Image

تهدد حاضر ومستقبل اليمنيين: ألغام عصابة الحوثي.. إرهاب مدفون تحت الأرض

 مارست عصابة الحوثي الإرهابية، المدعومة من إيران، جرائم كثيرة  بحق أبناء الشعب اليمني منذ تأسيسها وتمردها على الدولة اليمنية. 
 
ولم تُبقِ هذه العصابة أي نوع من أنواع الجرائم الجسيمة إلا وارتكبتها ضد أبناء اليمن، من القتل إلى الاعتقال إلى الاختطاف والإخفاء القسري والتعذيب المميت والاغتصاب، وصولاً إلى زراعة الألغام الأرضية والتي تسببت في سقوط آلاف الضحايا من المدنيين الأبرياء، خصوصا الأطفال والنساء وكبار السن في مختلف المحافظات اليمنية. 
 
ومنذ انقلابها على الدولة وسيطرتها على مؤسساتها في عام 2014، أعادت عصابة الحوثي الإرهابية، المدعومة من إيران، اليمن إلى تصدر دول العالم الموبوءة بالألغام، بعد أن كانت قد قطعت شوطا كبيرا في مكافحتها وانتزاعها من الأراضي اليمنية. 
 
على الرغم من أن اليمن عانت من ظاهرة انتشار الألغام في فترات مختلفة من تاريخها المعاصر، وبالتحديد بعد قيام الثورة اليمنية المجيدة 26 سبتمبر عام 1962 و14 أكتوبر عام 1963، إلا أن ما فعلته عصابة الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، لم يسبق له مثيل في تاريخ اليمن، بحسب الجهات الحكومية والدولية العاملة في نزع الألغام في اليمن. 
 
وذكر الباحثون المختصون في هذا الشأن أن اليمن عانى من ظاهرة زراعة الألغام منذ تفجر الصراعات السياسية والعسكرية في ستينيات القرن الماضي، مرورا بحروب المناطق الوسطى وأحداث حرب الانفصال في صيف 1994 وما بعدها.
 
وتشير تقارير حكومية إلى أن اليمن عمل بشكل كبير لمكافحة ظاهرة إنتشار الألغام منذ تسعينيات القرن الماضي، وذلك كان خلال توقيعه على الاتفاقيات والمعاهدات الدولية بهذا الخصوص. 
 
 وأشار تقرير صادر عن المركز الوطني اليمني لمكافحة الألغام إلى أنّ اليمن بموجب توقيعه على معاهدة أوتاوا لنزع الألغام، التي تنص على تحريم زرع وصنع واستيراد الألغام، دمر مخزونه من الألغام بحلول 2007، وبهذا كان اليمن قريبا من إعلانه خاليا من الألغام، إلا أنّه نتيجة لتمرد عصابة الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، سيطرتها على بعض المديريات في محافظة صعدة شمال اليمن منذ عام 2014، وما بعدها، ودخولها في مواجهات مع الدولة حينها فيما يسمى "حروب صعدة" وقيامها في زراعة الألغام بخبرات إيرانية. 
 
وازداد حجم الأراضي اليمنية التي زرعتها عصابة الحوثي منذ الفوضى التي شهدتها اليمن مطلع عام 2011 وازدياد حدته في 2014 حينما اقتحم الحوثيون صنعاء. 
 
وبحسب تقارير صحفية، فإنه منذ ذلك الحين وحتى إعلان الهدنة في أبريل 2022 فقد زُرعت هذه العصابة نحو مليوني لغم في أكثر من 15 محافظة يمنية.
 
ولم تقتصر زراعة عصابة الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران للألغام في مناطق الاشتباك في أكثر من محافظة، بل تم زراعتها في مختلف الأماكن بما فيها الطرقات الرئيسية والفرعية ومزارع المواطنين ومنازلهم، بالإضافة إلى المدارس والمساجد وغيرها من المناطق. وتجاوزت عصابة الحوثي زراعة الألغام في البر لتقوم بزراعتها في البحر، وذلك لاستهداف سفن التجارة العالمية بمختلف أشكالها وأنواعها.
 
في عام ٢٠١٨، وبعد تحرير أجزاء واسعة من الأراضي اليمنية، بدأت الحكومة والتحالف العربي في انتزاع الألغام التي زرعتها عصابة الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، وذلك من خلال تأسيس المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن "مسام" بدعم من مركز الملك سلمان الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية. حيث أسهم هذا البرنامج، بالإضافة إلى البرنامج الوطني لمكافحة الألغام التابع للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، بشكل كبير، في انتزاع مئات الآلاف من الألغام في اليمن. 
 
وفي هذا السياق، أعلن المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن  «مسام»، في تقرير حديث له، أنه تمكن من انتزاع 360.573 من الألغام والعبوات الناسفة والقذائف المتنوعة في الأراضي اليمني.
وقال التقرير الذي نشر مطلع شهر أكتوبر الجاري إن المشروع يهدف إلى تطهير الأراضي اليمنية من خطر الألغام، من خلال التـركيز على التصدي للتهديدات المباشرة لحياة الأبرياء جراء التعرض للأخطار الناجمة عن انتشار تلك الألغام، إضافة إلى ما يقدمه من أعمال تستهدف بناء القدرات اليمنية في مجال نزع الألغام.
 
وأضاف أن ألغام عصابة الحوثي حصدت أرواح آلاف اليمنيين، وتسببت في إصابة عشرات الآلاف بإصابات خطيرة وبتر للأعضاء.
 
إلى ذلك، كشف مكتب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن في الرابع من أبريل الماضي عن أن 1800 مدني لقوا حتفهم أو أصيبوا من بينهم 689 امرأة وطفلا بسبب ألغام‬ وذخائر لم تنفجر في عدد من محافظات اليمن خلال أربع سنوات.
 
وتؤكد تقارير منظمات دولية ومحلية أن اليمن شهد أكبر عملية زرع للألغام في الأرض منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
 
وكشف مدير عام مشروع “مسام” المهندس أسامة القصيبي أن عصابة الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران اتبعت نهجاً وحشياً بوضع المتفجرات والمفخخات في المدارس والمراكز الصحية وخزانات المياه، بكميات كبيرة وباحترافية بالغة.
 
وأضاف أن تطهير اليمن من الألغام يحتاج لسنوات بسبب كثافة الألغام وعدم توفر خرائط زراعتها، مشيرا إلى أن “الحوثيين لايزالون يزرعون آلاف الألغام في اليمن” حتى هذه اللحظة.
 
وأكد القصيبي أن تقديرات مشروع «مسام» تشير إلى أن عصابة الحوثي زرعت أكثـر من مليون لغم وعبوة ناسفة في المناطق التي احتلوها منذ عام ٢٠١٤ وتم تحريرها بواسطة القوات الحكومية والتحالف العربي. 
 
ورغم تحرير العديد من المحافظات اليمنية من قبضة عصابة الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، إلا أن ألغام عصابة الحوثي ماتزال تمثل خطرا حقيقيا يتربص باليمنيين، باعتبارها من أشد أنواع الجرائم الإرهابية التي تمارسها عصابة الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، بحق اليمنيين وتمثل إرهابا مدفون تحت الأرض يهدد حاضر ومستقبل اليمنيين.