Image

اطفال اليمن ما بين مقصلة الحوثي وغياب الشرعية؟

صادقت اليمن، عام 1991، على اتفاقية حقوق الطفل؛ مما جعلها من أوائل الدول في العالم التي تلتزم بتحسين حقوق الأطفال في البلاد وحماية  الأطفال ومناصرتها لمساعدتهم في تلبية احتياجاتهم الأساسية وتوسيع الفرص المتاحة لهم لبلوغ الحد الأقصى من طاقاتهم وقدراتهم. و تتضمن الاتفاقية 54 مادة، وبروتوكولين اختياريين. وتوضّح بطريقة لا لَبْسَ فيها حقوق الإنسان الأساسية عامة وما يجب أن يتمتع بها الأطفال في أي مكان ودون تمييز. وهذه الحقوق هي حق الطفل في البقاء، والتطور والنمو إلى أقصى حد، والحماية من التأثيرات المضرة، وسوء المعاملة والاستغلال، والمشاركة الكاملة في الأسرة، وفي الحياة الثقافية والاجتماعية.

 

ولكن بعد ظهور جماعة الحوثي الإرهابية، الموالية لإيران، انتهكت هذه الحقوق ومورست ضد الأطفال العديد من الانتهاكات وسلب حريتهم.  وقد تم رصدها من قبل منظمات حقوقية دولية ومحلية.

حيث رصدت منظمة اليونيسف الانتهاكات الجسيمة التي تمارسها هذه المليشيا الإرهابية على أطفال اليمن، مشيرة إلى أنه تم تجنيد 3309 من الفتيان في الجماعات، غير أنه من المرجح أن تكون الأرقام الفعلية أعلى من ذلك بكثر. ولا يزال الأطفال معرضين بشدة لخطر الموت أو الإصابة بسبب الذخائر والقذائف والألغام الأرضية، منهم 1,145,851 طفلاً (631,391 من الذكور و514,460 من الإناث) و434,181 من البالغين (261,264 من الذكور؛ 172,917 من إناث) في عموم 20 محافظة، وهو ما يمثل نسبة 108 في المائة.

 

الحقيقية إن الأطفال هم الضحايا الرئيسيون للأزمة التي تمارسها جماعة الحوثي فقد خلقت المليشيا أزمة خانقة في أحياء العاصمة صنعاء في المياه، بحيث ارتفعت أسعار صهاريج المياه إلى عشره آلاف ريال، في ظل انعدام مياه الشرب والصرف الصحي؛ مما جعل الأطفال في العاصمة محرومين من حقوق الطفولة، وذلك باضطرارهم لمساعدة أسرهم في جلب المياه، من الصهاريج التي وضعت في الحارات من قبل فاعلي الخير، بدلاً من الذهاب إلى المدارس والحدائق والعيش بحياة كريمة.

 

حولت هذه الجماعة الإرهابية حياة الطفل اليمني إلى مأساة ومعاناة، حيث سلبت كل حقوقهم وتحولت حياتهم إلى جحيم، ومنهم من تعرض للقتل، ومنهم من تعرض للاغتصاب ورصدت منظمة سياج لحماية الطفولة 50 حالة اغتصاب أغلبهم من الذكور، أما المتسولين وبائعو المناديل الورقية في الشوارع فيصل عددهم إلى نحو30 ألف طفل وطفلة، تاركين وراءهم كل الطفولة ليسعوا وراء لقمه العيش بعدما فقدت أسرهم مصادر عيشها ومرتباتها، فأصبحت غير قادرة على الإنفاق عليهم.

 

الطفلة حنان أحمد إحدى الضحايا، والتي تبلغ من العمر 11 عاما، نجت بأعجوبة من وسط طابور لمثيلاتها من الأطفال والنساء، أثناء تعبئتها دبة الماء الصفراء بالمياه، من رصاص قناص الحوثي في تعز. وفي الوقت الذي نجت فيه حنان، فإن غيرها من الأطفال لقوا حتفهم برصاص القناصة. فإلى متى سيظل حال أطفال اليمن هكذا؟!

وهناك مئات النماذج لحالة الطفلة حنان ممن تعرضوا لانتهاك حقوقهم فحكومة معين عبدالملك تقريبا ضائعة عن معالجة مشاكل الاطفال في اطار منطقة سيطرتها و معاناتهم لا تقل عن معاناة الاطفال في منطقة سيطرة عصابة الحوثي الارهابية التابعة لايران .