Image
  • Image
  • 12:25 2022/06/01

جبايات الحوثي تخنق التجار في صنعاء

المأساة الإنسانية في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، الموالية لإيران، لا تتوقف، لتتحول كل يوم إلى مأساة مفتوحة، دون مبالاه بما يعانيه المواطن من أوضاع اقتصادية وإنسانية صعبة.
المواطن في مناطق سيطرة المليشيا خبر كل أنواع الموت والقتل والنهب والسلب من قبل المليشيا التي كل يوم تقتلهم بفرض جبايات وإتاوات جديدة في توحش عدواني تجاه الشعب.
مؤخرا، ضاعفت المليشيات الإتاوات والجبايات المفروضة على السكان والتجار بمناطق سيطرتها، وسنّت تشريعات غير دستورية رفعت بموجبها الرسوم الضريبية والجمركية و«الزكوية»؛ بهدف تغطية نفقات حربها العبثية من جانب، بالإضافة إلى تكوين ثروات مالية طائلة لقادتها ومشرفيها.
مصادر محلية في العاصمة صنعاء، الخاضعة لسيطرة المليشيا، قالت إن المليشيا شنت حملة جديدة ضد ملاك البسطات والباعة الجائلين في شارع هائل، الممتد من بداية تقاطع هائل مع شارع الزبيري حتى جولة شارع عشرين، بالإضافة إلى جولة عشرين حتى تقاطع الرقاص مع هائل، ضمن عملياتها المنظمة والممنهجة في التضييق عليهم والقيام بإزالة بسطاتهم ومصادر رزقهم؛ وذلك بهدف ابتزازهم وإجبارهم على دفع مبالغ مالية كبيرة مقابل السماح لهم بالعودة إلى ممارسة أعمالهم في وقت لاحق.
الحملة التي دشنتها المليشيات، يوم السبت الفائت، عبر موظفي مكتب الأشغال “البلدية“ بمديرية معين ومسلحي الجماعة بشارع هائل، بعد أيام من حملة مماثلة بشارع جمال بمديرية التحرير، تشمل كافة شوارع وأسواق صنعاء خصوصا التجارية منها.
ونتيجة لتصاعد مسلسل النهب الحوثي للتجار في صنعاء، أغلقت بعض المحلات التجارية أبوابها في عدد من شوارع وأسواق العاصمة، قبل وصول حملات الميليشيات لها.
ولفتت المصادر إلى أن المكتب والمسلحين لم يعطوا البساطين والباعة الجائلين المهلة المناسبة لنقل بضائعهم ومعروضاتهم التي أتلفت وصادرت عددا كبيرا منها بالقوة، بذريعة الإسراع في تطبيق الإجراءات المزعومة والتي تهدف لإجبار ملاك البسطات والباعة الجائلين على تأجير أي مساحات لهم بـ(المتر) بشكل شهري بمبالغ باهظة.
ونقلت المصادر انطباعات ملاك البسطات والباعة الجائلين، الذين عبروا عن سخطهم واستيائهم البالغ نتيجة اتخاذ السلطات المحلية ومكتب الأشغال، بتوجيهات قيادة المليشيا في أمانة العاصمة، مثل هذه الإجراءات المجحفة بحقهم في ظل وضع اقتصادي ومعيشي صعب.
ولجأ الكثير من الموظفين في صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين إلى مهنة الأعمال الصغيرة عبر إنشاء بسطات تجارية صغيرة والبيع والشراء عبرها كمصدر وحيد للرزق لإعالة أسرهم، بعد أن عانوا الأمرين وتقطعت بهم السبل نتيجة مصادرة المليشيات لرواتبهم منذ نحو سبعة أعوام وفي ظل انعدام فرص العمل وعدم توفير البديل المناسب.
ويعاني ملاك البسطات والباعة في صنعاء، الخاضعة لسيطرة الحوثيين، من التضييق وتزايد الجبايات التي فرضتها الميليشيات عليهم في الآونة الأخيرة، ما دفع بعضهم إلى ترك العمل في هذه المهنة والبحث عن عمل آخر بعيداً عن الابتزاز المتواصل الذي يتعرضون له منذ ثماني سنوات. 
ومنذ سيطرة مليشيا الحوثي على صنعاء في 21 سبتمبر من عام 2014، عمدت المليشيات إلى فرض جبايات وإتاوات غير قانونية، طالت أصحاب المحال والشركات التجارية المختلفة، والبنوك الأهلية، وصولاً إلى البساطين والباعة المتجولين في الوقت الذي يعيش فيه غالبية السكان  تحت خط الفقر.
ويرى الخبراء أن مليشيا الحوثي تتبع، منذ بداية انقلابها، سياسة تطفيش ممنهجة للسيطرة على النشاط الاقتصادي وتمكين أذرعها التجارية والاقتصادية في صنعاء من خلال مواصلة تضييق الخناق على ما تبقى من التجار والمستثمرين وإحلال آخرين، مؤهلهم الوحيد هو انتماؤهم للسلالة الحوثية.