Image

الحديدة في ظل سيطرة الحوثي... معاناة يومية لا تنتهي

الحديدة عروس البحر الأحمر، أضحت مدينة أشباح في ظل سيطرة الحوثي.
 معاناة يومية لا تنتهي من الانتهاكات يعيشها التهامي. الكثير منهم يعيشون حياة الخوف والفقر والجوع والقتل، فالمليشيا زرعت الألغام واعتقلت المواطنين وروعت الأطفال والنساء وشردت الكثير من الأسر وأجبرتهم على النزوح جندت الأطفال زجت بهم إلى خطوط النار.
هذا هو المشهد الذي يسود محافظة عمقت الأزمة الإنسانية في مدينة الحديدة والتي باتت مسرحاً لإرهاب الحوثي.
وقبل كل شيء، عمدت المليشيا إلى عسكرة الحديدة من خلال تقسيم المحافظة إلى 4 مربعات عسكرية، وهي المربع الشمالي (8 مديريات) والشرقي (6 مديريات)، والجنوبي (9 مديريات)، ومربع المدينة (3 مديريات)، فضلا عن مربع الموانئ (ميناء الحديدة -الصليف -رأس عيسى) الخاضع للمليشيات البحرية الحوثية.
وعينت مليشيات الحوثي لكل مربع مشرفين في الجانب العسكري والأمني والثقافي، وجميعهم قيادات متطرفة منحدرة من صعدة وحجة تتولى إدارة المعسكرات وتأمينها وحشد واستقطاب الشباب والأطفال.
يقول فضل عبد القادر إن الحوثيين دأبوا على ارتكاب العديد من الجرائم التي استهدفت ترويع المدنيين العزل الذين تتعرض قراهم في التحيتا للقصف المتواصل ودمرت العديد من منازلهم من قبل المليشيا التي أجبرت السكان على النزوح إلى مناطق أخرى، خشية أن تبطش بهم قذائف الهاون الحوثية والتي تطلق عشوائيا على الأحياء السكنية البعيدة عن مجريات المعارك العسكرية.
من جانبه، يقول عمر الأهدل، ناشط حقوقي، إن جماعة الحوثي لم تتوقف عند حد معين للانتهاكات، بل وصل الأمر بها إلى إحداث مجازر وقتل جماعي للمواطنين، من خلال زرع حقول الألغام التي حصدت أرواح المئات من أبناء تهامة أثناء عودتهم إلى بيوتهم بعد تحرير مناطقهم  ومزارعهم التي هي الأخرى زرعت بألغام الموت، ناهيك عن العديد من القتلى التي أزهقت أرواحهم القناصة المتمركزة فوق أسطح المنازل، كحي سبعة يوليو بمدينة الحديدة. 
الإعلامي سالم عبد الهادي يقول إن مليشيا الحوثي لم تتوقف أنشطتها الطائفية لاستقطاب كل الفئات، بما فيهم الفتيات والأطفال؛ حيث يقوم مشرفو الحوثي بحملات تجنيد في صفوف الأطفال في القرى مستغلين فقر الناس وحاجتهم. وقد يصل الأمر حد أخذ الأطفال إلى معسكراتهم دون علم أسرهم والزج بهم في معارك مع القوات الحكومية، ثم في النهاية يعودون إلى أهلهم وذويهم جثثا وصورة تحمل عنوان القتيل بعد أن ضمنوا لهم الجنة كما يوهمونهم. ناهيك عن القصف العشوائي الذي خلف مئات الضحايا من المدنيين الذين يعيشون تحت رحمة نيران الحوثي، خاصة سكان القرى الواقعة على خطوط النار.
بدورها، طالبت وزارة حقوق الإنسان المجتمع الدولي، وعلى رأسه المفوضية السامية لحقوق الإنسان، بالتحرك العاجل لحماية المدنيين وإدانة واضحة لهذه الجرائم التي ترتكبها مليشيا الحوثي الإرهابية، والضغط بكل الوسائل على المليشيا الانقلابية لإيقاف إجرامها والإسراع بوقف كافة أشكال الانتهاكات والجرائم الممنهجة بحق المدنيين الآمنين؛ إلا أن مطالبها لا تجد أذنا صاغية من قبل المجتمع الدولي، الذي شرعن تلك الممارسات بصمته على الجرائم والانتهاكات، حيث تكتفي بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة أن تعبر عن تأثرها العميق بما شاهدته من جرائم ميليشيا الحوثي، خصوصاً عند الأطفال. إلا أن القلق الدولي لما تتعرض له مدينة الحديدة من انتهاكات لم يوقف آلة الموت الحوثية في حصد المزيد من الأرواح. 
وعلى الرغم من دخول المحافظة تحت مظلة رقابة بعثة الأمم المتحدة، إلا أن هذه البعثة عجزت عن كبح حملات التجنيد الحوثية في الأحياء والقرى، كما لم تستطع القيام بأدنى واجباتها الرئيسية، منها حماية المدنيين من بطش المليشيات.