Image

عملية اعدام متهم خارج القضاء تثير توترا قبليا بين شبوة وأبين

تصاعدت قضية قتل احد أبناء شبوة في محافظة أبين، دون محاكمة بعد اتهامه بقتل احد تجار المواشي في مديرية لودر، حيث وجه محافظ شبوة ممثلا عن السلطة المحلية في المحافظة، رسالة رسمية إلى محافظ أبين والسلطة المحلية بالمحافظة، طالبهم فيها بسرعة القبض على المتهمين بقتل المواطن الشبواني.
وتفاجئ الشارع في ابين والمحافظات الجنوبية، امس الجمعة الماضي، بما وصف بتنفيذ حكم إعدام بحق المتهم الرئيسي في عملية قتل أحد تجار المواشي في مديرية لودر، بعد ساعات على اعتقاله من قبل السلطات الأمنية.
وتم إعدام القاتل نائف حسن الهندي، من أبناء شبوة، في ساحة قريبة من جهاز امني في لودر أبين، بعد ساعات من القبض عليه لاتهامه بقتل تاجر المواشي المدعو جلود الجوفي، الذي تم التقطع له بضواحي لودر بأبين، نفذ عملية الإعدام شقيق التاجر، حيث وصفت بالعملية الغريبة خصوصا وأن المتهم لم يخضع لأية إجراءات قانونية أو محاكمة عادلة وفقاً للقانون.
وطالب محافظ شبوة عوض الوزير في رسالته من محافظ ابين، سرعة القبض على الجناة الذين ارتكبوا ما وصفه بالجريمة الشنعاء بحق المواطن الهندي، وتقديمهم للقضاء، لقيامهم بتنفيذ اعدام خارج نطاق القانون والقضاء.
وتأتي رسالة المحافظ الوزير، على خلفية تداعي قبائل عدة في شبوة على خلفية الجريمة التي وصفوها بالبشعة وطالبوا قبائل أبين بسرعة تسليم الجناة الذين ارتكبوا الإعدام للقضاء لنيل جزائهم العادل والرادع.
وكانت إدارة امن محافظة أبين أعلنت رفضها للطريقة التي اعدم بها قاتل التاجر جلود الجوفي بمديرية لودر الجمعة الماضي، وقالت في بيان لها ان الطريقة التي تم تنفيذ حكم الاعدام بحق المواطن نايف الهندي كانت غير قانونية.
وحملت إدارة الأمن جهات امنية في لودر المسئولية عما حدث، وقالت في بيانها انه كان يجب تسليم المتهمين في القضية الى جهات الاختصاص ليمضي القانون ويأخذ مجراه.
ودعت ادارة الامن في أبين ابناء محافظة شبوة الى الهدوء وعدم اتخاذ اي مواقف متسرعة، مؤكدة ادانتها للفعل الاجرامي ضد التاجر جلود واستنكارها لطريقة تنفيذ الاعدام بحق قاتله الذي ينتمي إلى شبوة.
واكدت ادارة الامن احتفاظها بحقها في اتخاذ الاجراءات القانونية المناسبة حيال ماحدث.
وحول تفاصيل الحادثة، وفقا لروايات عدد من الأهالي في لودر أبين، فان القاتل الهندي، قام بالتقطع للقتيل جلود في ضواحي لودر مع عدد من المسلحين، وقاموا بإنزاله من سيارته، ووضعوه على الطريق وقاموا بدهسه الأمر الذي أدى إلى مقتله ، في حين تمكن الجاني وعصابته من الفرار إلى جهة مجهولة.
الحادثة وقعت يوم الاربعاء الماضيـ أثارت استياء وغضب الشارع في أبين، ما دفع الأجهزة الأمنية في المحافظة ارسال حملة لتعقب الجناة حيث تم القبض على المدعو الهندي، واقمت باداعه السجن في احد الأقسام الأمنية، تمهيدا لتسليمه للقضاء.
وصباح الجمعة، فوجئ باحتشاد العشرات من سكان لودر ومديريات مجاورة في ساحة قريبة من المركز الأمني، من أجل مشاهدة عملية إعدام المتهم مشابهة لعمليات إعدام كانت تقوم بها عناصر تنظيم القاعدة في لودر أثناء فترة سيطرتها قبل سنوات.
عملية الإعدام خارج القضاء والقانون، اثارت حفيظة حقوقيون في ابين ومناطق جنوبية ويمنية عدة، حيث نددوا بها خاصة وانها لم تأتي تنفيذا لحكم قضائي، وليم يخضع المتهم حتى للتحقيق، وصولاً إلى المحاكم التي هي الجهة الوحيدة المخولة بإصدار أحكام الإعدام، مشيرين إلى أن الغريب في الواقعة أن من قام بعملية تنفيذ حكم الإعدام هو شقيق التاجر الذي قتل وهي سابقة لم تشهدها اليمن أن يقوم أحد أقارب الضحايا بتنفيذ حكم إعدام بحق متهم.
مصادر أمنية في ابين، أفادت أن الأجهزة الأمنية في لودر لم تقم بأي خطوات بشأن قضية مقتل التاجر جلود الجوفي وأن من قام بإحضار وضبط المتهم هو شقيق التاجر الذي تعقب العصابة وضبط رئيسيها على حد قول المصادر.
وأضافت المصادر أن الأجهزة الأمنية لم تتدخل سواء في حجز المتهم لساعات في زنزانة تمهيدا لتسليمه صباح اليوم الجمعة لشقيق التاجر الذي اخذ سلاحه الرشاش وقام بعملية إعدام المتهم بصورة أثارة مخاوف ورعب الأهالي الذي ربطوا عملية الإعدام بحوادث الإعدامات التي نفذتها عناصر القاعدة أثناء سيطرتهم على لودر قبل سنوات.
مصادر قبلية قالت أن هول الحادثة وعنفها استدعى أن يتم انهاء القضية بشكل سريع حتى لا تتطول خصوصا وأن المتهم اعترف بكل تفاصيل جريمته ، موضحة أن عملية الإعدام تمت بحسب الأعراف القبلية والتقاليد المنصوصة ضمن الشريعة الإسلامية بأن القاتل يقتل .
وأكدت أن قوات الأمن أشرفت على عملية الإعدام وساهمت في تأمين المكان ، مشيرة إلى أن سرعة تنفيذ الحكم ستردع الكثيرين من عصابات التقطع عن ممارسة جرائمهم لفترة خوفاً من ذات المصير على حد تعبيره.