Image

تعز مدينة منتهكة ينهش جسدها الحوثي وحزب الإصلاح

كثيرا ما يطرح سؤال: من جعل حزب الإصلاح وصيا على مدينة تعز؟ وما هي الإنجازات التي حققها لأبنائها حتى ينال شرف الوصاية؟
تعز التي دمرتها مليشيا الحوثي حينما اجتاحتها، جاء الإخوان بنفس عقلية المليشيا وواصل الدمار والخراب في المدينة التي أصبحت بفعل الفوضى الأمنية طاردة لأبنائها الذي خرجوا يوم تحرير المدينة من قبضة المليشيا الحوثية ينصّرون بالرصاص الحي وأطلقوا الألعاب النارية في سماء تعز ابتهاجا بعودة جزء من الأرض التي دنسها الحوثي بأقدامه القذرة.
سنوات مرت على التحرير ومازال الكثير من النازحين غير قادرين على العودة إلى مدينتهم و منازلهم التي غادروها.
 الحوثي كُسر بقوة السلاح، وها هو السلاح نفسه يوجه نحو تعز ممن ادعى أنه حررها. مسلحون في كل مكان ينشرون الخوف والرعب في ظل سلطة الإصلاح. كل شيء أصبح مباحا بعد أن  فرضت نفسها وصية على تعز تقرر مصيرها وكأنها الدولة. حاربت كل محافظ جاء يحمل مشروع التحرير والبناء والتنمية. 
اليوم، بعد طي صفحة هادي الذي مكنهم من تعز وبقرارات جمهورية، هل يبقى سطوة الإصلاح على المدينة كإقطاعية خاصة بهم وبحزبهم؟
وساطة محلية بشأن فتح الطرقات في محافظة تعز توقفت عن استكمال جهودها المبذولة لتخفيف معاناة المواطنين، بعيدا عن الأمم المتحدة واتفاق الهدنة. قيادات حزب الإصلاح رفضت الوساطة لفتح طريق مفرق شرعب المركزي، وعرقل فتح المنفذ كمرحلة أولية من أعطاها صلاحية الرفض والقبول نيابة عن أبناء تعز وكأنها الدولة 
قالوا إن المنفذ لا يلبي تطلعات أبناء تعز. فهل العشر ساعات التي يقطعونها للوصول إلى الحوبان تلبي تطلعاتهم يفترض الرفض أو القبول يأتي من جهة رسمية معنية وليس قرارا حزبيا. 
هنا نضع عدة تساؤلات: إذا كان الإصلاح حريصا على رفع المعاناة عن تعز لماذا  لا يوقف أعمال النهب والسلب والجبايات التي تفرضها نقاطهم العسكرية على المسافرين؟
وإذا كانوا حريصين على تعز أليس من الأحرى رفع مسلحيهم من شوارع المدينة وضبط البلطجية الذين ينتمون إليها ممن يعرفون بالمفصعين؟ ولماذا لا  يخلون منازل النازحين التي يحلتونها ويفرضون مبالغ مالية كبيرة مقابل تسليمها لأصحابها؟ ومن قيادات عسكرية قتل مواطن بمجرد مطالبته بمنزله؟
وعليه، إذا أريد تحرير تعز من مليشيا الحوثي يجب أولا تحريرها من مليشيا الإخوان. وهذا منوط بالقيادة الجديدة للدولة حتى لا تتحول المدينة المسالمة إلى بؤرة للإرهاب الإخواني الذي لا يختلف كثيرا عن الحوثي في أفكاره الهدامة ونشر الفوضى والقضاء على شيء اسمه دولة؛ فمتى انتهت وصاية الإصلاح عن تعز، يكون تحريرها من الحوثي سهل المنال.