سبتمبر.. ميلاد الثورة وفجر الجمهورية

08:33 2020/09/28

دمت يا سبتمبر التحرير يا فجر النضال
 
ثورة تمضي بإيمان على درب المعالي
تسحق الباغي تدك الظلم، تأتي بالمحال
 
سبتمبر التحرير، سبتمبر الخالد في قلوب اليمنيين، وسيبقى حبه في الأفئدة ما بقيت السماوات والأرض..
 
سبتمبر النضال، والنصر والفجر، والمجد الكبير، والعنوان الأبرز في تاريخ اليمن وحاضره، ومستقبله، والشرف الذي أحرزه أرباب النضال المرصع بجواهر التاريخ، ودرر الحضارة، وكنوز الأرض، وتربته الطاهرة، فعانق النصر جبال اليمن، وسهوله ووديانه وهضابه وشعابه، وكل ذرات رماله الذهبية بمساحته الكامله، وربعه الخالى.
 
فكان التألق والسمو، وكان الشرف الغالي، وكانت البهجة الكبرى ترتسم على محيا شعب ذاق ويلات التشطير، وآلام الاستعمار، ومخلفات الإمامة.
 
فكان فجر يوم الخميس من سبتمبر فجر الانطلاقة الكبرى نحو اليمن الكبير، نحو اليمن الواحد، الواعد بالخير والعطاء.
 
وكان يوم الانعتاق والتحرر من الماضي، لبناء الحاضر وتنمية المستقبل، وكان يوم التخلص من قيود وأغلال الاستبداد.
 
فكان يوم سبتمبر بحق من أيام هذا الشعب الخالد، الذي انتصر فيه الشعب لليمن، وهتف فيه الجميع للوطن، وغنى فيه أغنية الثورة، وأنشودة الجمهورية، بلحن أيوب، وكلمات النعمان، وخطب الزبيري وأبياته، وحروف الموشكي ونضاله، وصمود الثلايا ورفاقه الأحرار وبما يحملونه من قيم ومعان.
 
كان النصرحليفهم، وانتصرت فيه ارادة الشعب بنضال الشرفاء الكبار الذين ساهموا في صناعة هذا اليوم، وراتفعت فيه راية النصر خفاقة في كل جبال اليمن وسهوله وهضابه.
 
يوما من الدهر لم تصنع أشعته
شمس الضحى بل صنعاه بأيدينا
 
سبتمبر تاريخ نضال، وفجر التحرر والخلاص، وايقونة النصر، وقيثارة المجد، وأنشودة البناء، وترنيمة ساحرة عانقت قلوب المحبين لليمن، المنتمين لحضارته، المعجبين بطبيعته التي تبعث في النفوس الزهو والفخر.
 
مثلت ثورة 26 سبتمبر نقطة فاصلة في تاريخ اليمن، وذهب إلى مزبلة التاريخ حكم الكهنوت والإمامة لا رجعة.
 
واليوم يحاول أحفاد الإمامة الانتصار على مبادئ وأهداف سبتمبر، ولكن حلمهم هذا سيتلاشى وسيذهب بعيدا حين تتوحد الجهود لمناهضة هذا المشروع الكهنوتي الاستبدادي البغيض، الذي أثقل كاهل الأمة، وذاق الشعب منه أصناف العذاب كما ذاق الأجداد أصناف البلاء من أجدادهم الذين حكمو البلاد، فهب كل أحرار اليمن، مدافعين عن ثورتهم، وعن مبادئها العظيمة معلنين للعالم أجمع ميلاد جمهوية يمنية ورحيل حكم إمامي بائد، مستمدين من الله العون على ظلم عاث في الأرض الفساد، حرم اليمن من كل تنمية ورخاء، كباقي بلدان العالم وجعلها فيدا لأسرة تدعي الحق الإلهي في حكم الشعب، ونهب ثرواته، وأخذ حقوقه.
 
فكان الشعب لهم بالمرصاد، واستيقظ من غفلته، وحقق الله حلمه في التحرر والانعتاق، ورفض الاستعباد، والعبث بكرامة الناس ومصادرة حرياتهم.
 
وسيذهب أحفاد الإمامة كما ذهب أجدادهم، تلاحقهم لعنات اليمنيين بما اقترفوا من إثم وعدوان بحق اليمن أرضا وإنسانا، وبما ارتكبوا من جرائم بحق الوطن إرضاءً للأطماع الخارجية.
 
وسيبقى الولاء للثورة السبتمبرية الخالدة، وسيبقى الحب الأبدي للجمهورية اليمنية، وسيبقى نبض قلبي يمنيا..