تفاقم الأحوال الإنسانية لسكان مدينة تعز

09:20 2022/04/13

منذ بداية الحرب قبل أكثر من سبع سنوات، ومدينة تعز تشهد أوضاع مأساوية وظروف معيشية كارثية في مختلف مجالات الحياة، وعلى رأسها المجالات الاقتصادية والإنسانية التي تضاعفت بسبب الحصار المطبق علي المدينة من قبل المليشيا الحوثية وبسبب الفساد المالي والإداري والانفلات الأمني للسلطة المحلية.
فمنذ بداية هذه الفترة والمدينة تتعرض لمختلف أنواع القصف والقنص والخراب والدمار والسكان يتجرعون أصناف وأنواع العذاب والموت والهلاك وتتعرض ممتلكاتهم لأسوأ عمليات الظلم والسلب والبطش والنهب؛ الأمر الذي أدى إلي تلاشي فرص العمل وانخفاض دخل المواطن وزيادة ارتفاع الأسعار نتيجة الزيادة الكبيرة في أجور النقل عبر الطرق الجبلية الوعرة البعيدة التي فرضها الحصار وتقليص مساعدات برنامج الغذاء العالمي وانعدام الخدمات الأساسية وتضاعف رسوم الظرائب والجمارك المفروضة وفرض إتاوات إجبارية على أصحاب المحلات التجارية وغيرها من الأسباب جاءت زيادة عن الأسباب الرئيسية التي يشهدها الوطن في هذا المجال بشكل عام، وفي مقدمتها انهيار العملة وتدهور الاقتصاد وتضخم الفساد وانعدام الحلول للمشاكل الاقتصادية وتلاعب الأمم المتحدة بمخصصات الأعمال الإنسانية.
بعد هذه المدة الطويلة من الحرب التي أنجبت هذا الكم الهائل من الكوارث أصبح أبناء مدينة تعز يعيشون في أسفل قاع المآسي، وفي أعمق مستوى للفقر والجوع والمعانات وأصبحت المدينة عبارة عن سجن كبير يكتظ بالفقراء والمعدمين والمحتاجين، بالإضافة إلى فئة الموظفين الذين يتقاضون مبالغ لا تساوى إيجار الشقق التى يسكنونها، ولا قيمة العلاجات التي يحتاجونها ولا أجور المواصلات التي يتنقلون عليها ولا أقساط رسوم المدارس والجامعات التي يتعلم فيها أبنائهم.
إن هذا التعثر والإخفاق في المدينة قد أدى إلى تفاقم الأحوال المعيشية المروعة للسكان؛ الأمر الذي جعل مدينة تعز وسكانها يعيشون أسوأ كارثة إنسانية على مستوى محافظات ومدن الجمهورية اليمنية التى تشهد بمجملها أسوأ كارثة إنسانية في العالم.