المعاناة الإنسانية في اليمن .. كارثة مكتملة الأركان ..!!

12:45 2023/04/12

من المتعارف عليه أن المعاناة الانسانية هي من أهم نتائج وإفرازات الحروب والصراعات ، بل إن المآسي والألام والأحزان بكل أنواعها هي العنوان الأبرز للحرب ، لذلك لن أبالغ إذا قلت بأن الحرب هي الشر المطلق في حياة وتاريخ البشر ، فخلالها تسفك الدماء وتتعطل القوانين والشرائع ، وتنتهك الحقوق والحريات ، وتباح المحرمات ، وترمل النساء ويتيتم الأطفال ، وتصبح السلبية والحقد والكراهية والعنف هي السائدة والحاكمة ، وفي ظل هكذا أجواء سوداوية تتبلور المعاناة الإنسانية كواقع مخيف ومرعب ، يجتاح حياة الشعوب المنكوبة وخصوصاً البسطاء وعامة الشعب ، فهم وقود الحرب وهم من تدور رحاها فوق رؤوسهم ، وهم من يدفعون فاتورتها الباهضة من دمائهم ودموعهم وأوجاعهم ..!! 
 
وما يشهده غالبية أبناء الشعب اليمني اليوم من الفقر والجوع والفاقة والمعاناة الإنسانية ، هو النتيجة الطبيعية لتراكمات ثمان سنوات من الحرب ، التي عطلت حياتهم وأغلقت أبواب الرزق في وجوههم ، وأحرمتهم من أبسط مقومات الحياة ، ولن أبالغ إذا قلت بأن أحوالهم لم تعد تسر لا عدو ولا صديق ، بل لقد أصبح الفقر هو العنوان الأبرز لحياتهم ، بعد أن فقدوا مصادر الرزق ، وبعد ان حرموا من مرتباتهم وحقوقهم ، فعلى سبيل المثال من كان يعتمد على مرتبه الشهري وجد نفسه بين عشية وضحاها فقيراً معدماً لا يجد قوته وقوت أطفاله ، ومع مرور سنين الحرب وتطاولها تعمقت معاناتهم وزادت مآسيهم ، لتتآكل الطبقة المتوسطة على حساب توسع الطبقة الفقيرة المسحوقة ، التي باتت تشكل غالبية سكان اليمن ..!!  
 
كل ذلك يجعل من المعاناة الإنسانية في اليمن كارثة مكتملة الأركان ، كارثة بكل ما تعنية الكلمة من معنى ، في ظل تهاون وتغاضي وصمت المجتمع الدولي والمنظمات الأممية ، ولا مبالاة الأطراف المتصارعة ، كل ذلك يجعل من وقف الحرب ضرورة إنسانية عاجلة ، لإنقاذ شعب من ويلات الفقر والجوع والمعاناة ، والعمل على تخفيفها ومعالجتها ، فحالات المعاناة والفقر والفاقة قد وصلت لدرجة حرجة جداً ، لا يمكن السكوت عنها ، لأن نتائجها ستكون كارثية ومأساوية على شعب يعاني أصلاً من تدني الدخل القومي ، نتيجة شح الموارد الاقتصادية المادية والمائية وزيادة الكثافة السكانية ، كل تلك الأمور مجتمعة بالأضافة لثمان سنوات من الحرب ، جعلت المعاناة الإنسانية بكل صورها هي الحالة المهيمنة على غالبية أبناء الشعب اليمني ، وهكذا وضع مأساوي وكارثي يحتاج لمشروع عربي وٱقليمي وأممي للإنقاذ ، كمشروع مارشال الذي قامت به أمريكا لدعم وإنقاذ أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية . نقطة آخر السطر ..!!