Image
  • Image
  • 06:51 2022/09/09

تربة تعز.. المدينة المنسية من مشاريع السلطة المحلية

خالد علاية

التربة مدينة منسية في الماضي والحاضر، ضلت المشاريع طريقها إليها، باستثناء وعود محافظ تعز السابق شوقي هائل الذي دشن فيها مهرجان الفضول ووضعها ضمن خطة مشاريع السلطة المحلية. وحينما هبت رياح الفوضى في 11 فبراير، وقف حالها ولم ينفذ فيها أي مشروع خدمي أو تنموي، بعد أن تولى قيادة مديرية الشمايتين  مسؤولون يضعون المصلحة الحزبية والشخصية فوق أي مصالح عامة.

يقول عبد الحافظ المنصوب، أحد مواطني التربة: حينما شن الحوثي حربه المدمرة تحولت التربة القرية الكبيرة إلى ملاذ آمن للنازحين، قدم إليها عشرات الآلاف من الأسر الفارة من الحرب وملاحقات الحوثي، فضاقت الأرض بالنازحين الذين أصبحوا لا يجدون مساكن يستأجرونها، مما انعكس على المدينة التي شهدت توسعا كبيرا وارتفاعا في الإيجارات، إلا أن التوسع لم يصحبه مشاريع خدمية من ماء ومجار وطرقات أو حتى تخطيط عمراني.

ويقول عدد من أبناء التربة إن المجلس المحلي يرى في مدينتهم مصدرا من مصادر جمع الإيرادات، التي يورد جزء منها والباقي يذهب إلى جيوب الفاسدين والنافذين، كإيرادات الضرائب على القات والتحسين وإتاوات على الفرزات الخاصة بنقل الركاب وبسطات بيع الخضار، إضافة إلى ما يتحصلون عليه من محطة الكهرباء الخاصة والتي سلموا شبكتها لأحد المستثمرين، مقابل مبالغ يتسلمونها، وهو ما أدى إلى رفع قيمة الكيلووات إلى أكثر من 900 ريال.

وعلى الرغم من إيرادات تعز الكبيرة، إلا أن المدينة لم ينفذ فيها مشروع خدمي يذكر، بل أسهم المجلس المحلي في توجيه المساعدات التي تقدمها المنظمات في تبني مشاريع إلى عزل أخرى، على الرغم من حاجة المدينة إلى رصف طرقات وحفر آبار وشبكة صرف صحي يتناسب مع التوسع الذي تشهده.

أهم مشروع قام به المجلس المحلي هو رفع أصحاب البسطات من على سور مقبرة الطيار، لكنه لم يستمر سوى أشهر فعاد الازدحام مرة أخرى، وخرج فاسدو المجلس المحلي مستفيدين من بيع مربعات لمستأجرين جدد بطريقة غير رسمية وفرض إيجارات عالية على بائعي الخضار.

مدينة التربة في موسم الأمطار تتحول شوارعها إلى مكبات للقمامة، إضافة إلى تغطية الطين شوارعها، ويظل الحال إلى أن ينتهي موسم الأمطار ويقوم أصحاب المحلات برفع ما خلفته وجرفته الأمطار دون أي تدخل من صندوق التحسين الذي يفرض رسوم نظافة ولا يقوم بدوره. ووصل الأمر إلى سحب ناقلات القمامة واستثمارها في مناطق أخرى فى نقل مواد البناء والأسماك وتحويلها من ملكية عامة إلى شبه خاصة تدخل على الفاسدين أموالا ومصدرا من مصادر التكسب غير المشروع. 

يحدث الكثير في التربة دون أن يرى المواطن تدخل السلطة المحلية بقيادة المحافظ نبيل شمسان في وقف العبث لدرجة أن أي أوامر تصدر منه ترفض تنفيذها سلطة الأمر الواقع المحسوبة على الإصلاح.