Image

جريمة كهف عمران أنموذجا.. معلومات تكشف تورط المخابرات الإيرانية في جرائم الإبادة الحوثية بحق اليمنيين

كشفت مصادر حقوقية يمنية عن تورط المخابرات الإيرانية التي تدير مناطق مليشيات الحوثي الإرهابية، المدعومة من إيران في اليمن، في جريمة قتل اليمنيين ودفنهم في مقابر جماعية في مناطق يمنية متفرقة، ومنها مقبرة حرف سفيان بمحافظة عمران شمال العاصمة صنعاء.
 
وذكرت المصادر لـ"المنتصف نت" أن عملية معاينة الصور الأولية لبقايا الجثث التي تم اكتشافها في أحد الكهوف في منطقة حرف سفيان بمحافظة عمران على طريق صنعاء – صعدة، تحمل بصمات المخابرات الإيرانية، التي تدير العمليات الأمنية والقتالية والسياسية في مناطق الحوثيين.
 
وكانت الحكومة اليمنية طالبت المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوثين الأممي والأمريكي إلى اليمن بإعلان موقف واضح من جرائم الحرب والإبادة التي ارتكبتها مليشيا الحوثي الإيرانية بحق اليمنيين، وذلك عقب الكشف عن مقبرة جماعية لـ16 أسير حرب اختطفتهم الجماعة وأعدمتهم وأخفت مصيرهم عن أهاليهم لأكثر من عقد في محافظة عمران شمال صنعاء.
 
ومنذ انقلابها في العام 2014، تمارس المليشيات الحوثية جرائم إبادة بحق اليمنيين، حيث تم الكشف عن عدد من المقابر الجماعية في مناطق سيطرتها في الحديدة وحجة ومحيط العاصمة صنعاء، ادعت المليشيات بأنها تضم جثثا لقتلى مجهولين سقطوا في الحرب.
 
ويستغرب اليمنيون من صمت المجتمع الدولي، على جرائم التي تمارسها المليشيات الحوثية بحق اليمنيين وبشكل شبه يومي، سفكت خلالها دماء أبرياء رفضوا مشروعها الطائفي والتدميري الممنهج للحياة بكل تفاصيلها في اليمن.
 
وعثر، أواخر شهر يونيو الماضي، على جثامين 16 مختطفاً من ضمن 17 اختطفتهم المليشيات الحوثية الإيرانية وأعدمتهم إبان الحرب السادسة، آخر الحروب الست الأولى التي خاضتها ضد الدولة منتصف العام 2010، وذلك داخل كهف في منطقة جبلية وعرة بمديرية حرف سفيان شمال عمران.
واعترفت مليشيا الحوثي، عبر مبعوثها للقاء القبائل يوسف المداني، بإعدام المختطفين الـ17 بسبب قتالهم إلى جوار رئيس الأركان الحالي في الجيش اليمني صغير بن عزيز، ضد عناصر المليشيات الذين أرسلتهم للسيطرة على المديرية، مؤكدا استعداد جماعته تسليم 5 ملايين ريال يمني وبندقية روسية نوع إيكي عن كل شخص، شرط أن يتنازل أهالي الضحايا عن حقهم.
 
وتصاعدت مؤخرا الاتهامات للمليشيات في اليمن بقتل المختطفين والمخفيين قسراً تحت التعذيب، وإخفاء جثثهم لفترات ثم القيام بعمليات دفن جماعية لها بمحافظات عدة واقعة تحت سيطرتها، ما دفع الحوثيين للادعاء بأن تلك تعود لجثث مجهولة الهوية سقطت في جبهات القتال، تم دفنها في مقابر جماعية في محيط العاصمة، لكن تلك الجثث تضم جثث إناث، الأمر الذي يفضح ادعاءات الحوثيين بأنها جثث لمجهولين.
 
وأشارت مصادر حقوقية إلى أن وجود جثث إناث ضمن الجثث المدفونة سرا يشير إلى سعي المليشيات لمحو آثار جرائمها ضد مئات المعتقلين الذين توفوا جراء التعذيب في سجونها تحت إشراف عناصر من المخابرات الإيرانية.
 
ووفقا للمصادر، فإن المساعي الحوثية لطمس وتمييع قضية جثث كهف عمران، بدفع مبالغ مالية وأسلحة لذوي القتلى، تدل على أن الحوثيين يريدون إخفاء حقيقة وجود ومشاركة عناصر إيرانية في عمليات التعذيب والدفن السري لتلك الجثث، الأمر الذي يجعلها في موقف صعب أمام ممولها وراعي مشروعها في اليمن.
 
وسبق للمليشيات المدعومة إيرانيا أن عملت على إخفاء جرائم إبادة جماعية شارك فيها إيرانيون، وقامت في العام 2020 بدفن 232 جثة من أصل 715 جثة في صنعاء ومحافظتي الحديدة وذمار، وادّعت أنها لمجهولي الهوية.