Image

تمارس فيها عمليات توصف بالقذرة .. "سجن الصالح" شرق تعز .. "أبو غريب الحوثيين"

" سجن الصالح".. كلمة ترعب العديد من الأسر والأهالي القاطنين في مناطق سيطرت ميليشيات الحوثي الارهابية في محافظة تعز "جنوب غرب البلاد"، لماذا؟ 
 
ابو غريب الحوثيين 
يشكل "سجن الصالح" أحد أهم المعتقلات التي انشأتها الميليشيات عقب انقلابها وسيطرتها على العديد من المناطق بما فيها تعز خلال ما بين اواخر 2014 وعام 2015، لكنه ليس مجرد معتقل او سجن كما يطلقون عليه في تعز، فالروايات والأحاديث والقصص، تتحدث عما يجري فيه من عمليات تعذيب، وغسل أدمغة، وتدريب على الإرهاب، وصناعة المتفجرات والعبوات الناسفة  والمفخخات.
 تحدث العديد من المختطفين والمعتقلين الذين كانوا في " المعتقل"، عقب الافراج عنهم، عما تعرضوا له ويتعرض المختطفين والمعتقلين فيه من عذاب، بما فيها تلك التي مورست في معتقل "ابو غريب" في العراق، والتي تحدثت عنها وسائل الاعلام والتقارير الدولية حينها.
تحدثوا عما "تعرضوا له من سوء المعاملة وانعدام الرعاية الصحية، وعن وفاة العديد من المختطفين والمعتقلين والمخفين قسرا" داخل السجن "ابو غريب الحوثيين"، ما يجري في المعتقل يطال بشكل كبير من يؤمن بـ "الحرية" ويخالف "الفكر الحوثي"، إلى جانب العديد من المعارض او المتهمين على خلفية قضايا أخرى.
 
الحوبان مفتاح حرية تعز
تشكل منطقة الحوبان شرق مدينة تعز، المفتاح الرئيسي لحرية مدينة تعز وابنائها، ففيها تم قطع اهم شريان حياة للمدينة والمحافظة، والمتمثل بطريق الحوبان – المدينة، وفيها يقبع العديد من ابناء المحافظة في معتقل " سيئ السمعة والصيت"، وتقيد فيه حرياتهم، ويتم فيها طمس الفكر المنفتح على جميع الثقافات والديانات، ويستبل بفكر "طائفي ارهابي" عنوانه الموت ولا غيره.
 
من سكن إلى معتقل
عقب سيطرتها على تعز في مارس 2015، حولت ميليشيات الحوثي الارهابية، مدينة الصالح السكنية التي شكلت حلم المئات من شباب تعز، للحصول على شقة سكنية فيها يبداون من خلالها حياة مستقرة، لكن الحلم تحول إلى كابوس في عهد الحوثي، وبات العديد من الشباب معتقلون في شقق حلمهم.
"مدينة الصالح السكنية" في منطقة "مفرق ماوية" القريب من الحوبان، والتي تم بنائها ضمن مشاريع الرئيس اليمني السابق الشهيد علي عبدالله صالح، العام 2009، وهي مدينة سكنية مكونة من (860) وحدة سكنية موزعة على 83 مبنى.
قامت الميليشيات بعد وصولها تعز، بتحويل ثمانية من تلك المباني إلى معتقلات يمارس فيها شتى أنواع العذاب والاطهاد الجسدي والفكري والجنسي، وهو عناوين المشروع الحوثي ذات الطابع الايراني في اليمن.
الثمانية المباني يتكون الواحد منها من ٥ طوابق ومقسم إلى شقق، تحولت كل هذه المباني، حسب تقرير حقوقي لـ"رابطة أمهات المختطفين"، إلى مبانٍ مكتظة بالسجناء أغلبهم تم احتجازهم لأسباب سياسية، واخرين تم اختطافهم دون ذنب فقط للاشتباه، واخرين يتم نقلهم الى المعتقل من أجل الابتزاز المالي.
 
مبان مقترنة بالخوف 
تسعة وعشرون سجناً تديرها مليشيا الحوثي في محافظة تعز، إلا أن سجن "مدينة الصالح" هو الأبرز من بين تلك السجون، حيث اكتسب صيتاً مرعباً بسبب التعامل القاسي مع المعتقلين وكثرة السجناء المغيبين فيه.
  تفيد تقارير حقوقية يمنية، حول المختطفين والمعتقلين والسجناء داخل مباني الصالح السكنية في الحوبان، بان القابعين في تلك المباني، يتعرضون إلى شتى انواع العذاب وسوء المعاملة، وتنعدم عنهم الرعاية الصحية، والمياه النظيفة، والطعام الصحي، وان العشرات منهم يعانون امراضا ويحتاجون لرعاية صحية عاجلة، وان حياتهم مهددة بالموت.
فبين اكثر من 3000 ومعتقلا يقبعون داخل المباني الثمانية، توفي اكثر من 21 معتقل تحت التعذيب داخل تلك الشقق  "المعتقل السيء"، فيما يوجد 350 معتقلا بحاجة ماسة للرعاية الصحية العاجلة، وحياتهم بخطر حقيقي وقد يتوفون متأثرين بالأمراض التي اصيبوا فيها جراء التعذيب داخل المعتقل.
ومن اصل 930 معتقلا تم الافراج عنهم من المعتقل الحوثي في حوبان تعز حتى العام 2020، يتحدث احد المفرج عنهم، يدعى "فخر الدين (15) عاما" بأن ذكر اسم "مباني الصالح" بات يشكل حالة من الخوف والرعب، بسبب التعذيب الذي يتعرض له السجناء فيه، حيث يؤكد فخر الدين أنه تعرض للتعذيب والمعاملة السيئة طوال ثلاث سنوات ونصف ظل فيها في هذا السجن.
فخر الدين الذي تم اختطافه من قبل الحوثيين اثناء تواجده في جولة الحوبان شرق مدينة تعز بدون أي تهمة"، في منتصف العام 2017، وتم الإفراج عنه بعد ثلاث سنوات ونصف، يقول عن حياته في المعتقل:" كان يتم ضربي بشكل عنيف والتلفظ علي بأقبح العبارات"، فالتعذيب لا تقتصر فقط على الضرب والإهانة، بل يتم نقل السجين الذي يرفض الإقرار بالتهم الموجهة له، إلى ما تسمى "الضغّاطة"، وهي غرفة صغيرة مترXمتر، شديدة الحرارة ومظلمة طوال الوقت. 
 ويتابع" عشت اقسى الايام داخل المعتقل، خاصة بعد رفضي التهم الموجهة لي، تم نقلي إلى "الضغاطة"، لمدة ثلاث ايام لم انام خلالها سوى ساعتين أو ثلاث ساعات فقط، حتى اصيبت بالانهيار الجسدي والنفسي، ليتم نقلي إلى مرحلة تعذيب جديدة باستخدام الصعق الكهربائي والضرب المبرح والماء البارد، الفلفل الحار، فيما يستخدمون التهديد بالاغتصاب الجنسي، والممارسات القذرة، والتهديد باعتقال "نساء في عائلته"، ما يدفع السجين والمعتقل إلى الانهيار والاصابة بحالة نفسية واضطراب يظل يلازمه حتى بعد الافراج عنه، وهو ما تم ملاحظته على "فخر الدين" نفسه.
 
الابتزاز المالي والمادي
إلى جانب وسائل وأساليب التعذيب القذرة التي يتبعها عناصر الميليشيات مع المختطفين والمعتقلين في سجن الصالح، يتم فيها عمليات ابتزاز بحق العديد من المختطفين الذين يتم اصطيادهم بعد دراسة حالتهم المادية التي يعيشونها او اسرهم، من اجل الحصول على مبالغ او التنازل عن عقار او سيارة او الحصول على عائد مالي او حتى "القات" بشكل يومي.
يقول احد المفرج عنهم ممن تم ابتزازه يفضل عدم ذكر اسمه حتى لا يتم اختطافه وابتزازه مرة اخرى، "لم أعلم شيئا عن التهم التي بموجبها تم اختطافي وزجي في احدى شقق سجن الصالح، إلا بعد خمسة أشهر، حيث تم ابلاغي بالتواصل مع اسرتي لجلب مبلغ اثنين مليون، حتى يتم الافراج عني، وبالرغم من دفع المال، إلا أنهم لم يفرجوا عني إلاّ بعد مرور سنتين وثمانية أشهر".
عمليات الابتزاز المالي لا تقتصر على من يتم اختطافه لانه من اسرة ميسورة، بل تشمل حتى المختطفين والمعتقلين الاخرين، حيث يتم مساومتهم على دفع مبالغ مالية مقابل تخفيف مدة سجنهم او اطلاق سراحهم، او تحت تخفيف العذاب عنهم، ورغم ذلك لا يلتزمون حتى بعد دفع الأموال بما تعهدون به.
 
تفخيخ في تفخيخ
إلى جانب المباني الثمانية المعتقلات، حولت الميليشيات بقية المباني إلى سكن لقياداتها وعناصرها في تعز، وحولت الادوار السفلية من تلك المباني إلى ورش يتم فيها تدريب عناصرها على عملية صنع المتفجرات والعبوات الناسفة، وعمليات التفخيخ، كما تم تحويل العديد من الادوار لمخازن أسلحة تضم صواريخ باليستية وطائرات مسيرة.
إلى جانب تفخيخ عقول المختطفين والمعتقلين والمخفين قسرا بالافكار الحوثية عبر دورات طائفية يتم عقدها لهم، فضلا عن اجبار المعتقلين على قراءة وحفظ ملازم مؤسسة الجماعة الارهابية حسين الحوثي، يتم صناعة مفخخات الموت التي يزرعونها في مناطق المدنيين بمناطق عدة.
مؤخرا انفجرت مخازن أسلحة تابعة للميليشيات، في مدينة الصالح، حيث عمد الحوثيين إلى فرض حالة من السرية والتكتم عما جرى في مخازن الاسلحة حينها، خاصة فيما يتعلق بعدد القتلى والجرحى الذين سقطوا خلال الانفجارات.
ووفقا لمصادر محلية في الحوبان، فان يوم الثاني من مارس الماضين شهدت مباني ومعتقلات الصالح انفجارات ضخمة داخل احد مخازن الاسلحة الحوثية في المدينة، حيث استمرت الانفجارات اكثر من ساعة.
واظهرت مقاطع فيديو تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي للانفجار، تطاير مقذوفات وتصاعد اعمدة نارية ودخانية في سماء المنطقة، فيما لم يتم الكشف عن اسباب الانفجارات او حجم الاضرار، وعدد الضحايا التي خلفتها.
 
معتقلات متعددة
تفيد التقارير بان الميليشيات حولت خمسة من المباني لتلك العمليات الحربية، وهي تضم ايضا سجنا خاصا بالعسكريين والقيادات الحوثية التي تختلف مع قيادات حوثية اخرى في اطار الجماعة، ويشرف عليها القيادي الحوثي المدعو عبد اللطيف المهدي، يلقب بـ"أبو نصر الشعث".
كما تضم المباني الخمسة سجن تابع لعناصر الامن الوقائي "الاستخبارات" الحوثية، ويشرف عليه القيادي الحوثي المكنى "أبو عبدالله الرضي" من محافظة حجة، وابو حسن جعمان من محافظة صعدة في ما يخص الجانب العسكري للمليشيا وقد قا المذكور بقتل اثنين من ابناء مديرية صالة و اخفى جثت احدهم في الصالح والاخر بالمخبز الآلي بجولة القصر كما تعاون على الاستيلاء على 4000 الف قصبة من اراضي الوقف وبيعها على انها حر مستخدم سطوتة و تهديد المعارضين بالاعتقال في سجن الصالح فيرضخون لمطالبة ويتسترون على جرائمه لان المعتقلين داخل تلك السجون يعاملون بطريقة وحشية أكثر من غيرهم وفقا للمصادر وقد شهد هذا المعتقل قتل عدد من المواطنيين من ابناء تعز يتم التخلص منهم في مستشفى الثورة باب.
 
السجن العار
إلى جانب تلك الورش والمخازن والسجون الخاصة، تضم مباني الصالح سجن خاصة بالمعتقلين والمختطفين من ابناء المناطق المحررة، واخري لعقاب عناصرهم المخالفة للأوامر او التي تفر من الجبهات.
ولكن، وما يستدعى التوقف عنده كثيرا، وجود سجن خاص بالنساء المختطفين والمعتقلين من ناشطات ومثقفات ممن يعارضن الفكر الحوثي، واخريات رفضن الزواج من قيادات وعناصر حوثية، فتم اختطافهن ونقلهن إلى ذلك السجن.
ووفقا لتقارير حقوقية فإن 140 سجينة ومعتقلة يتم اضطهادهن في سجن الصالح شرق تعز، من قبل الميليشيات، ويمارس ضدهن شتى انواع من العذاب، بما فيها الممارسات الجنسية من اغتصاب والاجبار على ممارسة الدعارة لاصطياد شخصيات اجتماعية وقيادات سياسية وعسكرية، كي تم اتخاذها وسائل ضغط وتهديد على من يصطاد من قبل تلك السجينات التي تشرف على عملهن قيادة فيما يعرف بالزينبيات تسمى "ام كرار".
معتقل النساء في مدينة الصالح، يحاط بسرية كبيرة ومحاط بسياج وينتشر حوله العديد من العناصر المسلحة الحوثية المنتمية معظمها من صعدة، لما يشكله من اهمية في عملية اصطياد لمن يراد ابتزازه واضطهاده واستمالته للجماعة.
كما ان سجن النساء يتم فيه ممارسات متعددة، تتعلق بالشرف والكرامة، وتعد الجرائم المرتكبة فيه جرائم عار وعيب اسود تمارسه الميليشيات بحق المختطفات والسجينات.
منظمات دولية ومحلية عدة اعتبرت سجن "مدينة الصالح" بتعز، واحداً من اسواء وأخطر معتقلات وسجون الميلشيات الحوثية، لما يمارس فيه من انتهاكات ضد الانسانية لا يمكن وصفها الا بالبشعة والقذرة، واكثر قذارة من تلك التي كشف عنها في "ابو غريب العراق" ضد العراقيين من قبل الجنود الامريكيين.