Image

بينها التجنيد الإجباري.. انتهاكات عصابة الحوثي بحق المهمشين جرائم ضد الإنسانية

 سببت الحرب التي شنتها عصابة الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، منذ العام 2015، معاناة كبيرة لمختلف فئات وشرائح المجتمع اليمني.
 
وخلفت حرب العصابة الحوثية على الشعب اليمني انتهاكات كبيرة ومآس جمة خلال الـ٨ سنوات الماضية من عمر هذه الحرب اللعينة التي راح فيها آلاف الضحايا بين قتيل وجريح ومعتقل ومخفي قسرا، ناهيك عن مآس أخرى مثل الدمار الذي حل بالمدن والمنازل والممتلكات العامة والخاصة، والنزوح وغيرها من المآسي. 
 
وتعد شريحة المهمشين، الذين يطلق عليهم بالعامية "الأخدام"، من أكثر فئات المجتمع اليمني التي طالتها انتهاكات وجرائم عصابة الحوثي وبقية الأطراف الأخرى في اليمن خلال السنوات الماضية.
 
ووثق تقرير حقوقي واقع حقوق الإنسان والانتهاكات المتعلقة بفئة (المهمشين في اليمن) خلال الفترة من مارس 2015 – أغسطس 2019.
 
وصدر التقرير عن الاتحاد الوطني لتنمية الفئات الأشد فقرا "المهمشين" الذي يعتبر الإطار القانوني الجامع الذي أخذ على عاتقه الدفاع عن حقوق فئة المهمشين منذ تأسيسه في 2007. وانطلاقا من هذه المسؤولية عمل جاهدا رغم شحة الإمكانات على رصد وتوثيق جزء بسيط من الجرائم والانتهاكات التي يتعرض لها المهمشون (الأخدام السود) في اليمن مند شهر مارس 2015م وحتى أغسطس 2019، وهي الفترة التي يستعرضها هذا التقرير.
 
ويوضح التقرير الانتهاكات والخروقات التي ارتكبتها كافة الأطراف اليمنية في اليمن منذ بدء الحرب، وعلى رأسها عصابة الحوثي التي أخذت النصيب الأكبر من الانتهاكات والجرائم بحق هذه الشريحة المجتمعية. 
 
وبحسب التقرير، فقد شملت تلك الانتهاكات الحقوقية عمليات القتل والإصابة لعدد من أفراد الفئة بينهم أطفال ونساء وشيوخ، والاختطافات والتهجير القسري، والهدم للمساكن والحرمان من المساعدات الإنسانية والممارسات العنصرية وتجنيد الأطفال، بالإضافة إلى الانتهاكات المتعلقة بالنوع الاجتماعي وأبرزها الاستغلال الجسمي والاغتصاب. كما تعرض بعض أفراد الفئة للمعاملات اللا إنسانية والمهينة والتنكيل من بعض الجماعات القبلية والبلطجية المدعومة، سواء من الحكومة  الشرعية أو عصابة الحوثي.
 
وقال الاتحاد الوطني لتنمية الفئات الأشد فقرا إنه يهدف من خلال هذا التقرير إلى تسليط الضوء على معاناة هذه الفئة وحث الجهات والأطراف المتصارعة في اليمن على تجنيب المهمشين من الاستهداف، والعمل أيضا على حمايتهم من تلك الانتهاكات التي يتعرضون لها من أطراف الصراع. كما يهدف إلى تغيير بعض السياسات والإجراءات والمواقف التي تحرم فئة المهمشين السود من الحصول على حقوق المواطنة المتساوية وتؤثر سلبا على مستوى معيشتهم وأمنهم وكرامتهم.
 
ويغطي التقرير بعض الانتهاكات التي وثقها فريق رصد ميداني ذو باع طويل في آليات الرصد والتوثيق وإعداد التقارير بحسب المعايير الدولية للأمم المتحدة وبإشراف الجمعيات المنضوية تحت عضوية الاتحاد في كافة محافظات الجمهورية اليمنية.
 
وبحسب الاتحاد، فإن المعلومات الواردة في التقرير لا تشمل كافة الانتهاكات التي طالت تلك الفئة، ولكن فقط المعلومات التي تحقق منها فريق الرصد.
 
ووثق التقرير المعنون بـ(منسيون في حرب اليمن) 65241 واقعة انتهاك بحق الفئات الأكثر ضعفا "المهمشين" بين استهداف الحق في الحياة والحق في الحرية والتهجير والاعتداء الجسمي والفصل التعسفي والممارسات العنصرية والحرمان من المساعدات الإنسانية، بالإضافة إلى قضايا التعذيب وتجنيد الأطفال والزج بهم في الجبهات.
 
وتصدرت عصابة الحوثي قائمة أبرز المنتهكين لحقوق المهمشين في اليمن بواقع 45678 انتهاكا، موزعة بين استهداف المساكن والممتلكات والاعتقالات والتعذيب والتهجير وتجنيد الأطفال والحرمان من المساعدات الإنسانية. وجاء بعدها قوات التحالف العربي بواقع 15000 انتهاك، والقوات المرتبطة بالحكومة اليمنية بـ9500 واقعة انتهاك، والقوات التابعة للمجلس الانتقالي بـ5648، وتنظيم القاعدة بـ56 واقعة انتهاك، وبقية الأطراف بـ1457 واقعة انتهاك.
 
وحولت عصابة الحوثي منذ اجتياحها العاصمة صنعاء، في عام ٢٠١٤ وبقية المحافظات، الأحياء والتجمعات السكانية إلى معسكرات لها وتعريضها إلى الاستهداف المباشر من قبل تحالف دعم الشرعية. ونتيجة لذلك، سقط العشرات من المهمشين في عدد من المحافظات جراء أخطاء طيران التحالف في قصف أهداف عسكرية تقع مخيمات المهمشين بالقرب منها في كل من محافظات تعز وعدن وحجة وغيرها من المحافظات.
 
ومن أبرز الانتهاكات التي ارتكبتها عصابة الحوثي بحق فئة المهمشين في اليمن، إلى جانب جرائم القتل والإبادة والاعتقال وغيرها، قيامها بعملية التجنيد في صفوف هذه الفئة، خصوصا الأطفال وصغار السن والزج بهم في مختلف جبهات عصابة الحوثي، خصوصا في محافظات مأرب وتعز وحجة، وفق تقارير حقوقية. 
 
حيث أشارت هذه التقارير إلى أن المئات من الأطفال المهمشين لقوا مصرعهم خلال حملة عصابة الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران لاجتياح محافظة مأرب شمال شرق اليمن خلال العامين الماضيين، والتي سقط خلالها الآلاف من مقاتلي عصابة الحوثي بين قتيل وجريح وأسير .
 
وارتكبت العصابة الحوثية، بتوجيهات من زعيمها عبد الملك الحوثي، جريمة حشد وتجنيد الأطفال من فئة المهمشين من عدة محافظات بينها محافظة تعز، تحت مسمى قوات "أحفاد بلال بن رباح".
 
واعتبرت التقارير جرائم وانتهاكات عصابة الحوثي وغيرها من الأطراف الأخرى من جرائم حقوق الإنسان، كونها اشتملت على وقائع التعذيب والقتل العشوائي خارج القانون والتهجير والاستبعاد القسري والاختطافات والاعتقال التعسفي والتحريض على الكراهية والعنف وإبادة الجماعية، وغيرها من الأفعال التي تعد من الجرائم الجسيمة في القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الوطني المحلي.