البيئة السياسية القابلة بالتعدد والتنوع

04:35 2022/06/16

من حق كل مواطن يمني أن يُعبر عن كل آرائه الفكرية والسياسية الإيجابية، ومن حقه أن يرسم صورة إيجابية عن من يرتبط بهم، سياسياً أو اجتماعياً أو فكرياً، بحسب وجهة نظره ومن الزاوية التي ينظر من خلالها إلى الأحداث والمتغيرات. ومن حق كل باحث عن الحقيقة وعن الموضوعية وعن المصداقية، أن يُحلِّق في سماء المعرفة والبحث، وينظر إلى كل الأحداث والمتغيرات من كل الزوايا، متحرراً من التعصبات المذهبية والطائفية والمناطقية والعنصرية، ومتحرراً من ضغوط المصالح الوقتية والمنافع الآنية، ومن حقه أن يشرح أفكاره ويوضحها بشكل إيجابي ومنطقي وعقلاني وسلمي، بعيداً عن سياسة الترهيب والعنف والإكراه. 
 
وبالنسبه لي فإنني وجدت الإعتدال والوسطية والمدنية والسلمية والحضارية والتقدمية، في المنهجية السياسية والفكرية لحزب المؤتمر، ووجدت فيها الخير كل الخير لكل أبناء اليمن، والسلام كل السلام لكل أبناء اليمن، والمستقبل الأفضل لكل أبناء اليمن، ووجدت فيها النظرة المتوازنة لكل جوانب الحياة، ووجدت فيها التحرر من كل التعصبات البغيضة، مذهبيةً كانت أو طائفية أو عنصرية أو مناطقية. ووجدت فيها القبول بالآخر واحترام الآخر، والقبول بالتعدد والتنوع، ووجدت فيها الطريق نحو الشورى والديمقراطية والعدالة والمساواة، والطريق الآمن نحو التداول السلمي للسلطة، ووجدت فيها المشروع القابل للبناء والتقدم والنهضة والتنمية الشاملة.
ومن الطبيعي أن تكون هناك بعض السلبيات التي رافقت مسيرة حزب المؤتمر، لكن تظل الإيجابيات خلال تلك الفترة هي السائدة. والواقع خير شاهد. وتظل تجربة حزب المؤتمر هي الرائدة وهي المتميزة في المشهد السياسي اليمني.
وهكذا منهجية سياسية وفكرية، وجدت أنها تنسجم تمام الانسجام مع منهجي الفكري والسياسي، وتتفق تمام الاتفاق مع تنشئتي الدينية والثقافية والاجتماعية المتوازنة والمعتدلة، التي تحترم الجميع وتحب الخير للجميع وتنظر الى الجميع بنظرة واحدة متساوية، وترفض كل الرفض صور التمييز العنصري والسلالي والعرقي، وترى في أن حقوق وحريات الإنسان من الأمور المقدسة، وفقاً لكل الشرائع السماوية، والتشريعات الأرضية. 
ومن أجل ذلك كله، كان وما يزال  وسيظل المنهج السياسي والفكري لحزب المؤتمر هو المنهج الذي تطابق تمام التطابق مع توجهاتي الفكرية والسياسية والوطنية. فالقضية بالنسبة لي قضية قناعات وثوابت، وليست قضية مصالح أو منافع متبدلة ومتغيرة. لذلك، سأظل وفياً لتلك القناعات التي أؤمن بها ، والتي نشأت عليها، مع احترامي لأفكار الآخرين وتوجهاتهم وقناعاتهم ، فالاختلاف والتعدد والتنوع، سُنة من سنن الله تعالى في هذا الكون، ولن تجد لسنة الله تحويلاً، ولن تجد لها تبديلاً، ولن تستطيع أي قوة بشرية في هذا العالم، مهما كانت تمتلك من قوة، أن تقف أمام سنن الله تعالى، وأن تجبل البشر على فكر واحد، ومنهج واحد ، ورأي واحد.
 
لذلك، علينا أن نقبل بالتعدد والتنوع، وأن نقبل ببعض ، ونحترم بعضا ونتعايش مع بعض، رغم اختلافاتنا الدينية أو الحضارية ورغم تعدد توجهاتنا السياسية والفكرية، وأن نجعل من هذا التعدد والتنوع والاختلاف ميداناً للتنافس الإيجابي وللإثراء الثقافي والفكري والحضاري، وطريقاً نحو بناء بيئة سياسية حضارية قابلة بالتعدد والتنوع. 
وتظل الحزبية بالنسبة لي وسيلة وليست غاية، وسيلة للتنافس الإيجابي في خدمة الوطن. وأنا أكتب وأعبر عن رأيي لست منتظر من أحد جزاء ولا شكورا، فقط مسألة قناعات ومبادئ وإيصال رسالة خير للجميع.