26 سبتمبر.. عيد الأعياد شاهد من أهله!

09:13 2020/09/18

رسائل ابن الإمام يحيى إلى أبيه.
 
في هذه الرسائل التي وجهها من عدن "سيف الإسلام" إبراهيم ابن "الإمام" يحيى حميد الدين، شهادة من الداخل تبرهن على بشاعة ذلك الزمن والحقيقة التي يسعى البعض لإنكارها ونفيها اليوم عن الحكم الإمامي المتخلف والفاسد.
 
وفيها تفنيدٌ صريحٌ يُسقط كل محاولة لإضفاء مسحة التنزيه ونسبة فضائل ومكارمٍ لذلك العهد البائد ليست فيه أو رامية إلى تلميعه.
 
وإليكم رسائل ابراهيم بن يحيى حميد الدين إلى أبيه.
 
الرسالة الأولى
 
"مولانا أمير المؤمنين، ملك اليمن المعظم.. ماذا قد بلغكم عني؟ لم أفعل غير إعلان براءتي من قساوة الحكام وتأييدي للساعين في إصلاح البلاد والعباد وتوطين النفس على تحمل المشاق من أجل المحافظة على استقلال اليمن ووحدتها المهددة بالتمزق والانقسام وأنا أعلم أن التلغراف من وحي أخوي الحسن والحسين اللذين لا يمحضان النصح لكم ومن الغريب طلبكم لي الرجوع بينما غاب أخي الحسين ثلاث سنوات في الأقطار يصرف أعظم المبالغ من حق الشعب ولم نجد منها نفعاً وكذا أخي عبد الله.
 
ولدكم إبراهيم
 
...
 
الرسالة الثانية
 
اسمعوا أنين الأمة
 
"جلالة ملك اليمن المعظم.. يا أبتاه إن ضميري الحي وإرادة الشعب القوية قد انتزعتني من بين أيديكم، إن المهاجرين في الخارج والمناصرين لنا في الداخل لا يحملون حقداً على أحد وإنما يريدون من ولي الأمر إسعاد الشعب وإبراره، فما لنا لا نضع أيدينا في أيديهم؟ يا أبتاه إن سخط الأمة على الأسرة الحاكمة ناشئ من أولئك الذين يستعبدون الشعب ويجمعون الثروة من النفوس الجائعة العارية المظلومة ويزعمون أنهم يجمعون لنا قوة وعتاداً، يا أبتاه، هل سألتم عن أبناء اليمن؟ أما أهالي لواء تعز وإب فقد ضاقت مدينة عدن بمهاجريهم عبر الحدود. يا أبتاه إن من يستر عنكم الحقائق ويقول إن الحالة في اللواءين كما يرضى فقد كذب. يا أبتاه ألفت نظركم إلى قضاء رداع وما يلاقيه من ظلم الحكام الذين شدوا سكانه في أنحاء المعمورة، تكرموا يا مولاي الملك بمطالعة صحيفة "صوت اليمن" لتطلعوا على كل ما يجري في مملكتكم. يا أبتاه إن إغرائي بإرسال الأموال الضخمة لن يسكت بها صوتي، اسمعوا أنين الأمة ومزقوا الستار الذي بينكم وبين الشعب."
 
ولدكم إبراهيم
 
..
 
الرسالة الثالثة
 
وجهها إلى أمين الجامعة العربية وأعضائها، نصها ما يلي:
 
"أمين الجامعة العربية عزام باشا – أعضاء الجامعة العربية القاهرة – إنه على خطورة الحالة في اليمن فقد قررت مع المخلصين من رجالات اليمن وبعض إخوتي سيوف الإسلام أن نتلافى الخطر بتأييد الجمعية اليمنية الكبرى ونصرة الأحرار اليمانيين وضم أصواتنا إلى أصواتهم للمطالبة بالحقوق الشرعية العادلة التي لا تسيء إلى أحد والتي هي ضرورية لسلامة البلاد وسعادتها، فأرجو من الجامعة العربية أن تتدخل لحل مشكلة اليمن الخطيرة قبل أن يفلت الزمام من أيدي المخلصين ويحدث ما لا يحمد عقباه وما لا نحمده جميعاً والسلام".
 
إبراهيم ابن الإمام.
 
الرسالة الرابعة
 
النداء الأخير
 
وجهه للعلماء وعامة الشعب وقال فيه:
 
"أيها العلماء، إنه لولا إغضاؤكم عن أعمال الظالمين وسكوتكم عما يلاقيه المسلمون لما بلغ الحال إلى ما بلغ إليه. وقال للمشايخ: لقد كان لكم بين قبائلكم مقام كريم فكنتم إذا قلتم فعلتم وإذا أمرتم بالحق أُطعتم ولقد أذلوكم فماذا أنتم فاعلون؟ وإلى متى أنتم على الذل مقيمون؟ وقال للجنود والجيش: أيها الجندي اليماني لا يعتبرك الحاكمون الظالمون والطغاة المستبدون إلا خادماً مأجوراً لحراستهم وتنفيذ مقاصدهم الشخصية، تسهر الليالي ليناموا مطمئنين هادئين وتفترش الحصير وتلتحف السماء ليهنأوا في دورهم وقصورهم الشامخة، وتمشي حافياً ليركبوا الخيول المطهمة وأنت تأكل "الكدم".
 
ثم وجه خطابه للشعب على اختلاف طبقاته قائلاً: لقد أدرك العرب والمسلمون جميعاً أن الحالة في اليمن خطيرة وأنه لا يمكن الصبر عليها، وأناشدكم اليوم أن توحدوا كلمتكم وتضموا صفوفكم ولا تعينوا الظالمين على أنفسكم".