قصة سجين أعدم واقفا

11:22 2022/12/29

أعدم قبل يومين، وقبل أن يعدموه طلب أن يرقص "يبترع" لمدة نصف ساعة بعد أن صور مقطع فيديو يقول فيه: نحن لا ننحني لأحد، لا ننحني إلا لله. وعند تنفيذ حكم الإعدام رفض أن يكون ممددا على الأرض، وطلب أن يطلقوا عليه الرصاص وهو واقف، وبالفعل هذا ما حدث.
 
الشاب صخر فيصل مرحب، من أبناء قرية المغاربة مديرية مناخة حراز، قضى إحدى عشرة سنة فائتة من حياته في السجن المركزي بصنعاء، عن جريمة قتل نتيجة خلاف على قضية بسيطة، فترة الحبس قضاها في العمل بداخل السجن، فتح لنفسه بوفية وبدأ في الربح والكسب والعمل، ومنها اشترى لنفسه قطعة أرض بصنعاء على أمل أن يبني له بيتًا مع زوجته التي تزوجها من أحد أقارب واحد من أصدقائه، تزوجها وهو في السجن، وتم التنسق له بموعد أسبوعي ليلقاها بمكان مخصص في السجن، ومعها صارت حياته أملًا حقيقيا بالخروج والإفراج.
 
وهكذا مرت الشهور والسنوات، ليجد صخر نفسه يفكر كثيرًا في متطلبات الحياة القادمة، ليقرر أن يشتري له سيارة ضمن أفكاره المستقبلية للأسرة والحياة، وبالفعل إشتراها واعتنى بها من بعيد، على أمل أن تنتظر خروجه إليها أيضًا، ولكن المفاجأة حدثت، ليتم الإقرار بتنفيذ الحكم والإعدام بحقه في يوم محدد وقريب.
 
لتصير القضية داعيًا قبليًا لإنقاذه، خصوصًا بعد مضي أحد عشر عاما من حادثة القتل، ولأجله تدخل تجار ومشائخ ووساطات من الدولة، وقدموا مئات الملايين لأسرة المقتول بغرض العفو، ولكنهم رفضوا العفو وأصروا على القصاص، ليقول لهم صخر: لا تكرروا المحاولات، سأمضي في قدري حتى النهاية، لا ملاذ من المواجهة. ليأتي بعدها اليوم الموعود، السادس والعشرين من ديسمبر 2022، قبل يومين، الموعد الذي أعدموه فيه، بعد رقصة البرع ووقوفه العظيم أمام الموت والإعدام.
 
رحمة الله عليه، صخر فيصل مرحب. كان يمتلك قطعة أرض صغيرة بقريته في المغاربة بحراز، وذات يوم اختلف مع شخص يدعى الحاج سعيد على مخلفات الأحجار بقطعة أرض صخر، مما أدى لاشتداد الخلاف بالأيدي، ليتدخل أبناء الحاج سعيد وهم أربعة، تدخلوا باتجاه صخر، الأمر الذي دفعه لإطلاق النار بغرض تخويفهم دفاعًا عن نفسه، مما أدى لسقوط أحدهم قتيلًا، رحمة الله عليهم أجمعين.
 
أنا لا أدري حقًا لماذا لا يمكن للبشر أن يعفوا عن الآخرين! لماذا لا يمكنهم عتق البشر الآخرين! لماذا مازال التسامح بعيدا جدًا عن واقع الناس؟
 
نقلا من صفحة الكاتب بالفيس بوك