معركتنا مستمرة ضد الكهنوت

08:11 2023/03/17

إن ما يجعل اليمنيين لا يبتهجون بالاتفاق الأمني بين السعودية وإيران هو التجربة الطويلة في التعامل مع إيران وذراعها الحوثي في الجزيرة العربية.
 
وما لا يعلمه الكثير هو أن أول التزام إيراني بعدم التدخل في شؤون اليمن كان عام 1993، وذلك عند زيارة القنصل العسكري الإيراني لمعسكر طلابي دعا إليه الصريع حسين بدالدين الحوثي في منطقة الحمزات بمحافظة صعدة وتصعيد النظام حينذاك. 
 
التزمت إيران حينها بعدم التدخل، ثم شاهدنا دعمها العسكري والاقتصادي والسياسي والثقافي والإعلامي. ففي كل جولة من الاتفاقات او المباحثات تؤكد ايران عدم تدخلها.
 
الآن جاء الاتفاق بين السعودية وإيران ففضح أن كل الأسلحة والدعم إيراني وأسقط أكاذيب وإيمان عصابة الحوثي الإرهابية في أنها هي من تصنع السلاح.
 
لذا، فإن المعركة مع عصابة الحوثي الإرهابية بدأت الآن، لأنهم يعودون لاستراتيجيتهم فيظهرون ما لا يبطنون، إلى أن تتغير الظروف الاقليمية والدولية ويعودون لممارسة إرهابهم على الجميع دون استثناء.
 
إن المعركة مع ذراع ايران مستمرة وباقية، حتى وإن خفتت الموجهات المسلحة مؤقتاً، إلا أن المعركة ستستمر على مختلف المستويات وتحشد الطاقات للجبهات؛ لأن معركة الشعب اليمني مع ذراع إيران وجودية وفكرية وتاريخية، ومعركة حضارة ومعركة عقيدة، وضد الجهل والفقر والمرض والتخلف.
 
هناك ثوابت لليمنيين، وهي الثورة والجمهورية و الديمقراطية والسيادة الوطنية والوحدة، لكن الحوثي يسعى إلى محوها باسم ما يسميها الهوية الإيمانية المستوردة من الثورة الخمينية.
 
يدرك الجميع أن الحوثي أسقط صور وأسماء شهداء ثورة 26 سبتمبر علي عبدالمغني واللقية والعلفي ومحمد محمود الزبيري والقردعي وعبدالعزيز عبدالغني  وغيرهم، من مدارس وشوارع المدن اليمنية، وحوّل شوارع صنعاء إلى نسخة من شوارع إيران بصور قيادات الحرس الثوري.
 
الحوثيون اليوم نهبوا كل الممتلكات من الأراضي والأملاك باسم أوقاف تتبع الأئمة الهالكين، كما هو الحال في صنعاء المختطفة، حيث يصادرون أراضي الناس في عَصِر وبني مطر والحيمة. ومن لا يصلون إليه باسم الوقف ذهبوا إليه تحت يافطات سياسية. ولن يتوقفوا ما لم يكسرهم الشعب اليمني عسكريا.