المعلم ما بين الإغماء و السبات

06:36 2023/08/26

المعلم هو الذي علّمنا الكرامة، و بذل عمره في سبيل عزتنا.
معلمينا ينهشهم الجوع والعوز..تيجان رؤوسنا تتحطم أعمدة الإستقامة،و تتعرض لضربات الإقصاء والتهميش.

أي وضع هذا الذي جعل آباء الروح يصرخون طلبًا للنجدة؟ ما هذا الإهمال يا دولة السرق واللصوص؟
تذهبون لفنادق العهر والدعارة وتتركون الذي علمكم يكابد قسوة الحياة وظروفها. لماذا تناسيتم فضلهم؟
لماذا تم الزج بحقوق المعلم في زنازين الإهمال؟

و الله ستُحاسبون يا عصابة الفساد. ستحاسبون عندما أعطيتم لجنود الأمس راتبًا يفوق أضعاف معلمي التاريخ.. أيجوز أن أتقاضى راتبًا بالعملة الصعبة، ومعلمي يستلم راتبًا لا يكفيه لشراء كيس أرز، مقابل أن يكد شهرًا كاملًا

يا أسفااه المعلم تحتضر أنفاسه الأخيرة.فقد أهملناهم و نسينا كيف ينهضون كل صباح بأجساد مرهقة وأرواح مهترئة. يأتون للمدرسة بأحذية ممزقة وملابس رثة،و يقفون على السبورة ساعات طويلة يشرحون حتى تجرح حناجرهم وتنحل أقدامهم وتشيب لحاهم ورؤسهم كل يوم وكل شهر وكل عام مقابل خمسون ألف، لا تكفي لشراء ملابس طفل رضيع .

و الله إنه لقهر عظيم، فلا يعلم بحال المعلم إلا زميله المعلم.
لن تنهض أي دولة ما دام عمودها الفقري مضروب. فسياسة التفكيك تبدأ بقص أجنحة التعليم
إفقار المعلم يعني إغماء الوطن وجعله في سبات سرمدي..إخماد القنديل المتوهج يعني إخماد التنوير ونشر الظلام الدامس.

قتل شعلة التعليم يعني إحراق كل البلد عن بكرة أبيه..و الدولة التي تهمش المعلم ستهمشها كل سياسات العالم
لأن هدم أول درج يمنع الوصول والارتفاع إلى الإعلى، لذلك فلنقرأ على قضيتنا الفاتحة مادام المعلم يتسول راتبه من خريج الأمس في وزارة المالية
تبًا لدولتنا وقضيتنا أن لم يكن أولوية هرمها تقديس المعلم.