عزاء في الفقيد على عبدالواحد طيب الله ثراه

12:08 2023/01/10

يقول المولى عز وجل: (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي) صدق الله العظيم.
 
من الواجب علي أن أعزي نفسي أولًا وأعزي جميع الإخوة والأصدقاء في وفاة أستاذ قدير وزميل عزيز وأخ وفيّ، مستشار وزارة الخدمة المدنية والتأمينات، وخبير النظم المعلومات بالوزارة، والذي كان له إسهام كبير  في تطوير كثير من أنظمة الوزارة في مراحل مختلفة.
 
الحبيب على عبدالواحد حمزة من أبناء حضرموت عاش وترعرع في عدن، وانتقل إلى صنعاء بعد إعادة تحقيق الوحدة، ولم يبارحها حتى وفاته رحمه الله.
 
كانت مهنة الراحل في الأصل  محاسباً قانونياً وخبير نظم ومعلومات.
 
شخصية متفردة امتلك الكفاءة وامتاز بالعلم والهمة العالية ودماثة الخلق، ويعد مرجعاً وخبيراً متميزاً في تخصصه، تسلح بالقيم  والمبادئ الرفيعة، مثابر ومخلص في عمله وأتقن وظيفته، فلم أره يوماً إلا ويتنقل معه جهاز الكمبيوتر. لا وقت محددا لانتهاء عمله وواجباته، سواء كان في الليل أو النهار إلا بعد أن ينجز واجباته  ويطمئن بأنه كسب لقمة عيشه  بشرف.
 
كان الراحل شغوفاً بالتعرف على كل جديد في مجال عمله أو ينصرف لتحضير برامج جديدة. 
عملنا سوية من أجل بناء قاعدة بيانات الموظفين وتصحيح الاختلالات بمشاركة عدد من زملائه الفنيين الذين بذلوا جهداً كبيراً في سبيل ذلك.
 
أما على الصعيد الشخصي والإنساني فكانت علاقتنا قوامها صداقة وأخوة خالصة، وكان قريباً مني جداً، إلى حد أني اعتبرته   أخاً عزيزاً وغالياً على قلبي.
 
في الآونة الأخيرة، وخلال مدة إقامتي خارج الوطن، كنت على  تواصل دائم معه للاطمئنان على حاله وأحواله. وكان على الدوام  حامداً شاكراً قانعاً، رغم كل الظروف والصعاب، عزيز نفس، صابراً محتسباً. 
 
فجعت لخبر رحيله فحزنت على فراقه وشعرت أن الكثير من أبناء الشعب اليمني يدفعون فاتورة الحرب والدمار والفوضى جراء ما حدث في بلادي منذ العام 2011.
 
طيب الله ثراك فقد كنت إنساناً صادقاً ومسؤولاً مخلصاً، ومواطنًا أحب وطنه فأبدع وأتقن عمله، واجتهد في تقديم كل ما بوسعه من نظم ومعلومات وأفكار. 
 
أخي وصديقي الأعز، أعلم أن الفقد موجع ولكنها إرادة البارئ عز وجل. 
 
نسأل الله العلى القدير أن يتغمدك   بواسع رحمته، وأن يسكنك  فسيح جناته، وأن يلهم أهلك وذويك الصبر الجميل. "إنا لله وإنا إليه راجعون".