مسؤولين بلا موقف وسياسة بلا ملامح

12:16 2023/05/08

تزايدت ردود أفعال مسؤولين حكوميين فيما يخص إجلاء الرعايا اليمنيين من السودان، فذاك يوجه وذاك يعترض وذاك يؤيد وآخر يشيد، ولكن كل ذلك يبقى كلامًا مستهلكًا ونوايا متاخرة ،بعد أن سمع القاصي والداني في هذه المعمورة عن هذه القضية، وبعد أن مات البعض جراء تقاعس وعدم الاستجابة السريعة من المعنيين في سفارة اليمن في السودان.
 
جميعنا تابعنا كيف تم إهمال المواطنين اليمنيين في السودان وفقد البعض منهم حياته، في حين مسؤولونا وقياداتنا الموقرة أذن من طين وأذن من عجين، خبزوها بعد أن أُثيرت قضية العالقين عبر السوشيال ميديا فبدأت تحركاتهم، وكأنهم لا يتحركون إلا بريموت السوشيال ميديا.
 
قادتنا ومسؤولونا لم يحذوا، حتى قيد أنملة، بما يفعله قادة الدول التي ترعاهم وتوجههم ويخضعون لها، ولم يستفيدوا من خطط تلك الدول بآلية إجلاء رعاياها في السودان.
 
على الأقل خذوا درسا من السعودية وتعلموا منها، خصصوا حتى ولو 15%‎ من الأموال المنهوبة، التي تبيعون بها ثروات وأرض اليمن، وأنقذوا بها أعراض اليمنيين.
 
للأسف، أصبح اليمني مُسْتَرْخَصَا لدرجة الهوان عند صناع القرار وعند سارقي الأحلام وناتفي ريش الأمنيات. 
 
وكم هو مؤلم أن تصبح كرامة اليمني مجرد ورقة سياسية متهتكة عند ساسة يدوسونها حينما يستهلكونها، وقادة لا يقيمون إلا للظلم والأحقاد والأطماع مكاناً علياً، بينما إهدار إنسانية اليمني مستباح من الجميع.
 
عار عليكم يا حكومة الأوراق المتساقطة يا معاقي الولاء والقرار، عار عليكم تبرؤكم من  اليمنيين ولما يحدث لنا من انتهاكات صارخة لحقوق الإنسانية وتعرضنا للإهانات وهتك الأعراض تتنافي مع الضمير والوطنية وأنتم راضون خانعون!
 
وعار عليكم أن تظلوا هكذا دونما تحريك لوطنيتكم ولبلد يسمى اليمن، والذي تهدر كرامته حاضراً وينسف ماضيه ويلوث ويدمر مستقبله بهذه الطريقة المشينة. 
 
عار عليكم أن تكون الجنسية اليمنية هي الوحيدة دون جنسيات العالم من تُذل وتُمسح بكرامتها سابع أرض دون وجود لمن ينتصر لهذه الكرامات الُمهدرة تحت الأقدام.
 
لماذا صرنا هكذا مرتهنين للخنوع والهوان وطأطأة الكرامات ودس وطنيتنا تحت تراب المذلة  والتبعية المقيتة؟
 
لماذا صارت بلادنا مُستذَلة لكل الأوباش؟
 
لماذا صرنا بلدًا تتلاعب به أوراق السياسة الإبليسية؟
 
بفضلكم صرنا غرباء في وطننا وذقنا مرارات الكرامات المهدورة خارج وطننا، وما يحدث للرعايا في السودان مثال لما يحدث ليمنيين كُثر في أصقاع الغربة يعيشون بهوان ويموتون غرباء.