Image

الجفاف يهدد الثروة الحيوانية في اليمن

إنها المرة الثالثة التي ينقل فيها مفيد السالمي أغنامه إلى مناطق تبعد عن قريته بنحو 130 كم، بحثاً على المرعى والماء، في أقل من شهرين، وذلك بسبب حدة الجفاف الذي تعانيه منطقته.

ابن مديرية جحانة التابعة لمحافظة صنعاء اليمنية كان أمام خيارين؛ إما التنقل من منطقة إلى أخرى وإما الاستسلام ليرى أغنامه تموت جوعا.

يعيش السالمي حياة بدائية بين الكهوف الصخرية، التي يتخذ منها رعاة الأغنام ملجأ له ولأغنامه أيام الأمطار أو المكوث فيها حتى هطول الأمطار في مناطقهم، لكنه سعيد بأن كل ما يمتلك من ”الحيوانات“ (الأغنام) لا تزال حية ولم تمت جوعا.

يطلق على التنقل بالأغنام محلياً- وفق السالمي- بـ“التعزيب أو الترحال“، وتعني التنقل من منطقة إلى أخرى مع الأغنام في مواسم الجفاف.

والتقى ”إرم نيوز“ مفيد السالمي في صنعاء، عند محاولته بيع بعض أغنامه وشراء الأعلاف للأخرى، والذي قال: ”أتيت إلى أسواق صنعاء لأبيع بعض الأغنام، لكن الأسعار منخفضة جداً والجميع يريدون بيع ما لديهم من ماشية بسبب الجفاف وعجزهم عن شراء الأعلاف لها“.

وكان الشاب الريفي قد لفحت أشعة الشمس وجهة لدى تنقله بين الجبال والمراعي البعيدة، ومع ذلك، يصر أن ينقذ ما يمكن إنقاذه حتى هطول الأمطار في منطقته.

وأضاف: ”كانت لدينا ثلاثة غيول جميعها جفت والمزارع توقفت وأغلب أهالي القرية انتقلوا إلى مناطق أخرى للبحث عن عمل بالأجر اليومي، وأما الذين لديهم ماشية فانتقلوا بها إلى مناطق أخرى لا تزال فيها مراع جيدة“.

وليس التنقل بقطيع الأغنام وبعض الاحتياجات اليومية التي تنقل على ظهور الحمير بالأمر السهل، حيث يعترض أبناء تلك المناطق خاصة ممن يمتلكون ماشية من وجود آخرين يرعون في مراعيهم، ما يضطر الكثير لاختيار الأماكن البعيدة عن التجمعات السكانية.

ويعتمد سكان الكثير من المناطق الجبلية في اليمن على مهنتي الرعي والزراعة في حياتهم المعيشية.

وحسب إحصائيات وزارة الزراعة الخاضعة لسيطرة الحوثيين، أدت الحرب إلى تراجع المساحات الزراعية المزروعة بالأعلاف، ما أدى إلى تراجع إنتاج الأعلاف، بينما كانت مساحة زراع الأعلاف تتجاوز 150 ألف هكتار قبل الحرب في اليمن، ووصلت في العام 2018 إلى 131 ألف هكتار.

وفي أسواق المواشي في صنعاء، ترتفع أعداد العرض وسط تضاؤل قلة الطلب، وهو أمر اعتيادي يراه الطبيب البيطري صالح سعيد.

وقال لـ“ارم نيوز“: ”في مواسم الجفاف يضطر رعاة المواشي خاصة المناطق الجبلية لبيع الماشية بأقل من سعرها الحقيقي تفاديا لخسارتها وموتها، بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف وعدم وجود بدائل لإطعامها“.

وبين أن المواشي ”أغنام، أبقار، جمال“ انخفض سعرها بشكل كبير، حيث يقابل انخفاض الأسعار إحجام الكثير من الجزارين ومربي المواشي على الشراء لقلة الطلب على اللحوم، ما يشكل ضربة موجعه لقطاع المواشي في اليمن.

وفي اتجاه، مواز، صلى الآلاف من اليمنين صلاة الاستسقاء، بعد عامين من القحط الذي ضرب أغلب المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، وسبب خسائر كبيرة للمزارعين وهلاك الآلاف من المواشي بسبب قلة المراعي وجفاف مصادر المياه.