Image

عمار و الف طفل آخر ضحايا القصف الحوثي على المدنيين بمارب والعداد مستمر

نجى عمار (12 عام )من الموت لكنه عاد بقدم واحدة ملطخ بدماء جسده الصغير فيما قتل خمسة من أقرانة الأطفال الذين كانوا يلعبون في مساحة بالقرب من منازلهم في مدينة مارب وحين وقع صاروخ حوثي وسط ملعبهم تذكر صراخ والدته ان عليه العودة مسرعا بعد جلب ما طلبت منه من البقالة المجاورة.
 
كانت ليلة العيد في الخامس من يونيو عام 2016م الذي قتل فيها 7 اطفال واصيب 5 اطفال اخرين كان احدهم الطفل عمار بن ياسر 
يوم دامي ومرعب على اليمنيين ككل واهل الضحايا على وجه الخصوص وتحول فرحة الحيد الى مأتم اكتست فيها القلوب سواد الحزن .
 
يقول عمار ل( المنتصف ) انه بعد خروجه من المنزل لجلب طلبات امه من احدى البقالات القريبة التهى باللعب مع جيرانه واصدقائه الاطفال ، حتى انه لم يعلم بما حدث من حوله بعد سقوط الصاروخ ولم يعي إلا بعد 8 ساعات وقد كان سرير مشفى مارب العام وقد لفت ساقه المبتورة بلفافة بيضاء والألم يعتصر كل جسده .
 
منقذ وضحية 
 
فيما يقول ياسر (35 عام) والد الطفل عمار أنه كان في منزل احد جيرانه يتبادلون الحديث فيما اقوفهم صوت الانفجار المدوي الذي وقع في الحي واخرجهم إلى مكان الحادثة ومشاركته بإسعاف الضحايا دون علمه أن إبنه أحدهم  حتى وصوله المستشفى في عمليه نقله الضحايا للمرة الثالثة دخل إلى صالة الطوارئ للتعرف على الضحايا ثم وجد إبنه على سرير وإلى جواره جثة هامدة لكنه عرف سريعا على بقاء إبنه حيا من أحد الأطباء.
 
تلك الحادثة سبقتها ولحقت بها حوادث قصف حوثي كثيرة ولم يكن المعاق عمار وحدة ضحية القصف الحوثي على مدينة مارب المكتضة بالنازحين بل المئات من الصواريخ المختلفة شنتها جماعة الحوثي باستمرار خلفت المئات من المعاقين والقتلى والمصابين في اوساط الأطفال ذكور واناث خلال سنوات الحرب الدائرة في البلد منذ سبعة اعوام .
 
ارقام كبيرة 
 
حيث كشف تقرير مفصل بالأرقام لمكتب حقوق الإنسان بمارب تلقى ( المنتصف ) نسخة منه وأصدر تحت عنوان (قتل الطفولة) مقتل وإصابة عدد (1028) طفلاً في محافظة مأرب فقط خلال الفترة من اواخر عام 2014 الذي انطلقت فيه الحرب في البلد حتى اواخر العام الفائت 2021م رغم استمرار العداد بحصر الضحايا الاطفال باسمرار .
 
وبحسب التقرير الرسمي بلغ اجمالي الأطفال الذين تعرضوا للقتل عدد (296) طفلاً بالمحافظة، منهم (147) قتلوا بالألغام، و (149) طفلاً قتلوا بالصواريخ والمقذوفات الصاروخية الحوثية، بالإضافة إلى إصابة (732) طفلاً، منهم (311) أصيبوا بالألغام، و(421) أصيبوا بسبب القذائف والصواريخ التي استهدفت بها جماعة الحوثؤ الأحياء السكنية والمناطق المأهولة بالسكان. 
 
فيما سجل التقرير منذ مطلع العام 2015م حتى نهاية ديسمبر 2021م إطلاق جماعة الحوثي اعلى مدينة مارب عدد (356) صاروخاً باليستياً استهدفت  المدنيين والأطفال في مناطق سكنية وأخرى ريفية وزراعية، منها عدد (91) صاروخاً باليستياً في العام 2021م. 
 
عداد مستمر 
 
ورغم عدم جدوى القصف الحوثي على المدنيين وسقوط ضحايا في صفوفهم لم تتوقف جماعة الحوثي عن قصف الاحياء المدنية بل استمرت بالقصف وكثفت منه خلال الاعوام الماضية فيما افتتحت العام الجاري 2022 بقصف صاروخي استهدف منطقة المطار الاهلة بالسكان وسقط خلالها عدد من الاطفال والنساء .
 
ويعاني الأطفال المعاقين بسبب القصف الحوثي والألغام الحوثية إهمال كبير لتلبية إحتياجاتهم المعيشية والتعليمية لتلبي متغيرات حياتهم التي كانت طبيعية وتحولت الى مقعدين دون تعليم ولا ترفيه ولا وسائل معيش وحركية أو كراسي كهربائية متحركة وذلك يبقى قصور لدى المنظمات الداعمة المحلية والدولية المهتمة بالاطفال وحقوق الانسان .
 
تحدي 
 
ورغم حاجة الطفل المعاق عمار بن ياسر لعمليات في ساقه السليم لاخراج بعض الشضايا الا انه تعدى اعاقته بارادته الطفولية وشغفه لاستمراره بالتعليم .
 
حيث بدأ عامه الدراسي الجديد بحصوله على ساق صناعي جديد من مركز الاطراف الصناعية ليساعده على السير الى المدرسة ويخفي ما يحاول عمار إخفائه أمام زملائه كما يقول "احاول إخفاء التعرج في قدمي لاسير كانني طبيعي ولم يصيبني شي"