Image

دموع إنجلينا هل تستعطف المانحين لدعم منظمات أممية فاح فسادها في اليمن؟!

زارت اليمن ثم غادرت تاركة أكثر من علامة استفهام ليس لها علاقة بالفساد الأممي للمساعدات أو إلى أي جيب تذهب!
النازحون أبكوا عينيها الجميلتين بقدر حجم المعاناة في مخيم النازحين،
إلا أنها كما يبدو أشبه بدموع التماسيح ارادت دموعها أن تستعطف العالم لدعم اليمن، بعد أن عزف الكثير منهم عن تعهداتهم حينما استفحل وتشابك الفساد المخلي بالفساد الدولي. 
جاءت الزيارة المفاجئة للمبعوثة الخاصة لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، انجلينا جولي، قبيل أيام من مؤتمر المانحين الذي دعت إليه الأمم المتحدة؛ في مسعى للفت انتباه المجتمع الدولي للكارثة الإنسانية التي يعاني منها اليمن منذ نحو سبع سنوات.
زيارة النجمة الأمريكية لليمن جاءت بعد مناشدات عديدة من المنظمات الأممية وتحذيرات من تقليص البرامج الأممية، بفعل نقص التمويل وتخلف المانحين عن الالتزام بتعهداتهم، وهو ما يجعل جميع التحذيرات الصادرة عن البرامج الإنسانية ووكالات الإغاثة تأتي في سياق التوظيف لاستعطاف المجتمع الدولي، قبيل المؤتمر المزمع عقده في منتصف مارس الجاري
جميع التحذيرات الأممية والمناشدات والتهويل من الكارثة الإنسانية؛ في محاولة للحصول على تمويلات جديدة باءت بالفشل. فلجأت الأمم المتحدة لنجمة هوليوود إنجلينا جولي لزيارة اليمن ولفت انتباه المانحين قبيل اجتماعهم القادم للحصول على تمويلات جديدة تصب إجمالاً في خزائن وأرصدة المنظمات والهيئات الأممية وإنفاقها كنفقات تشغيلية ورواتب لموظفيها ولا تصل للمستفيدين، ولم تغير شيئاً على أرض الواقع أو تخفف من الكارثة الإنسانية.
تؤكد مصادر اقتصادية مطلعة أن المؤتمر القادم للمانحين يواجه فشلا حتميا لعدة اعتبارات، بينها الهزة التي أصابت الاقتصاد العالمي بفعل الحرب في أوكرانيا وارتفاع أسعار النفط والاضطراب في أسواق المال. لذا فإن الاولوية للحكومات الغربية تنصرف باتجاه مواجهة المستجدات، إضافة إلى أن شبهات الفساد الموثقة التي تم الكشف عنها في عمل المنظمات الإنسانية الأممية في اليمن دفعت المانحين للاحجام عن الإيفاء بالتزاماتهم السابقة أو الإعلان عن تبرعات ومنح جديدة. 
يقول الدكتور محمد باشراحيل إن المؤتمر المزمع عقده في 16 مارس يأتي بعد خيبة أمل أممية من فشل المنظمة الدولية من الوصول إلى جمع المبلغ المستهدف في مؤتمر المانحين في العام الماضي، بفعل فساد وكالات الإغاثة واستخدام التبرعات والمنح لتمويل طرفي الحرب والمساهمة في إطالة أمد الحرب، وأن التهويل حول المخاطر الإنسانية إنما بغرض. ولهذا تم الاستعانة بدموع الممثلة الهوليودية لاستعطاف المانحين لسرقة تبرعاتهم من قبل القائمين على تنظيم تلك المؤتمرات.
تلك الدموع أوصلت رسالتها إلى العالم أن اليمن بحاجة إلى دعم كبير لإيقاف شبح المجاعة الذي يخيم على رؤوس اليمنيين. وغابت الرسالة الحقيقية من أن المساعدات تضل طريقها عن النازحين ومن شردتهم الحرب في كل شبر من أرض الوطن.  
الاستاذ والصحفي علي السقاف قال: وكأن الحرب التي تطحن اليمنيين منذ أكثر من سبعة اعوام غير كافية لجعلهم يعيشون وضعا هو الأكثر مأساوية على مستوى العالم، فقد ابتلي الشعب اليمني إلى جانب ذلك بمن ضاعف حجم مآسيه ومعاناته من خلال منظمات يتزعمها لصوص يلتهمون  معظم المعونات الإغاثية، ليظل شبح الموت جوعاً يتربص بالملايين في انعدام كامل لأية مشاعر من شفقة أو رحمة من قبل القائمين على هذه المنظمات.
ولعل دموع إنجيلينا جولي، وهي تشاهد المأساة وتتلمسها عن قرب، قد استدعت إلى الأذهان جرائم لصوص الإغاثات الذين لا تهتز لهم شعرة ولا يرف لهم جفن وهم يتاجرون بأقوات النازحين الذين وصل بعضهم إلى وضع  لم يكن أمام إنجلينا حياله سوى ذرف الدموع.
المحامي نجيب قحطان جاء بالخلاصة حينما قال: دموع إنجلينا تبقى مجرد دموع مهما ذُرفت، ان لم نحن ونئن على أنفسنا وعلى أهلنا فلن يحن ويئن أحد علينا.
محمد فتيني، نازح من تهامة الى مخيمات النازحين في لحج، يرى أن دموع انجلينا عبارة عن ضجة إعلامية نقلت معاناتنا الى العالم. ولكن من سوف يتابع ما نقاسيه في المخيمات التي أصبحت تفتقر لأبسط متطلبات النازحين وصارت مجرد مخيمات أريد منها أن تتحول إلى وسيلة يتسولون باسمنا لجمع التبرعات والمساعدت التي يصل الجزء اليسير منها إلينا. ولذا نريد أن تذرف المزيد من الدموع ليس من أجل الحصول على الأموال بل من أجل إنهاء معاناة الشعب اليمني بوضع خاتمة للحرب. 
انتهت الزيارة وجفت الدموع وغادرتنا انجلينا وهي غاضبة من انتهاك خصوصيتها في مطار عدن؛ وهي رسالة أخرى من أن المجاعة التي خلفتها الحرب أفرزت مجموعة من الهمج. وبقدر ما تحتاج اليمن من مساعدات بقدر ما هي أحوج إلى من يساعدنا في إعادة القيم والاخلاق التي دمرتها الحرب.