Image

تعز من استكمال التحرير إلى التقاء المصالح بين الحوثي والاصلاح.. الجبهة الشرقية أنموذجاً

بعد مرور أكثر من سبعة أعوام، لا تزال معارك استكمال تحرير محافظة تعز  تراوح مكانها بين الكر والفر، والهجوم والدفاع، دون إحداث نصر عسكري يكسر جماعة الحوثيين التي مازالت تُحكم سيطرتها على المداخل الرئيسية للمدينة من الجهة الشرقية وتواصل تمركزها في المواقع التي تحتلها، ليستمر الجمود مسيطراً على جبهات محافظة تعز؛ باستثناء الغربية بعد دخول القوات المشترلة خط معارك التحرير. وأي تقدم عسكري يبقى محدوداً وسط مؤشرات بتحويل المحافظة إلى جبهة استنزاف للحوثيين. وأصبح ما يعلنه المحافظون عن بدء استكمال تحرير محافظة تعز من الحوثي -كان آخرها تصريحات نبيل شمسان ودعوته للنفير- مادة ساخرة وتندرا في التواصل الاجتماعي. فقد انتهت بنهب رواتب الموظفين باستقطاعات أقساط من رواتبهم لدعم جبهات توقفت بعد أسبوع من انطلاقها.
ويرى عسكرويون أن جبهات تعز، وبالذات الشرقية، تعتبر شبه مجمدة؛ وكأن هناك تفاهمات بين مليشيا الحوثي وقيادات عسكرية محسوبة على حزب الإصلاح بعدم فتح أي جبهة من القتال بينهما. 
ويبقى الحال مثل ما هو عليه: لا حرب ولا سلام؛ بل اتفاقات من تحت الطاولة، وذلك بعد أن سعى الإخوان من إخراج جماعة أبو العباس من المشهد العسكري في المدينة، والذي يرجع له الفضل في تحرير المناطق داخل المدينة وريف تعز.
ويشير محللون عسكريون إلى أن إطالة فترة عدم تحرير تعز أوجد نوعاً من المصالح بين قيادات حوثية وأخرى عسكرية محسوبة على المقاومة والجيش الحكومي، استفادت من حالة تجميد الجبهات لتحقيق أموال طائلة من التحالف الذي يمد الجيش بسلاح لا يستخدم منه في المعارك سوى الجزء اليسير، فيما يذهب الجزء الكبير إلى مخازن الإخوان. 
أما التخادم الآخر فمن خلال النقاط العسكرية والأمنية التي تفرض جبايات على المواطنين المسافرين وعلى القاطرات التي تحمل مواد غذائية، أو تهريب المشتقات النفطية من مناطق سيطرة الشرعية إلى الحوثيين، كنقطة جبل حبشي والموكلة قيادتها لأحد خريجي دبلوم تمريض من جماعة الإخوان.
ويرى عسكريون أن أغلب معارك الجبهة الشرقية وهمية؛ حيث كانوا يقومون بهجمات على القصر والتشريفات ومدرسة محمد علي عثمان، وترك خلفهم مكشوفاً للحوثي من جهة تبة السلال، ليعطوا مبرر لانسحاباتهم بعدما يحققوا انتصارات، أو يتخذوا ذرعية أن التحالف سوف يقصفهم حال تقدمهم نحو "سوفتيل" والأمن المركزي والسلال؛ وهي كذبة ليس لها أساس من الصحة لا نسمعها إلا في قنواتهم أو من خلال إطلاق الإشاعات بين أوساط أبناء تعز، كمبرر للانسحاب بوقوف المعارك، حتى يقنعوا أنصارهم بأن انسحابهم جاء حفاظا على أرواح مقاتليهم، رغم أنهم يضحون بالعشرات من المقاتلين في سبيل إستراتيجيتهم الهادفة إلى استنزاف التحالف، وهو ما يعرض المدينة للخذلان في تحريرها وكسر الحصار. 
ومع تزايد المطالبات الشعبية للتحالف العربي والحكومة الشرعية بإحداث تغيرات جذرية للقيادات العسكرية وسرعة استكمال تحرير تعز من الحوثيين، يؤكد محللون سياسيون أن تجميد "جبهة تعز" يثير الكثير من التساؤلات ويضع المدينة ضحية حسابات خاطئة أوقفت الحسم والاكتفاء بمواجهات متقطعة تبقي على الحوثي جاثما على المحافظة وأبنائها الذين لا يجنون سوى الدمار والخراب وحياة التشرد، بعيدا عن مدينهم التي تتعرض -وبشبه يومي- إلى قصف مدفعي بالهاون يذهب ضحيته الابرياء ممن فضلوا الموت في بيوتهم عن النزوح خارج المدينة.