاسرائيلية،  بأن ما مرت به اليمن ويمر حاليا، انما يأتي في اطار مؤامرة ممتدة من الداخل مرورا بالاقليم وصولا إلى دول غربية، خاصة وان الاطراف التي اوهمت العالم بانها ترفض الحوثيين كجماعة الاخوان الارهابية، كشفتها الضربات الاخيرة بأنها ما زالت في اطار المؤامرة.
ووفقا للاحداث فأن جماعات سفك الدماء في جامع الرئاسة في جمعة رجب، هي نفسها التي تواصل سفكت دماء اليمنيين في الشوارع والجبال والسهول وفي الهضاب والجبال والرمال، هي نفسه التي تسفك دمائهم بالبحار خدمة لايران الراعي الرسمي لتلك الاطراف حتى وان اختلفت ملتهم الفاجرة.

حسرات وتمنيات
وفي هذا الصدد ومن خلال تتبع منشورات ونقاشات اليمنيين في مختلف المواقع والمجالات، يلتم المريء بأن الغمة قد تم زوالها من على غشاوة عيون اليمنيين وعقولهم، وباتوا اليمن يتحسرون على زعيمهم وقائدهم الذي بنى لهم دولة أركانها الامن والامان والاستقرار والحياة الكريمة، دولة ذات سيادة احترمها الكبار قبل الصغار في المنطقة والعالم.
ومن خلال ما يتلفظ بها اليمنيون اليوم، يتجسد مستقبل بأن القادم سيكون افضل خاصة وان الحديث لا يتوقف عن دولة كانت قائمة تم تدميرها ونهب مؤسساتها والعبث بها، الا ان مبادئها وأهدافها وقيمها ما زالت راسخة لدى اليمنيين الذي تلقوا جرعة منها من وصايا الزعيم الشهيد الصالح في انتفاضة ديسمبر 2017.