Image

نازحون من الموت إلى مخيمات الموت

 بعد أن أفرزت الحرب المدمرة التي أشعلها الحوثي في اليمن، نازحون لم يجدوا سوى خيام مهترئة مأوى بديلة عن منازلهم التي هجروا مع استمرار الصراع والقتال. ومع مرور أكثر من ثمان سنوات وبقاء الوضع على ما هو عليه اصبحت المخيمات موطنا جديدا لعشرات الآلاف من النازحين، بدأ صوت المعاناة ينبعث من بين الخيام المتهالكة، للأسف لم يصل إلى مسامع المفوضية لشؤون اللاجئين والمنظمات الإنسانية العاملة في اليمن لإغاثة النازحين ممن شردتهم الحرب ولفظتهم إلى العراء. 
 
المتتصف يستعرض المعاناة التي غابت عنها الحلول في مأرب وحدها استقبلت ملايين النازحين كان نصيب الخيام منها عشرات الآلاف الذين نصبت خيامهم في الصحراء ومجاري السيول يكابدون الكوارث وتقلبات المناخ وهجمات الحوثي التي لا تتوقف من قصف المخيمات بقذائف الهاون والتي تضاعف من حجم المعاناة. 
 
 يقول محمد الجوفي، نازح من إب ويسكن أحد المخيمات في مأرب: في البداية تم استقبالنا والترحيب بناء وأعطونا خيمة نسكن بها إلا أننا بعد مرور الوقت لم نعد نشهد الوجوه المبتسمة المرحبة بل أصبحت عابسة وكأننا ضيوف ثقال عليهم، تتحسن المعاملة وتوصل المساعدات إذا كان هناك زيارات تقوم بها وفد أجنبي من المفوضية الدولية. وللأسف أن من قام باختيار موقع الخيام وكانه أراد للنازحين العذاب. مناطق مفتوحة شديدة الرياح والتي أدت إلى تمزق الخيام وأصبح العديد منها حائرا وهو مهدد أن يجد نفسه بالعراء. 
 
 ويضيف عبد الملك أحمد حاول البعض أن يقوم ببناء جدران من البلك في الخيمة حتى تصد الرياح ولا تؤدي إلى تمزق الخيمة إلا أنه تم المنع واعتبروا ذلك احتيالا لنهب الأرض ولا أدري عن أي أرض تتحدثون صحراء طاردة للسكان لولا الحرب وما أصابنا من تشرد لما سكنت فيها ولوأعطونا الأرض ببلاش. 
 
 النازحة أم محمد تقول ان الشيء الوحيد الذي يتوفر في خيام النازحين الماء. أما المساعدات الغذائية فلا تصل إلا بين فترة وأخرى مما يستدعي الذهاب إلى السوق لشراء احتياجاتنا من المواد الغدائية ونقطع مسافات بعيدة وهناك من فتح أشبه ببقالة، إلا أنها لا توفر الأشياء الضرورية أغلبها جعالة للأطفال. 
 
نحن أكثر ما نشكو منه تمزق الخيام وعدم صرف بطانيات وفرش جديدة بعد أن صارت ما لدينا متهالكة في ظل برد شديد، إضافة إلى أن الحمامات الجماعية غير كافية. 
 
لم تختلف سالمة عن جارتها باعتبار الوضع مأساويا: في المخيمات في الشتاء نواجه بردا شديدا وعدم توفر البطانيات الكافية وفي الصيف نواجه كوارث السيول والتي تقوم بجرف المخيمات، ولا نجد سبيلا إلا الانتقال إلى أماكن مرتفعة ونقوم نبني عشة بشكل مؤقت لنحتمي من كوارت السيول وإذا تجاوزنا الأمطار والبرد تتساقط علينا القذائف الحوثية. 
 
الناشط الحقوقي سمير الشميري يقول: في مكان آخر من المخيمات بالخوخة ولحج، المعاناة لا تختلف كثيرا يضاف إليها الحرائق والإهمال وانعدام المساعدات والافتقار إلى الرعاية الصحية وعدم توفر المدارس إلى جانب قساوة الحياة في ظل الحر الشديد. تلك المخيمات يزورها مسؤولون ومنظمات بغرض إطلاق الوعود والتصور دون لن يقدموا شيئا يذكر. وأصبح النازح المطلوب منه أن يتحول إلى متسول للحصول على قوت يومه كون أغلبهم من فئة الفقراء والمهمشين. 
 
في هذا الشأن أطلقت وحدة حكومية  نداء استغاثة لإنقاذ واحد وثمانين ألف أسرة من مخاطر الموت بموجات البرد والصقيع في مخيمات النزوح بمحافظة مأرب. 
 
وقالت إن هناك ستة وخمسين ألف أسرة نازحة في سبعة وستين مخيماً في صحاري مأرب، معرضة لتأثيرات موجة البرد بشكل مباشر.
 
وأوضحت الوحدة أن تلك الأسر تسكن خياما ممزقة ومهترئة لا توفر لها الحماية، ولا تقي الأطفال وكبار السن، من البرد وسط انعدام شبه تام للمواد والمستلزمات الأساسية للتدفئة.
والأسبوع الماضي، توفي سبعة أطفال في أحد مخيمات النزوح بمحافظة مأرب جراء موجة البرد القارس.