كريم فرمان.. الوطني القومي الكبير

09:13 2022/04/18

راسخة هي العلاقة اليمنية العراقية وعريقة عراقة البلدين. علاقة سبقت النظامين الجمهوريين في كل من العراق واليمن، حيث في ثلاثينات القرن العشرين تعلم عدد من ضباط الجيش اليمني في المعاهد العسكرية العراقية منهم العقيد أحمد بن يحيى الثلايا واول رئيس جمهورية لليمن الرئيس الراحل عبدالله السلال، وآخرون.  كما أوفد العراق عام 1941 أول بعثة عسكرية إلى اليمن أشرفت على تدريب وتطوير قدرات  الجيش اليمني، ولعب أحد أفرادها الشهيد الضابط والقائد العسكري جمال جميل، أدوارا مهمة في تاريخ اليمن الحديث. 
      في 1979، وقعت الاتفاقية الاقتصادية الموقعة بين العراق واليمن في مجال التعاون في حقول الثقافة والأعلام. وفي 16 فبراير 1989، اشتركت الدولتان ومعهما جمهورية مصر العربية والمملكة الاردنية الهاشمية في تأسيس مجلس التعاون العربي. 
لقد كان للكادر التعليمي العراقي دور كبير في تنمية وتطوير العملية التعليمية في اليمن بعد ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962، حيث كان العراق من أوائل الدول الداعمه للنظام الجمهوري، وتم ابتعاث آلاف المعلمين والأكاديميين إلى مدارس وجامعات اليمن.
الأستاذ الفاضل والأخ العزيز الدكتور كريم فرمان، من العراق الشقيق، رجل قومي وأكاديمي قدير وعالم جليل، تتلمذ على يديه آلاف الطلاب العرب،في جامعة محمد الخامس في المملكة المغربية و عمل في قسم العلوم السياسية بكلية التجارة والاقتصاد بجامعة صنعاء، لعدة سنوات، أستاذا للنظم السياسية والعلاقات الدولية. 
وتشرفت بأنه أحد أساتذتي خلال دراستي العليا في الكلية (دبلوم السياسة الدولية) في بداية التسعينيات، جمعتنا بعد ذلك صداقة وأخوة امتدت حتى الآن.
غادر اليمن بعد انتهاء فترة عمله، ولكن ظل متابعا للشأن اليمني، محبا وعاشقا لليمن وأهله، حاملا في وجدانه حبا عميقا لكل من عرفه.
تنقل في عواصم عربية وأجنبية عديدة، وشغل مواقع متعددة. وحاليا، يعمل أستاذا للقانون والنظم السياسية في جامعة ألاخوين بمدينة افران المغربية، ، كما ينشط في عدد من المنظمات العربية والدولية، ومنها رئاسته لمجلس إمناء هيئة المرأة العربية لايمانه بدور المراة العربية في تنمية المجتمع وكذلك شغل منصب  رئيس برنامج التنمية العلمية والانسانية في جزر القمر التابع لجامعة الدول العربية ونال تكريم الرئيس القمري السابق احمد عبد الله سامبي بوسام نجمة جزر القمر عرفانا بخدماته الجليلة لهذا البلد العربي الواقع في اقصى المحيط الهندي.  . 
الأستاذ الدكتور كريم له الكثير من المؤلفات العلمية والتحليلات السياسية عن الشأن الدولي والعربي واليمني، ويشارك بفاعلية في عديد من الندوات والفعاليات والمؤتمرات. 
يشعر بالأسى والألم لما حل باليمن واليمنيين جراء الحرب المدمرة. فهو عايش الحرب العراقية الإيرانية وتجرع مآسيها، وعانى من آثارها. 
وبالفعل، للإنسان من اسمه نصيب؛ فهو كريم المنبت  والأخلاق، رجل أصيل ومن أسرة عريقة  ومن وجوه قبيلة الدليم العربية الاصيلة في غرب العراق والتي ارتبطت مدنها الفلوجة والرمادي بانطلاق شرارة المقاومة العراقية الباسلة ضد الاحتلال الامريكي. ، تربى على المباديء  الوطنية والقومية، وكان من ابرز قادة الحركة الطلابية العراقية في عقد السبعينات من القرن المنصرم كما تسلم مناصب وظيفية سامية في الحكم الوطني في عهد الزعيم الراحل الشهيد صدام حسين ويعد  من الكفاءات الكبيرة في تخصصه على المستوى العربي، لا يبخل بعلمه وعطائه على كل من لجأ إليه، يتدفق علما وخلقا وعطاء.
ورغم أن السنين والظروف باعدتنا وفرقتنا لكنه  ظل يبحث ويسأل عن أخبار اليمن وأصدقائه وأهله في اليمن، حتى تمكنا  من التواصل من جديد،  وكأننا لم نفترق يوما من الدهر . وبقي هو  ذلك الأستاذ القدير والصديق الوفي، والعربي القومي الأصيل، والإنسان المفعم بالنشاط والحيوية والمحبة. 
وظل بالنسبة لي الأخ العزيز والأستاذ القدير الذي مازلت أتعلم وأنهل من علمه وخبرته
وكفاءاته
تمنياتي له بدوام الصحة والعافية وطول العمر ومزيد من العطاء.