Image

على وقع فشل جهود فتح طرق تعز..حراك دبلوماسي في أوروبا لتعزيز التهدئة في اليمن

 

تشهد عدد من العواصم الأوروبية، خلال الأيام القليلة الماضية، حراكا دبلوماسيا كبيرا، بشأن تعزيز التهدئة والانتقال نحو إحلال سلام دائم في اليمن، رغم رفض مليشيات الحوثي الارهابية التقيد بأحد بنود الهدنة الأممية التي تم تمديدها في البلاد، والمتعلق بفتح الطرق والمعابر.

وذكرت مصادر دبلوماسية يمنية إن العاصمة السويدية ستوكهولم تشهد حضورا للمبعوث الأممي لليمن هانس غروندبيرغ، والمبعوث الأمريكي تيم ليندركينج، في إطار المنتدى اليمن الدولي، الذي يبحث عن تعزيز الهدنة والدفع بعملية السلام في اليمن، فضلا عن الحديث عن مجالات الدعم الاقتصادي والإغاثي المصاحب لأي عملية سلام.

وافادت المصادر بأن الحراك الجاري في ستوكهولم سبقه مباحثات سعودية – حوثية مباشرة في أمستردام بهولندا، لبحث تعزيز أمن الحدود، يتبعه مباحثات أمريكية – حوثية في العاصمة العمانية مسقط.

وقال بيان صادر عن مكتب المتحدث الرسمي باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس، نشر أمس الجمعة على موقع الوزارة الرسمي، إن مبعوثها الخاص لليمن ليندركينغ، سيشارك في المنتدى الدولي المنعقد في العاصمة السويدية ستوكهولم، حول تحديات وفرص السلام في اليمن، وسيلتقي المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، ومسؤولين أوروبيين وعاملين في المنظمات الأممية، لبحث سبل دعم جهود السلام، وتقديم المساعدات الإغاثية لليمنيين.

وعبر البيان عن دعم الولايات المتحدة لمساحات اللقاء البناءة التي تجمع بين اليمنيين للتشاور حول فرص تحقيق السلام. وإيجاد معالجات وحل دائم وإيقاف الحرب في اليمن.

وذكر البيان أن المبعوث الأمريكي سيسافر بعد ذلك إلى مسقط، لبحث الجهود الحالية مع مسؤولين عُمانيين ووفد الحوثي المفاوض بشأن تنفيذ وتعزيز الهدنة الجارية، مشيرا إلى إن ليندركينغ "سيسلط الضوء خلال لقاءاته في عُمان، على الحاجة إلى وقف دائم لإطلاق النار، وعملية سلام دائمة وشاملة تنهي الحرب بشكل دائم في اليمن".

ورغم الاهتمام الدولي والأممي باستمرار الهدنة في اليمن، إلا أن أحد أطرافها، المتمثل بمليشيات الحوثي، لم يتجاوب مع أي من بنودها ولم يلتزم باي اتفاق منذ انطلاقها في بداية أبريل الماضي؛ حيث رفض، خلال جولتين من المشاورات في الأردن برعاية اممية مطلع الشهر الجاري، مقترحا قدمه المبعوث الأممي الخاص لليمن حول فتح طرق في تعز ومحافظات يمنية أخرى.

بدوره، أغفل المبعوث هانس غروندبرغ،  في كلمة له أمام المنتدى اليمني في السويد، قضية فتح الطرق في تعز ومحافظات أخرى لتخفيف معاناة اليمنيين جراء إغلاق الحوثيين لها منذ ثماني سنوات، وحاول التنصل عن مقترحه بدعوة القادة اليمنيين إلى تقديم التنازلات للوصول إلى عملية سياسية شاملة.

وأضاف، خلال افتتاح منتدى اليمن الدولي في العاصمة السويدية ستوكهولم، الذي ينظمه مركز صنعاء للدراسات بالاشتراك مع أكاديمية فولك برنادوت باربرو سفيدبرج: "على قادة اليمن أن يقرروا منح السلام فرصة وتقديم تنازلات والحل في اليمن يلزم عملية سياسية شاملة".

ووصف في كلمته الهدنة الدائرة في البلاد بالهشة، "لكنها قائمة وعلينا أن نحميها"، مشيرا إلى أن على قادة اليمن يقرروا منح السلام فرصة وتقديم تنازلات والحل في اليمن يلزم عملية سياسية شاملة.

ويرى مراقبون للشأن اليمني أن المليشيات الحوثية نجحت في تجزئة ملفات التفاوض التي ترعها الامم المتحدة وتحظى بدعم دولي واقليمي كبير، دون الالتزام بأي منها، مشيرين إلى أن الامم المتحدث، من خلال مبعوثيها إلى اليمن، تواصل ارتكاب نفس الأخطاء المتعمدة مع الحوثيين، ولم تقم بإصدار أي بيانات تشير إلى العراقيل التي يضعها الحوثيون أمام أي جهود سلام تبذل.

ومن خلال استمرار مسرحيات "الإحاطة" أمام مجلس الأمن، تستمر فشل جهود الأمم المتحدة في اليمن عبر مبعوثيها، بمن فيهم هانس غروندبرغ، الذي باتت نسبة بقائه كمبعوث في اليمن ضئيلة بعد فشله في إقناع المليشيات تنفيذ "بند واحد" من بنود هدنة وصفها بالهشة، فكيف سينجح في إقناعهم بالقبول بسلام دائم يقوم على تخليهم عن انقلابهم وإعادة مؤسسات الدولة وممتلكاتها المنهوبة، بما في ذلك السلاح؟!

ووفقا للمبعوث الأممي، فإن ما حققه من توافق اليمنيين على هدنة لم تلتزم بها المليشيات منذ ساعتها الأولى، يعد نجاحا غير مسبوق. إلا أن الواقع يشير إلى أن تكلفة الهدنة كانت كبيرة على المواطن اليمني، سواء في مناطق الحوثيين من خلال رفع أسعار المشتقات النفطية التي دخلت ميناء الحديدة، أو بعدم صرف مرتبات الموظفين من عائدات النفط، أو من خلال استمرار إغلاق الطرق والمعابر، فضلا عن استخدام مطار صنعاء لأغراض عسكرية.

ومن يتابع جهود المبعوث الجديد أو الجهود الدولية في هذا الإطار لا يلحظ أي جديد سوى وقف الغارات على الحوثيين، ومنحهم فرصة لإعادة تعزيز صفوفهم في الجبهات، ونقل الأسلحة والتزود بأسلحة جديدة عبر ميناء الحديدة، وخبراء أجانب عبر مطار صنعاء، فضلا عن منحهم مكاسب اقتصادية من خلال استمرارهم بالاستحواذ على عائدات النفط القادم عبر ميناء الحديدة.

ووفقا للمراقبين، فإن فشل المبعوث والجهود الدولية الإعلامية بشأن سلام في اليمن في اختراق جدار الحوثيين بشأن طرق تعز، يعد أمرا مخجلا، خاصة وأن الفشل لا يصاحبه أي بيان إدانة لخروقات وتجاوزات الحوثيين للهدنة من بدايتها، لتستكمل المسرحية الدولية بمهرجان إعلامي لما يسمى منتدى السويد حول اليمن.